واصلت الهيئة العامة للسياحة والآثار تنظيم قوافل الإعلام السياحي لعدد من مناطق ومحافظات المملكة ، وذلك للتعريف بواقع السياحة المحلية ومدى توفر مقوماتها المشجعة على زيارة المواقع السياحية . وكان رقم القافلة الاخيرة من قوافل الإعلام السياحية 13 وشارك فيها 30 إعلاميا من مختلف وسائل الإعلام المحلية وعدد من كتاب الصحافة المحلية والمصورين المحترفين، وكانت وجهتها محافظة الغاط ، الواقعة شمال الرياض وتبعد عنها 250 كم . وركزت الزيارة على مشروع القرية التراثية بمحافظة الغاط ، الذي بدئ من سنوات قليلة ، وتبنته الهيئة العامة للسياحة والآثار ، وقال محافظ الغاط عبدالله الناصر السديري ل"الرياض " إن المشروع بدئ فعلياً بالمرحلة الأولى وتنتهي خلال 9 اشهر تقريباً ، وسوف تشمل هذه المرحلة 30 منزلاً ريفياً من الطين ، ولكن من الداخل مؤثثة بشكل حديث وتواكب خدمات الفنادق الكبيرة ، ولكن من خلال بيوت طينية ، وهذا المشروع ليس ملكا لجهة واحدة فهو ملك ما يقارب الف شخص هم أهل القرية القديمة ، وتمثلهم حالياً في الملكية الجمعية التعاونية الخاصة بالقرية ،حيث تتابع تأهيل مساكنهم القديمة الآيلة للسقوط لتصبح مساكن مؤهلة للسكن والاستفادة منها اقتصادياً ، وهي تجربة رائدة اقتصادياً على مستوى المملكة، وفي هذا الصدد عقدت عدة اجتماعات للجنة السياحة الغاط مع لجنة السياحة بمنطقة الرياض تناولت العديد من النقاط التي تهم مشروع تأهيل القرية السياحية بالغاط أهمها مناقشة ما تم إنجازه من أعمال ومدى مناسبتها للفترة الزمنية، إضافة إلى استعراض ما قد يعيق أعمال المشروع لطرحها ومناقشتها للعمل على تذليل كافة الصعوبات والعوائق. السديري ل«الرياض» : المرحلة الأولى للقرية القديمة تنتهي خلال 9 أشهر واضاف السديري " لا شك أن لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان السبق في دعم هذه الفكرة وخروجها للواقع ، وذلك بإعادة وتطوير وتأهيل البلدة القديمة في الغاط ، وكان ذلك عامل رئيسي ودافع للبدء بهذا المشروع والجاري العمل فيه على قدم وساق مقدراً الجهود التي بذلتها وتبذلها الهيئة في هذا المشروع الوطني الهام، وكان لشركاء الهيئة في هذا المشروع دعماً وتنفيذاً وإشرافاً الأثر الكبير في تسهيل العمل والسير به قُدماً ممثلة بمحافظة الغاط وبلديتها ووزارة النقل ووزارة المياه والكهرباء وأمانة منطقة الرياض ووزارة الشئون الإسلامية والشؤون الاجتماعية ولجميع المتبرعين من المسئولين والأهالي شاكراً لهم مبادرتهم ، وتم تنفيذ الساحة المركزية وبهذا تكون البنية التحتية للمشروع اكتملت ، وبقي دورنا كأفراد ومؤسسات المجتمع المحلي بأخذ زمام المبادرة لتنفيذ وتشغيل وإدارة مشروع النزل التراثية وتفعيل القرية التراثية بشكل عام والتي سيكون لها مردود إيجابي واقتصادي واجتماعي ، وبين أن أهداف برنامج مشروع تأهيل القرى التراثية الحفاظ على التراث العمراني والثقافي، واستثمار المقومات السياحية الكامنة، وكذلك استثمار المساكن القديمة وإحيائها، ووضع القرية السياحية على الخريطة السياحية للمملكة. أكثر من 1000 مواطن يسهمون في إعادة الحياة للقرية التراثية مؤكداً على إن تميز الغاط القديمة يجعل منها خياراً مميزاً لانطلاق السياحة لعدة أسباب منها، الانفصال التام عن موقع المحافظة الذي ساعد على الحفاظ عليها جزئيا، والتكوين العمراني والطراز الفريد الذي يعكس العمارة النجدية في المنطقة، كما أن عدد السكان المتوسط يسهل عملية التطوير واستغلال مقوماتها السياحية الكامنة، وخاصة في