تخيل في يوم من الأيام، يلعب منتخبنا الوطني مباراة ولا ندري هي رسمية أو ودية تقام في محفل عالمي أو خليجي ولا تعلم بموعد ووقت وتاريخ المباراة . أصبحت معسكرات المنتخب كأنها كشافة، عقلي لم يكن معي كحال أغلب المواطنين بسبب الحزن ولكن استطعت السيطرة على حزني وألمي ، وقارنت بين هذا وذاك، فكانوا يتشابهون بربطة العنق والأناقة ويختلفون بمدى الفائدة المكتسبة حيث فائدة لاعبي المنتخب معدومة من المعسكرات، وهذا ليس بمستغرب، لأن القائمين عليهم لا يهمهم سوى توحيدهم بزي في محاولة إقناع أن هناك بعثة ومنتخباً وإنعاشاً ما يمكن إنعاشه! المشجع كان يثق بالقائمين على المنتخب من إدارات ولاعبين فلم يكن يهتم إذا كانت التشكيلة أغلبها نصراوية أوهلالية أواتحادية أوأهلاوية أو حتى شبابية أواتفاقية طوال تلك العقود التي مضت، هُزم وتجد الجماهير تزحف للمدرجات في المباراة المقبلة ليس لتأدية واجب ولكن بحماس حقيقي لايحتاج لتذكيرنا، لكننا في السنوات الأخيرة تحديدا تلقى منتخبنا هزائم ونكبات خليجية وعربية وعالمية، فمن نزع من قلب المواطن حبه للمنتخب؟ ولم يتبق لدى المشجع سوى الحياء من أن يقال سعودي لا يشجع منتخب بلاده .. كانت الرياضة متنفسنا، والشيء الوحيد الذي لا تتوقع نتيجته أو التشكيلة أو حتى الموعد فإذا لم يتأجل الدوري تأجلت البطولات بسبب الأشقاء، اذا لم يدخل اللاعب الفلاني التشكيلة أٌبعد المدرب ووضع محلي مكانه ليثبتوا لك ان المنتخب بخير وبأن العلة في المدرب! الغرور صنع لنا البطولات لم نغتر بمستوانا لكن اغتررنا لأننا الأفضل وعلينا إثبات ذلك وصدق من أمامنا هذا الواقع وحصدنا القليل، وبعد موت الأسد مازلت الرهبة في النفوس وبعد انفضاح الواقع لم تسترنا التصريحات ولا التبريرات، ذهب منتخبنا ليلعب هنا وهناك مع عواصف من التصريحات المدروسة احتقان داخلي تجديد القاعدة، تعصب أعمى، شغب جماهيري نزع الحياء وما كان مقدساً في الرياضة أصبح اليوم مستباحاً وما كان عيباً أصبح اليوم حلالاً فشتم هنا وهناك! لاعبون فهموا اللعبة يحترقون من أجل فنيلة أنديتهم ومع منتخبهم، يحسب لنا بأننا لم نهمل الرياضات الأخرى فقد فعّلنا الجمباز فهو أحد خطط الدفاع واستخدمنا الركبي لتمرير الطويل، يحسب لنا بأننا أشركنا المؤسسات والمصالح الحكومية في الرياضة فاستعنا بمصلحة التقاعد واستعرنا من عندهم نجوماً .! *سمعنا عن بناء منتخب خلال أربعة اعوام ولم نر سوى المعسكر القديم وربما لايزال المقاول يعمل، عادت نصف الأسماء وحضرت البقية الباقية بروحها في الملعب كأشباح تقسم على أن الضرب في الميت حرام، وأن لا حياة لمنتخب مرض ومرض ومرض ومازالت العلة بالجسد! واستمرت مسرحية الخسارة ولايزال التبرير هو سلاحهم ومازالت الاسطوانة تدور وتدور وتدور باحثة عن مجد، قتلتم حب المنتخب، قتلتم حب الأندية، قتلتم الأمل بأن نرى منتخباً يحقق نتائج بأقدام لاعبيه وإن خسروا علمنا بأنهم فعلوا المستطاع ، هذا ما قدمتم لنا.. منتخباً فقدنا الثقة فيه.. منتخباً قُتل أمامنا بالكذب والتضليل.. من لديه الحق في ان يطلب من لاعبينا الاحتراق من أجل الوطن واللعب باسم الوطن بينما الوطن يذبح محليا!! أصحاب القرارات حملوا هم كل شيء إلا هم اللاعب وحقوق الأندية والمساواة، عدة اعوام من الفضائح الداخلية والعالمية .! عدة سنوات من الخطط وانظر بنفسك الأسماء الموجودة الآن والقديمة. المشجع السعودي لم يذق للفرح طعماً بسبب عدم حصول منتخب بلاده على بطولة! نعم هذا هو حالنا مع كل مشاركة لمنتخبنا أصبحنا، نخاف الهزيمة الثقيلة حتى في المباريات الودية.. الرياضة الشيء الوحيد الذي لا يخضع لقرارات الأممالمتحدة ولا منظمة التجارة العالمية ولا لسوق الأسهم ولا السوق السوداء ولا البيضاء والخضراء، تحجرت دمعة في عينيّ ..لأجل منتخب سألت نفسي عنه وعن عشقي له وبحثي الدائم عن أخباره، لأجل منتخب كان الأول بآسيا بنجومه وفدائيتهم، منتخب كان بكل مافيه محنّكاً .. لأجل منتخب في يوم من الأيام بكيت مع لاعبيه وفرحت معهم وحتى لو كان من ضمنهم أنصاف لاعبين وأُهمل نجوم حقيقيون في الاحتياط .. لأنه بكل بساطة كان : منتخب وطن.