لم يبق لدى عثمان السعد الأمين السابق للاتحاد العربي لكرة القدم ما يخسره بعد 35 عاما قضاها في أروقة ودهاليز الرياضة العربية. فالرجل الذي وصف ب(عراب المسابقات العربية) تحدث بشفافية غير مسبوقة فأعلن ميوله الهلالية المتناقضة مع إعجابه بماجد عبدالله كما وصف ماقاله عبدالرحمن بن سعيد عن كرهه للنصر بأنه أمر طبيعي. كشف عن المحاولات المستمرة لنحر الاتحاد العربي لكرة القدم وقال إن بعض الدول تحاربه علانية. السعد الذي ولد من أم سورية وأب سعودي عبر عن ألمه وجرحه الدائم بسبب محاولة البعض تعييره بجنسية والدته، ولم يتردد في الاعتراف : بأن القدر الذي قاده لرؤية الهلال لم يحجب عنه ضوء الشمس المشرقة عندما تقدم لبناته أزواج نصراويون فوافق عليهم دون تعصب على عكس مافعله البعض. أبان موقفه من الانقلاب على الرئيس السابق لاتحاد الصحافة الرياضية عصام عبد المنعم، وأوضح أن خروجه من الرئاسة لم يكن نتيجة مؤامرة وإنما بقرار رحيم من الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله. حوار فيه إشارات ومرتدات ومحاكمات وإضاءات لتجربة نصف قرن قد تعجب البعض وقد تستفز البعض الآخر، بدأها ضيفنا باجترار غربة المكان والزمان قائلا: ولدت في دمشق مع شقيقة لي توفاها الله فعشنا حياة مدللة من والدينا. وقد ارتبطت بالرياضة منذ الصغر فمارست العديد من الألعاب ومثلت عدة منتخبات سورية في السلة والطائرة وكرة القدم، وعندما اكتشفوا أنني سعودي الجنسية منعوني من اللعب لهذه المنتخبات. هذه الصدمة لم توقف مسيرتي وطموحي الرياضي حيث كنت ألقى تشجيعا كبيرا من والدي الذي يعمل في المفوضية السعودية في دمشق فدخلت كلية التربية الرياضية وأصر والدي على البقاء معي في سوريا بعد تقاعده لحين تخرجي لكن المنية لم تمهله فانتقل الى رحمة الله في أسبوع تخرجي من الكلية، وشاء الله لي أن أتعرف على صالح العجروش أثناء وجودي في الإسكندرية فعرض علي العمل في نادي الهلال فوافقت وأتيت إلى الرياض ولم يكن نادي النصر وقتها قد صعد لأندية الممتاز، فانتميت للهلال للعلاقة التي ربطتني بالنادي وليس تعصبا ضد النصر. • دخلت الرياضة العربية بفكر السياسي لتجمع العرب في سبيل أن تصل إلى الاتحادات القارية والدولية، ولكن هذا لم يحصل، لماذا ؟ - العمل في الرياضة لا يحتاج إلى سياسة بقدر ما هو بحاجة إلى الفكر . • ألم تكن السياسة مؤثرة في الرياضة العربية ؟ - بلا شك كانت مؤثرة، بل كنا ننادي أن تكون المظلة التي تحمينا وتدعمنا هي المظلة السياسية لأنه لا غنى عن تأييدها للمظلة الرياضية خصوصاً الأهلية منها لكي تنجح. والاتحادات الرياضية العربية مظلات أو وحدات أصلية بمعنى أنها ليست حكومية وتندرج تحت مظلة الوزارات التي تعتني بالشباب والرياضة كوسيلة من وسائل دعم الشباب، ونحن بدأنا مع الأمير فيصل -رحمه الله- مع بدايات تأسيس الاتحادت العربية الرياضية ولم يتأخر رحمه الله لحظة في ركوب هذا الخيل الجامح في ذلك الوقت ووجد فيه المطية لتحقيق الكثير من أهدافه العروبية لأنه كان يقول دائماً «هذا قدرنا» ويقصد أن قدر المملكة العربية السعودية أن تقود وأن تسعى إلى تقوية هذه الحركة الرياضية الأهلية المتمثلة في الاتحادات الوطنية. • هناك من قال بأن الأمير فيصل خذل من قبل بعض الاتحادات العربية لتحقيق ما كان يحلم به ؟ - لا أعتقد ذلك، بدليل أن الاتحاد العربي للألعاب الرياضية الذي أصبح اسمه فيما بعد اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية ثم توالت الاتحادات العربية التي تأسست طبقاً لفكر الأمير فيصل في البدء بستة اتحادات فقط، وبدعم الأمير سلطان بعد ذلك، ثم الأمير نواف اصبح عددها الآن حوالي 163 اتحادا عربيا. • لكن الملاحظ أن الأنشطة العربية فقدت قوتها بعد وفاة الأمير فيصل؟ - لن أقول هكذا، ولكن كانت هناك محاولات في عهد الأمير فيصل رحمه الله للحد من هذه الاتحادات. • من قبل من؟ - لن أذكر لك أسماء ولكن أذكرك بعنوان نشر في إحدى الصحف العربية بعنوان «الاتحاد العربي ولد ميتاً» وقد كانت هذه محاولة لضرب الإتحاد العربي وهناك محاولات كثيرة بذلت لإيقاف جموح هذا الاتحاد. • هل كانوا يسجلون موقفاً من وجودك في الاتحاد أم ماذا ؟ - لو لم يكن الأمير فيصل موجوداً في تلك الفترة لكنت تأثرت بما يقال. أما عندما تقول أنهم يقصدونني بهذه المواقف فأنت تعطيني حجماً أكبر مما أستحق. • لكن الخلاف حولك ظل مستمرا؟ - بدون شك. ولو لم يكن هناك خلاف ما كان هناك عمل نقوم به من أجل تحقيق أهداف الكبار وليست أهدافي الخاصة . • ولكن الأهداف العربية توقفت الأن بدءاً من البطولات الكروية؟ - لأن الذي رفع قيمة بطولات الإتحاد العربي انسحب الآن . • ودفعت البطولات العربية الثمن؟ - ما قدمه صالح كامل من خدمة لكثير من القضايا الرياضية لا يمكن نكرانه بدءاً من فكره في انشاء هذه المحطات، وماقدمه للإتحاد العربي لكرة القدم أكثر مما كنا نحلم به فقد فرش على الأرض 25 مليون دولار كجوائز وتغطية لمصاريف الحكام والإداريين ولجان الاتحاد العربي وانتهاء بالفرق التي كانت تشارك طيلة موسم كامل. • وقرار التشفير؟ - حق من حقوقه كمستثمر. • لكن الإتحاد دفع ثمناً مقابل ذلك؟ - إطلاقاً ، فقد كان هناك من يتابعنا ويحضر بطولاتنا ولم نتأثر بشيء، لكن التحول الذي حدث في ART ببيع القنوات الرياضية حد من اهتماماتهم واضطرهم للتوقف وهذا حقهم كمالكين لهذه القنوات . • لكنكم أيضاً أصبتم الكرة العربية بالتخمة من كثرة البطولات التي أثرت على اللاعب العربي والأندية في منافساتها الإقليمية والدولية؟ - كيف تأتي التخمة واللاعب العربي لم يأخذ كفايته من الأكل وما شاهدته من بطولات لا يمثل الحد النهائي لطموحات الاتحاد العربي، وكان يجب أن تقام بطولات للناشئين وتحت 17 سنة وما زالت هاتين البطولتين في صدارة اهتمامات الإتحاد العربي لكرة القدم ، أضف إلى ذلك أن هناك بطولات أخرى وددنا لو ثبتت بشكل قاطع مثل بطولة كأس العرب . • هل يعني هذا موت البطولات العربية؟ - أبداً، بالعكس هي بحاجة إلى فرصة فقط، ونحن الأن في فترة انتقالية مهمة جداً والبطولات الرائعة التي أقمناها والتي وصلت جوائزها المالية إلى مليون دولار لا يمكن أن تعود إلى جائزة 50 ألف ريال، بل يجب أن نعيد فتح الملف من جديد بطريقة لا تقل أو تتساوى مع ما كان متداول، وأعتقد أن الأمير نواف بن فيصل والطاقم الموجود حالياً بالإتحاد العربي يعملون ليلاً ونهاراً لبداية جديدة ستكون في رأيي قوية جدا،ً والتفكير سيكون من بداية الموسم. • الكل يرى أن بطولات الاتحاد العربي مليئة بالمنغصات ؟ - لكنهم يأتون للمشاركة لأن الجهد الذي بذلناه جعل المنافسة كبيرة . فأهم البطولات شاركت فيها أقوى الفرق والمنتخبات. ولا حظ أننا نقيم بطولاتنا بالرغم من وجود بطولات قارية وتصفيات دولية تلزم الإتحادات العربية لكرة القدم واللجان الأولمبية أن يكون لها مشاركات على المستوى الدولي والقاري بينما لايترشح من خلال بطولات الإتحاد العربي أي فريقا أو منتخبا لمنافسات دولية أو إقليمية . • ألايكفي هذا السبب إحباطاً لعدم المشاركة؟ - نحن لا يحبطنا شيء لأننا نعرف حدودنا والسقف الذي يجب أن نتوقف عنده ، ومن أهدافنا كإتحاد عربي أن يرتقي مستوى أداء الدول العربية على مستوى القارة ليحصلوا على المواقع التي توصلهم للمشاركة دولياً. • لكنكم أشغلتم الروزنامة العربية ببطولات أربكت برامجها الإعدادية للبطولات المهمة؟ - ما دمت قد ذكرت الروزنامة فلن أفشي سراً كدليل على الحرب التي يتعرض لها الاتحاد من بعض الاتحادات العربية التي اتخذت قراراً بمنع الأندية العريقة الحاصلة على المركز الأول في الدوري المحلي من المشاركة في بطولات الاتحاد العربي ومع هذا استمرت بطولاتنا من قناعة المسؤولية في الإتحاد العربي بأننا كلما زدنا جرعة التنافس ساهمنا في تطوير الكرة العربية، والأن هناك لجنة مستشارين تم تشكليها بتوجيهات من الأمير نواف بن فيصل هدفها التنسيق مع الإتحاد الآسيوي بقيادة الرائع محمد همام والأفريقي من خلال الأعضاء العرب مثل الجزائري روراوة نائب رئيس الإتحاد العربي للتقريب بين برامج القارتين والاتحاد العربي لكرة القدم منعاً لأي تقاطع، ومن ثم يجب أن تكون بطولات الإتحاد العربي مساعدة للمنتخبات والفرق العربية لكي تشارك في البطولات الإقليمية بشكل أقوى . • الى أي مدى تنازلتم أوجاملتم لكي تنجح البطولات العربية؟ - لم نتنازل إطلاقا، ومازلت أذكر حادثة النادي القطري الذي كان على أعتاب دور الأربعة في بطولة الإسماعيلية الناجحة ولكن حادثة الضرب التي طرد على إثرها لاعبهم دعتهم للانسحاب مع أن اللاعب نفسه طرد في المباراة التالية للفريق القطري في دوري بلاده ، فتحدثت مع رئيسهم وكان شخصا رائعا ومتفهما واتفقنا على أن لاينسحبوا، وبعدها بدقائق فوجئت بعقدهم مؤتمرا صحفيا أعلنوا فيه انسحابهم فحضرت المؤتمر ووقفت أنظر من بعيد لهم ، وقد