التمور الآن ضمت الميزة الاقتصادية إلى القيمة الصحية وصارت محل اهتمام اقتصادي من جميع الشرائح الاجتماعية، وأصبحت مهرجاناته علامة فارقة في الأجندة السياحية والتجارية والاجتماعية على مستوى المملكة، بل وأصبحت كل منطقة تتباهى بمنتجها الأشهر كل عام فبالإضافة إلى مهرجانات التمور في المنطقة الوسطى هناك مهرجان زيت الزيتون في الجوف ومهرجان العسل في الباحة ومهرجان الورد في الطائف وغيرها، الأمر الذي يدعو للتفكير في ابتكارات مستقبلية جديدة لمهرجانات إنتاجية على مستوى منطقة ما، ومحافظة شقراء والمدن المحيطة بها، أوشيقر، الفرعة (كانت تسمى البصيرة تصغيراً لمدينة البصرة بالعراق لكثرة النخيل بها)، القصب، مرات، ثرمداء، القرائن (الوقف وغسله)، أثيثية، الدهناء، الحريّق، المشاش، الصوح، الغرابة، تمتلك ميزات كثيرة تجعل من الدعوة إلى مهرجان للتمور أمرا جدّيا ومميزا، فبالإضافة إلى تاريخ النخلة العريق والقديم في منطقة الوشم وأصالة مهنة الفلاحة في مدنها وقراها ومراكزها فهي مقبلة على انتعاش سياحي، وبالتالي فإن الاقتراح بتنظيم مهرجان للتمور في مدينة شقراء سيكون مميزاً بكل المقاييس خاصة إذا ما تم الإعداد له من قبل الجهات المعنية والمزارعين والتجار في منطقة الوشم من الآن، واستعد الجميع له بوقت كاف، فالمزارع متوفرة بكثرة في المحافظة والإنتاج لديها مميز على مستوى المملكة ويكفي أن نذكر بخضري شقراء وخلاص أوشيقر وصقعي المشاش وعريني القرائن واثيثيه لندفع النوايا والآمال إلى التنفيذ على أرض الواقع فهذه الانواع لها شهرة في الآفاق وبين تجار التمور وزبائنه تشجع على إقامة مهرجان النخلة وتمرها العام المقبل في مدينة شقراء عاصمة المحافظة. وإذا ما أردنا تعداد العوائد السياحية والاجتماعية والاقتصادية لهذا المهرجان المقترح فهي ليست بالقليلة بل وتفوق التصور ، فيكفي أن مثل هذا المهرجان سيكون عنصر جذب لصفقات تجارية كبيرة من خارج المحافظة ما ينعش الحالة الاقتصادية لمدن المنطقة ، خاصة أن منطقة الوشم تقع على نقطة تقاطع جغرافية مهمة تلتقي فيها عدد من الطرق الواصلة بين وسط المملكة وجنوبها وشمالها ، فضلاً أن هذا المهرجان سيزيد من الاهتمام بالإنتاج النباتي وسيحيي كثيراً من المزارع المنسية أو المهملة، وهذا سيترك أثراً جمالياً وسياحياً مهماً سيعود بالنفع على شقراء، كما سيكون قناةً لتصريف الفائض من التمور ويحقق الاكتفاء الذاتي لأبناء المحافظة وأسرها من التمر الذي هو سنة نبوية شريفة وصحة بدنية واقتصادية لا يختلف عليها اثنان، وهو أيضاً فرصة لتقديم فنون العمل المنزلي في صناعات ومعمولات أسرية تكون دخلاً جيداً للأسرة، كما أن كثيراً من الشباب المهتم سيجد سوقاً تجارياً تعود عليه بالمال والفائدة وسيملأ وقته بالمفيد له ولمنطقته ، فضلاً عن أن مثل هذا المهرجان الذي من المقترح إقامته شهر شوال من العام المقبل حيث موسم التمر والرطب سيعزز الناحية الاجتماعية والسياحية في المنطقة وسيصبح محل تنافس اقتصادي سيعود بالتطوير في صناعة التمور فيها وقد يفتح أبواباً لأفكار جديدة ومبتكرة في تلك الصناعة التي أثبتت عوائدها التجارية الهائلة في مناطق اخرى، وإذا ما تم المهرجان فإنه سيكون فرصة للإرشاد الزراعي وتبادل المعلومات العلمية في زراعة النخيل وصيانتها وإنتاج التمور في مراحله المختلفة وأنواعه الكثيرة التي تزخر بها المحافظة . إن هذا الاقتراح لمحافظ شقراء الاستاذ محمد الهلال الذي أضاف حراكاً اجتماعياً وثقافياً في المحافظة لابد ان يكون محل اهتمامه ما دام بهذا الحس العالي باحتياجات المحافظة ويتفاعل مع مناسباتها المختلفة همّه الأول في ذلك خدمة الوطن من خلال مدينة تاريخية لها امتدادها البعيد في الزمان، لكن التجهيز لهذا المهرجان وتعاون فرع وزارة الزراعة مع الفكرة سيكونان دافعاً قوياً لإظهار المكونات الاقتصادية لمدينة شقراء لتتكامل مع باقي المقومات ، وتصبح مدينة جذب بكل المقاييس فهل نرى مهرجان الوشم للتمور في شوال 1433ه ؟ .