أظهر استطلاع للرأي نشر امس الاثنين في الولاياتالمتحدة أن 60% من الأمريكيين يعتقدون أن الحرب في أفغانستان لا تستحق الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها بلادهم. وأشار الاستطلاع الذي أجرته صحيفة (واشنطن بوست) وشبكة (إي بي سي نيوز) من الأربعاء إلى السبت الماضي، قبل أن يفتح جندي أميركي النار ويقتل 17 مدنياً أفغانياً أمس، أن 60% من الأميركيين يعتقدون أن الحرب لم تستحق الخسائر في الأرواح والأموال. ويأتي الاستطلاع في ظلّ تراجع كبير في التأييد للحرب في أفغانستان خلال السنتين الماضيتين. وقال 55% من الأميركيين إنهم يعتقدون أن أغلبية الأفغان يعارضون ما تحاول الولاياتالمتحدة أن تحققه في بلادهم ، فيما يريد 54% من الأميركيين انسحاباً أميركياً من أفغانستان حتى قبل الانتهاء من تدريب الجيش الأفغاني ليصبح قادراً على الاعتماد على نفسه، ما يعتبر حجر الزاوية في إستراتجية الرئيس باراك أوباما. وعلى الرغم من ارتفاع نسبة المعارضين للحرب بين الديمقراطيين والمستقلين، إلا أنها المرة الأولى التي يسجل فيها انقسام في مدى التأييد للحرب بين الجمهوريين. وانعكس ذلك في مواقف المرشحين الجمهوريين إلى الرئاسة الأميركية ، حيث قال رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش إنه يؤيد الانسحاب، فيما انتقد المرشحان ميت رومني ونيك سانتروم إعلان الرئيس أوباما جدولاً زمنياً للانسحاب. وكان مسؤولون من البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية عقدوا أول أمس اجتماعاً لوضع خطط للتعامل مع تداعيات إطلاق النار الذي وقع أمس في أفغانستان الذين نفذه جندي أميركي وقتل 17 مدنياً، واتصل على إثره أوباما ووزير الدفاع ليون بانيتا بالرئيس الأفغاني حميد كرزاي للتعزية، غير أنهما لم يقدما اعتذاراً على عكس ما فعل أوباما عقب حرق نسخ من القرآن في قاعدة باغرام، في خطوة أدت إلى انتقادات واسعة من الجمهوريين.