قيل في المؤتمر كلام جارح فعلا، ولكنني لم أعلق على شيء وهذا حقهم ، فقمت مباشرة باستدعاء الفريق الليبي البديل بعد سفرهم للقاهرة وفعلا وصلوا للإسماعيلية في غضون ساعتين . ثم فوجئت مرة أخرى باتصال من رئيس الوفد القطري يعلن فيه تراجعهم ويطلب فيه العودة للبطولة فأخبرته بأن الوقت قد فات . فنحن لم نتنازل ولم نجامل وعليك أن تحكم ان كنا قد أخطأنا بحقهم أم لا. • لكن الملاحظ أن علاقتك جيدة مع القطريين حاليا؟ - من أحلى مايمكن، والمسألة تعتمد على الأشخاص الذين تتعامل معهم فهم من يحدد هل العلاقة جيدة أم لا؟ فرجل مثل الشيخ سعود بن عبدالرحمن رئيس اللجنة المنظمة رجل ديناميكي بروعة لاتتوقعها وعملي جدا وعمل حتى الآن أكبر بكثير مما كنا ننتظره في الدورة العربية التي ستقام في قطر هذا العام، وما يجعل عودة الدورة العربية جميلة هي العلاقة الرائعة التي تسود الأجواء بين مختلف الأشقاء العرب. • هل أثرت مقاطعة النادي الأهلي المصري بشعبيته وقوته على بطولات الأندية العربية؟ - أنا أعترف بأن النادي الأهلي المصري من أهم الأضلاع التي تستند عليها بطولات الإتحاد العربي وهو ناد مؤثر وقوي، لكن في الوقت نفسه فإن قرارالإنسحاب ليس مظهراً إيجابياً وماتم اتخاذه من عقوبة جاء وفق اللوائح والأنظمة وليس هناك استثناء لأي نادي يقوم بهذه الخطوة مهما كانت قوته وشعبيته وتأثيره، وهنا أحب أن أذكر ما حدث في عام 1999م في الأردن عندما تم الكشف عن حالة تعاطي منشطات لأحد اللاعبين السعوديين في إحدى المباريات فقال الأمير فيصل بن فهد رحمه الله: طبقوا النظام وشهروا به إعلامياً، فالمسألة قائمة على مبدأ، والحقيقة كنا محرجين من اتخاذ القرار ضد الأهلي وقد تحدثت حوالي الساعة مع رئيس نادي الأهلي المصري الصديق حسن حمدي وطلبت منه أن يفكر قبل الانسحاب لأن الفريق كان سيصل للمرحلة المثالية وسيأخذ نصيبه من مكافآت البطولة وإن خسروا، ولكون المباراة أمام الزمالك منافسهم التقليدي فقد نصحته بأن يشارك بفريقه الاحتياط لكي يكون موقفه مبرراً ومن ثم سيخسر المباراة ولن يكمل ولن توقع عليه العقوبة، لكن مجلس الإدارة قرر الانسحاب فطبقت بحقهم العقوبة وكانت لهم مطالب يصعب تنفيذها. وللعلم فأنا عضو شرف في النادي الأهلي المصري وأصدقائي كثر من قيادات النادي من أيام صالح سليم الذي علمنا كيف نحترم قرارنا وموقفنا ، فلم يكن موقفي شخصياً بتاتاً . • قيل بأنكم جاملتم الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ووقفتم مع محمد جميل عبد القادر ضد العرب الأفارقة. لماذا؟ - أولا لم أعط تأييدي للأفارقة، وثانيا فنحن الذين أسسنا الاتحاد العربي للصحافة الرياضة كجزء من الاتحاد العربي للألعاب الرياضية بناء على لوائح وأنظمة ونتيجة لاهتمام الأمير فيصل رحمه الله بالإعلام بشكل عام بدليل أنه أعطى منحتين إعلاميتين لهذا الاتحاد في بداية تأسيسه وكلفت من الأمير فيصل برسالة للأمين العام السابق (عصام عبدالمنعم) مفادها: اصرف جنيه تأخذ مائة . ومعناها: اشتغل، ولكنه لم يقدم شيئا، الأمر الذي أدى إلى ضرورة إعادة النظر في هذا الاتحاد الذي كان قائما على رئيس وأجهزة فقط والرجل كان ممتازا قلما وفكرا وأحببته كثيرا، ولكن عمله الخاص لم يعطه الوقت الكافي ليمنح هذا الاتحاد فسحة من الزمن لتسيير أعماله، ولم أجامل محمد جميل عبد القادر فالرجل كان نائبا للرئيس ولم نتدخل الا بعد أن طلب منا فعملنا على إعداد جمعية طارئة وفقا للوائح وبعد أن بلغ الجميع بمكان الاجتماع وموعده في عمان واعترض الرجل على الاجتماع، فقررنا عقد الاجتماع لأن من حق الرئيس أن يطلب عقد الاجتماع لكن ليس من حقه أن يوقف اجتماعا وافقت عليه الجمعية العمومية، فهنا أصبحت عدوا ومجاملا لأنني طالبت بتطبيق النظام. • ولكن هذا لا ينفي أن هناك من ناصبوك العداء كأمين عام للاتحاد العربي؟ - ولماذا لا نقول أنهم جماعة يخالفونني في الرأي . • وهل مطالبة البعض بخروجك من منظومة الاتحاد العربي اختلاف في الرأي فقط؟ - هذا الطلب أريد به تحقيق أهداف أخرى فهم يريدون من عثمان السعد ان يرتاح بعيداً عن كل الأمور. • ألم تنسحب قطر من البطولات العربية بسبب وجودك في الاتحاد العربي؟ - وهل وصل عثمان السعد لهذه الدرجة من القوة والتأثير .هذا أمر مبالغ فيه. • بصراحة هل خذلت من بعض رؤساء الاتحادات العربية ممن شوهوا صورتك أمام الأمير فيصل؟ - لم يحدث هذا الخذلان ولم تشوه صورتي وإن حصل فأنا أقدر الظرف، وهؤلاء الرجال لم يمنحوني الثقة جزافاً ويقدروا ما علي من مسؤليات لخدمة الرياضة العربية ، ولوكانوا غير مرتاحين لعثمان السعد لقالوا له: اجلس في بيتك، ولماكرموه في كل مناسبة وحدث. • لكن هذا لايلغي ان عثمان السعد كان مطلق اليد في الاتحاد العربي على مدى ثلاثين عاما؟ - والله لم أقم بشيء الا بعد رفعه كفكرة ونتيجة لمن فكر به وطلبه وهو المسؤول الأول في الاتحاد لكي نعده ونجهزه، ولعلمك فقد كان الاتحاد يشهد تجديدا وتطويرا في داخله، وتعاملنا مع أشخاص من داخل أعمالهم ليس تحايلا أوالتفافا وانما لعدم وجود الامكانات المادية الكافية، كما استعنا بأعضاء اللجان المعاونة وسعينا بكل امكاناتنا لأن تكون لدينا ميزانية لذلك. • ألم يكن في خروجك بعد كل هذه السنوات رائحة تصفية للجيل القديم؟ - لوكان خروجي يشكل قيمة بهذا الحجم، فأنا أرحب بهذا الطرح، أما التصفية فقد عشت معها مواقف كثيرة، وحدث ولاحرج بما كان يحدث خلف الكواليس الى درجة أنهم سحبوا مني الجنسية السعودية وهو الأمر الذي جرحني وآلمني وأحسست به أكثر من أي شخص آخر. • والسبب؟ - لأنني ولدت في سورية من أم سورية ووالد سعودي من بريدة ومن قرية في منطقة القصيم، وقد شعرت بالمواطنة في الغربة أكثر من أي سعودي ، بل وينطبق علي المثل الذي يقول: لايشعر بالألم الا من يعانيه، ولايحس بالاغتراب الا من اغترب، وكانوا يقولون عثمان السعد سوري وأخذ الجنسية وهوشرف كبير لي. • ألم ترد عليهم؟ - حاولت مرة أو مرتين من خلال الصحف وقلت لهم: اذا كانت بريدة في سوريا فأنا سوري، ويبدو أنهم خلطوا بين بردى وبريدة. • قيل إن منهم قيادات من الصف الثاني في الرئاسة نجحوا في إبعادك عن منصب وكيل الرئيس العام؟ - هذا الكلام غير صحيح ، وأسمعه لأول مرة. ولنكن واقعيين فموضوع تفرغي للاتحاد العربي جاء بقرار رحيم من الأمير فيصل رحمه الله تقديرا منه لمسؤولياتي وتراكم الأعمال التي كنت أتولاها وتأخذ من وقتي 18 ساعة يوميا خصوصا في الفترة التي ازدهر فيها الاتحاد للألعاب الرياضية والاتحاد العربي لكرة القدم عندما عملنا علاقات مع 16 هيئة رياضية دولية بدءا من مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب الى هيئة الأممالمتحدة وكانت شخصية الأمير فيصل تفتح أمامنا الأبواب المغلقة في أي تنظيم دولي وفي كرة القدم تحديدا. • ولماذا اتهمت بالتحزب والشللية من بعض أعضاء الاتحاد؟ - هذه المقولة أطلقت لأن بعض الاخوة في الاتحاد حاولوا التغيير في النظام الأساسي للاتحاد للبقاء في مناصبهم أطول فترة ممكنة فوقفت ضدهم بحكم أنني أمين على هذا الاتحاد، واعتبرت موقفهم (نحر) للاتحاد العربي، وهم من جانبهم اعتبروا موقفي تحزبا وشللية ضد مواقفهم. • ماسر إقامتك الدائمة في المغرب والتي دعت الكثيرين لاتهامك بمجاملة دول شمال أفريقيا؟ - هذه إشاعة مغرضة ألصقوها بي لأن وجودي في المغرب بسبب اجتماعات اللجنة الرياضية المعاونة لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، وسبق ذلك اجتماعات المكتب التنفيذي للمجلس بحكم عضويتي في المكتب التنفيذي ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، وعضويتي في اللجنة الرياضية بحكم الأمانة العامة، وأضيف لها اجتماع لجنة الأمناء الخاصية بجائزة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، كما حضرت اجتماع الجائزة وتوزيع جوائزها، ثم كرمت من الأمير نواف بن فيصل بترشيح من الدكتور صالح بن ناصر ومحمد الجماز وأنا أرفع لهم عقالي احتراما وشكرا. ولا أنسى دورة التنظيم والإدارة التي ستقام في معهد مولاي الرشيد في الرباط، وسيشارك فيها أكثر من ثمانين مختصا من حملة الشهادات العليا والمتخصصين على مدى 12 يوما والتي ستقام اعتبارا من الأول من يوليو 2011م. • ماذا تبقى لك في الاتحاد العربي؟ - مازلت أعمل مع الاتحاد العربي للجان الأولمبية الوطنية العربية. • هل نستطيع أن نقول بعد 35 عاما من تجربتك مع العمل الرياضي العربي أنك حققت كأمين عام ماتطمح إليه الكرة العربية؟ - أعتقد أننا أشبعنا الرياضة العربية باتحادات وأهداف واضحة من عهد الأمير فيصل مرورا بالأمير سلطان إلى أن استلم الراية الأمير نواف، ولكن هناك أشياء مهمة تحققت لايجب أن تغفل وأهمها عودة الدورة العربية الشبيهة بالدورة الأولمبية لمظلة الاتحاد العربي للألعاب الرياضية أخذتا من المنظمة العربية الرياضية لتقع في فترة سابقة تحت المظلة السياسية، وهنا أشيد بالدور الذي قام به سمو الأمير سلطان بن فهد الذي خاطب أمين عام الجامعة العربية لكي تكون هذه الدورة تحت مظلة الاتحاد العربي للألعاب الرياضية، وليس تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة أومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، وكلف سموه الأمير نواف بشخصيته وقدرته على إدارة الاجتماعات مع المسؤولين في مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب لينتهي الأمر بإعادة الدورة العربية إلى مظلة الاتحاد العربي للألعاب الرياضية، فهذا في رأيي نجاح منقطع النظير، والدورة التي ستقام في قطر نهاية هذا العام ستكون المنجز الحقيقي لحصد نتائج هذا القرار الهام. • لنعد الى الداخل ونتحدث عن سجالاتك الكثيرة مع الأمير عبد الرحمن بن سعود ؟ - الأمير عبد الرحمن يظل مدرسة بكل المقاييس ولايمكن أن يجاريه أحد في شعوره بالانتماء لناديه كما فعل مع نادي النصر. • جميل أن تتهرب بدبلوماسية من سؤالي، لكنني أعتقد أن عبد الرحمن بن سعيد يملك نفس الشعور أيضا تجاه نادي الهلال؟ - أبو مساعد ظل يحكم انتماءه بحرفنة لاينعكس فيها هذا الانتماء بالتشهير بأحد ، وهو يمثل الشكل الراقي للانتماء كما هو الحال مع الأمير عبد الرحمن بن سعود. • أي شكل راق للانتماء والرجل قال بصراحة: أنه يكره النصر؟ - الرجل قالها من كثرة ماأصابه منهم. • ربما كان للنصراويين مبرراتهم في اتهامك بمجاملة الهلال ضد النصر مادام هذا رأيك؟ - لاتنس أنني متهم لحبي لفريق الهلال الذي انطلقت منه رياضيا، ولكنني أتحدى من يثبت أنني في يوم من الأيام جاملت النادي في أي شيء. وقد تعجب أنني نصراوي بسبب إعجابي بماجد عبد الله وهذه المعلومة كان يعرفها الأمير عبد الرحمن رحمه الله ، ولي من الأصدقاء في النصر أشخاص رائعون من أمثال الأمراء الوليد بن بدر وطلال بن بدر وأحيانا أتعاطف مع النصر لكي لايتكدروا، ولدي أحفاد من أزواج بناتي ممن يشجعون النصر تبعا لآبائهم. وقد كانت لي جلسات رائعة مع الأمير عبد الرحمن وتربطني بالنصراويين علاقة رحم فأزواج بناتي كلهم نصراويون. • لكنك تحب نادي الهلال كثيرا؟ - نعم، أحبه لأنني اشتغلت فيه بعد تخرجي مباشرة فدربت فيه كرة القدم والطائرة والسلة ونظمت الأرشيف الخاص به وأخذنا جائزة النادي المنظم في تلك الفترة. • ألا تعتقد أن لهذه الميول المعلنة من المسؤولين أمثالك دورها في تنامي التعصب بين الأندية ؟ - لاشك بأن الانتماء غير المنضبط موجود، ولابد لنا من إيجاد الوسائل لضبطه. • هذا يدفعني لأسأل عن ميولك الرياضية التي لم تصرح بها من قبل؟ - لاشك بأن المعاناة التي عشتها مغتربا في سوريا لعبت دورا في تكويني وخصوصا عندما قرر الوالد عدم الرجوع من سوريا إلا بعد حصولي على البكالوريوس حرصا منه على تعليمي فأرتبطت بشكل أكبر بمسقط رأس والدي في بريدة بعد عودتي فأنا تعاوني وأحب الرائد وألقي بنفسي على الناديين لأنهما يعبران عن معاناتي.