ظل العناصر الطبيعية والبيئية المحيطة ونوه الى أن هدف التطوير المحافظة على الغاط القديمة وإعادة تأهيلها وتطويرها بأسلوب مستديم لجعلها مورداً اقتصادياً لأهل الغاط ومصدراً لفرص العمل، وتركز عناصر التطوير المقترحة ، ومنها قصر الأمارة القديم ، الجامع القديم ومسجدا العوشزة والمدينة ، والسوق القديم (الدكاكين) والساحة الرئيسية للبلدة القديمة، والنزل التراثية التي يجري العمل في تنفيذها بوتيرة متسارعة. ساحة القرية القديمة واكد السديري أن ما تم إنجازه بمشروع القرية التراثية بالغاط تحويل خطوط الكهرباء الهوائية إلى أرضية، ترميم السوق القديمة (الدكاكين ) ومسجد العوشزة ، المدينة ، الساحة الرئيسية ، وعدد من النزل التراثية ، وترميم قصر الإمارة القديم ( المتحف) . كما أن الأعمال القائمة بالمشروع تمديد شبكة لتغذية المياه وأخرى للصرف الصحي، وتصميم النزل التراثية. وأهم الأعمال المستقبلية للمشروع تحسين الطريق الرئيسي والسياحة الرئيسية، وربط القرية بالطريق السريع مباشرة، مع تحسين الممرات حول قصر الإمارة والممرات الداخلية بالقرية ومجاري السيول، وترميم جامع الغاط القديم . ابراز تاريخ الغاط من خلال مقتنيات المتحف متحف الغاط بعد الانتهاء من اعادة تأهيل واعادة ترميمه اتخذ مقرا لمتحف محافظة الغاط ، ويعد متحف محافظة الغاط أحد مشاريع الهيئة العامة للسياحة والآثار ضمن برنامج تأهيل المباني التاريخية وتحويلها الى مراكز ثقافية ومتاحف ، ومبنى المتحف كان مقراً لإمارة الغاط وقدمه ملاكه ( ورثة الأمير ناصر بن عبدالله السديري ) الى الهيئة لتأهيله( المبنى) وتحويله إلى متحف للمحافظة ليصور الحياة الإجتماعية وتاريخ المحافظة عبر جميع العصور وتراثها الشعبي ومساهمة سكانها ورجالها في بناء الدولة السعودية ، وقامت الهيئة بترميم المبنى وتأهيله لوظيفته الجديدة حتى يستوعب كافة الزوار ومبنى المتحف يضم ( 50) غرفة واوضح مدير عام المركز الإعلامي في الهيئة ماجد بن علي الشدي أن الهيئة ومن منطلق قناعتها بأهمية التعريف بالمقومات والأنشطة السياحية في مناطق ومحافظات المملكة ، وما تمثله وسائل الإعلام من عنصر أساس في التنمية السياحية والتعريف بالآثار، قامت بتسيير القافلة الثالثة عشرة لمحافظة الغاط بعد اكتمال أعمال الترميم في البلدة التاريخية وتتزامن مع انطلاق المهرجان التراثي المقام حاليا في البلدة القديمة بالغاط، مشيدا في الوقت نفسه بوسائل الإعلام التي تعد أحد أهم الوسائل المحفزة للجماهير لاستيعاب مفهوم السياحة، وللمستثمرين من خلال الارتقاء بصناعة السياحة في المملكة، وتكوين صورة ذهنية إيجابية عنها لدى الجمهور الداخلي والخارجي بحيث تسهم في تسويق منتجاتها. من جهته قال المدير التنفيذي لفرع الهيئة بمنطقة الرياض عبد الرحمن الجساس أن إعلاميي قافلة الإعلام السياحي قاموا خلال جولتهم في البلدة التاريخية بزيارة سوق القرية المقام حاليا كل يوم خميس على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة بعد الانتهاء من أعمال الترميم في القرية، مشيرا إلى أن المهرجان يهدف إلى إبراز المقومات السياحية والثقافية والتراثية في المنطقة، وجذب أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح للقرية، وأشار الجساس إلى أن فعاليات المهرجان تشتمل على ركن الأسر المنتجة، وركن مسرح الطفل، وركن الألعاب الشعبية، وركن الفنون الشعبية، وركن المنتجات الزراعية، وركن المنتجات الاستهلاكية، وركن الحرفيين. إعلاميو القافلة في صورة جماعية بمتنزه طبيعي في الغاط