يصرّح جميع السفراء الأوروبيين في أحاديثهم بأنهم يباركون نأي لبنان بنفسه عن الحوادث الجارية في سوريا، باستثناء السفيرة الأمريكية في بيروت مورا كونيللي التي دعت في تصريح لها أخيرا الى "تأمين لبنان الحماية لعناصر الجيش السوري الحر الذين يدخلون أراضيه"، ما أثار ردود فعل كان ابرزها ما صدر عن مجلس الوزراء اللبناني من تذكير «بضرورة احترام البعثات الدبلوماسية معاهدة فيينا ومؤسسات الدولة اللبنانية وقوانينها حرصاً على انتظام العمل على القواعد المعمول بها دولياً تجنباً لأي تجاوز لها قد يؤثر على علاقات لبنان مع أي جهة، وعلى رغبته في تناول ومعالجة كل المواضيع في سياق الحوار المفتوح والروحية المشتركة". من جهته قال وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور بأن "لبنان لا يُطلب منه بل يتصرف انطلاقا من مصلحته ووضعه الامني وامكانياته"، معلنا انه "لا يمكن ان نوفر الدعم لعناصر مسلحة تكون متواجدة على اراضي لبنان ولا نريد معسكر اشرف ثانياً في لبنان، ولا نريد خلق مشكلة أمنية في لبنان تتعدى امكانياتنا وأطر السياسة التي نسير عليها". وشدد منصور على ان "توفير الملجأ الآمن للعناصر المسلحة امر غير مقبول". وانعقد أمس مجلس الدفاع الأعلى اللبناني لمواكبة أحوال النازخين السوريين الى لبنان، وأمس أيضا تردّد صدى موقف كونيللي في وزارة الإعلام حيث قال وزير الإعلام اللبناني وليد الداعوق: " نحن حريصون على أفضل العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة والموقف الذي أعلناه جاء في سياق عام ولم يكن يستهدف سفيرا محددا أو دولة محددة. جل ما في الأمر انه بعد السجالات التي شهدناه في الآونة الأخيرة بشأن مواقف عدد من الدبلوماسيين، وإدخالها مجددا في السجالات الداخلية للسياسيين اللبنانيين، حرصنا على التذكير بأصول التعامل الديبلوماسي، لأننا نعتبر اننا في غنى عن عوامل توتر جديدة في الداخل تضاف الى التوتر السياسي والإنقسام الحاد في مقاربة المواضيع المطروحة". وعن موقف لبنان لناحية النأي بالنفس قال الداعوق:" ان هذا الموقف ساهم في حماية وطننا وإبعاده قدر الممكن عن التدخل في أمور لا قدرة له على تحمل تداعياتها، وخصوصا ان هناك انقساما سياسيا حادا في لبنان بشأن الكثير من المسائل ومنها الموضوع السوري بالذات.