حظي المؤتمر السعودي الدولي الأول للطب الشرعي بحضور ومشاركة نسائية فاعلة تمثلت ب 12 بحثا علميا متنوعا في مجال الطب الشرعي من داخل وخارج المملكة، كما شهد المؤتمر حضور طالبات من كلية علوم الأدلة الجنائية وكلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية تخصص dna وسموم ومخدرات. وعكست أبحاث طبية علمية لطبيبات سعوديات مختصات في مجال الطب الشرعي حجم قضايا اجتماعية ذات أبعاد جنائية مثيرة للقلق كما كشفت حجم الاحتياج الكبير لمختصين ومختصات للعمل في مختلف تخصصات هذا المجال الهام حيث ندرة العمالة الوطنية المدربة والمؤهلة ففي دراسة علمية في مركز الطب الشرعي بالدمام عن تزايد حالات الانتحار شنقا في المنطقة الشرقية تصدرت العمالة الأجنبية فيها النسبة بحوالي 80 %. في حين كشفت الدراسة أن نصف الإصابات الناتجة في جسد المنتحر من الشنق لها أعراض ذات علاقة بتحفيز المنتحر أي هناك أمراض نفسية تتعلق بالغدة الدرقية ولفتت الباحثة دكتورة منال باموسى أخصائية الطب الشرعي بمركز الطب الشرعي بالدمام انتباه الأطباء في هذا الصدد بالبحث أكثر فيما يخص علاقة هذه الأمراض واللجوء إلى الانتحار متطلعة إلى إجراء مزيد من الدراسات على مستوى المملكة والعالم لمعرفة دوافع العمالة للانتحار مع تسليط الضوء إلى اختلاف العادات والتقاليد والثقافة الاجتماعية والدينية وظروف المعيشة الصعبة ومشاكلهم في بلد العمل، وحول حالات العنف ضد الأطفال كشفت دراسة أخرى تقدمت بها دكتورة داليا السيف من مركز الطب الشرعي بالدمام للمؤتمر أن هناك نسبة كبيرة من حالات الادعاء الكاذب عن قضايا تتعلق بالاعتداء الجنسي على الأطفال الذين استقبلهم المركز والتي يتهم فيها المدعى عليه وهو الأب غالبا، وأن هذه الادعاءات الكاذبة بسبب الطلاق والخلاف على حضانة الأطفال مبينة أن حالات الادعاء الكاذب تنتهي نهايات سيئة على المدعى عليه وهو الأب حتى لو ثبتت براءته خاصة في علاقاته العائلية فيما بعد حيث يفقد ثقة المحيطين به وذكرت السيف أن المركز سجل 87 حالة اعتداء على الكبار والصغار 33 حالة أطفال وذلك خلال خمس سنوات وأوصت الدراسة بعمل دراسات أكبر لمعرفة حجم المشكلة على مستوى المملكة. وأحدثت ورقة عمل دكتورة شيرين غالب من مصر حول (رؤية علم السموم ونانو السموم خلال المستقبل) مفاجأة مدوية حول المخاطر البيئية والصحية المحدقة بالبشر جراء استخدام تقنية النانو في منتجات غذائية واستهلاكية ومجال الطب الواسع. وقالت د.شيرين ان النانو تقنية متناهية الصغر ذات امتصاص سريع جدا ويمكن استخدامها في المجال العسكري والتكنولوجيا محذرة من استخدامها في مجال الغذاء والمنتجات الاستهلاكية المنزلية لخطورتها على الصحة، وقدمت د. أماني محمود أحمد من كلية الطب جامعة الطائف قسم الطب الشرعي والسموم الاكلينيكية ببحث علمي حول كيفية تحديد الطول وأبعاد جسم الأشخاص المتوفين من خلال الأبعاد المختلفة للوجه والرأس فقط والتي يثبتها البحث لأول مرة وهذه يمكن استخدامها في حالة العثور على رأس جثة متوفى فقط دون جسمه والتي تكثر في حوادث التفجيرات وجرائم القتل والتنكيل .