عاشت الرياض في الأيام الماضية مع معرض الكتاب الذي أصبح يشهد في السنوات الماضية زخماً إعلامياً غير معهود، ويبرز فيه بشكل واضح حركة بيع وشراء قوية، ويرجعها البعض الى وجود اهتمام بالقراءة والثقافة والإطلاع، وآخرين يتوقع أن ذلك يواكب نوع من الانفتاح الذي تشهد المملكة، حيث يشهد المعرض تواجد عشرات المكتبات ودور النشر التي كانت تقتات على الثقافة السعودية، تحت ستار أن هذه الكتب ممنوعة هناك، ومباحة هناك وجلها لمؤلفين سعوديين معروفين أو صاعدين في عالم التأليف. وبرغم أن نسبة التخفيض بالمعرض هذا العام وفي الأعوام الماضية غير مجزية أو مشجعة على اقتناء الكتب، إلا أن فترة عشرة أيام تعد بعشرة اشهر من العام للكثير من دور النشر العربية التي تصرف كتب وروايات في ساعات قليلة تحت ستار أنها قد تمنع، وبالتالي لا تباع في المواقع الرئيسة لهذه الدور في بلدانهم، وكل ذلك لا يهم إذا كانت تلك الكتب سوف تقرأ ويستفاد منها، ولا تذهب لرفوف المكتبات أو للديكور المنزلي. "الرياض" في جولة بمعرض الكتاب لمست حركة الشراء البارزة في هذا العام، حيث بلغت العام الماضي أكثر من 35 مليون ريال وفقاَ لأرقام رسمية، حيث كان الزوار بحدود 3 مليون وهذا العام، يتوقع تجاوز هذه الأرقام، وخاصة مع انتشار سمعة المعرض وحضوره الإعلامي ووجود زوار من جميع مناطق المملكة ودول الخليج المجاورة. زوار من مختلف الفئات بالمعرض الزائر عبدالله الزاهراني يؤكد أنه خصص ميزانية إلف ريال للمعرض، ولكنها لم تفي بالغرض بسبب الغلاء، مؤكداً أن أسعار اغلب المكتبات العربية اغلى من السعودية. ويؤكد زائر آخر انه زار معرض مصر في الشهر الماضي وكانت الأسعار أقل بكثير من الرياض، وبعض الكتب سعرها أغلى بنسبة 50% عن نظيرتها التي عرضت بالقاهرة، وحتى من نفس دور النشر. وزائر ثالث يشدد على أن الكتب تستحق أن تدفع فيها مقابلا مجزيا، ولكن بعضها يكون مغري بالعنوان وليس فيها ما يوازي نفس قيمتها، ويؤكد على أن الفائد من الكتاب تحصل عندما نقرأ ونستفيد، وليس فقط من أجل التخزين والاقتناء والتقليد للآخرين. وأحد الزوار عندما رأيت الأخوة السعوديين يقبلون على الكتب بهذا الحضور في المعرض، تمنيت أن أراهم مثل الأوروبيون يمسكون بالكتب ويقرؤون بالمطارات، وفي كل أماكن الانتظار.