من الممكن أن تكون وزارة الاقتصاد والتخطيط في المملكة من أهم وأفضل الوزارات بل وفي مقدمتها !! أقول إنه من الممكن ولكن ذلك لم يتحقق بالدرجة المأمولة، ويبدو أن هناك معوقات كثيرة وخافية قد يكون منها لأسباب عائدة لقلة حماس المسؤولين في هذه الوزارة الذين لم تكن لديهم الشجاعة والقوة الإدارية لتفعيل مهام هذه الوزارة المفترضة في مسيرة التنمية في بلادنا من كافة الجوانب . لذلك فإن هذه الوزارة ظلت سنوات طويلة جداً وزارة "شبه مجهولة "عن المجتمع وبحكم أنها لاتقدم خدمات مباشرة للجمهور فإن الكثيرين من المؤكد أنهم لايعرفون حتى موقع او عنوان هذه الوزارة وما هي مهامها وما هي إنجازاتها وما هي مسئؤولياتها سواء عندما كانت وزارة التخطيط فقط أو في الزمن الحاضر بعد أن أصبحت وزارة للاقتصاد والتخطيط . والزائر لموقع وزارة الاقتصاد والتخطيط على شبكة الانترنت يلاحظ أن الوزارة ذكرت مهامها ومسؤولياتها ومن اهمها ما يلي : إعداد خطط التنمية الخمسية . تقدير المبالغ اللازمة لتنفيذ خطط التنمية . إجراء الدراسات الاقتصادية . جمع وتحليل ونشر البيانات والمعلومات الإحصائية بمختلف مجالاتها الاجتماعية والاقتصادية . مساعدة الجهات الحكومية الأخرى في التخطيط والإحصاءات . الإعداد والإشراف على تنفيذ عملية التعداد العام للسكان والمساكن في المملكة . جمع البيانات الإحصائية التي تردها من الأجهزة الحكومية . واليوم وهذه الوزارة أصبحت تحمل مسمى كبيرا ومهماً وفعالا هو الاقتصاد والتخطيط وهذا المسمى من الواضح أنه يحمل "ثنائيا" فعالا في أي تنمية في أي بلد في هذا العالم .. ثنائيا كان له الأثر الكبير جدا في الثورة الصناعية الكبرى التي شهدها الغرب خلال القرن الماضي بعد أن نجح قادة الغرب في ذلك العصر في تقدير أهمية الاقتصاد والتخطيط في العملية التنموية !! اليوم وزارة الاقتصاد والتخطيط في بلادنا يمكن القول إنها تشهد " بوادر وملامح " نقلة مختلفة عن كل سابقاتها .. وعندما يسند ولي الأمر "حفظه الله" مسؤولية هذه الوزارة إلى رجل المال ومحافظ مؤسسة النقد سابقا والخبير المالي والاقتصادي معالي الدكتور محمد الجاسر فإن هذا المسؤول بما يملكه من خبرة كبيرة عليه من الآمال وفيه من الطموحات الشيء الكثير والكبير في " إنعاش" هذه الوزارة لعلها تؤدي دورا أكثر إيجابية في عملية التنمية المستقبلية في بلادنا وهو مسؤول من المؤمل إن شاء الله أنه يحمل من الفكر ومن القدرة الإدارية لوضع هذه الوزارة في مكانتها التي تستحقها من واقع مسؤوليتها في"مسيرة التنمية "وخاصة في هذا العصر الذي ثبت فيه أن الاقتصاد والتخطيط هو المنظم الأول لأي تنمية !! بهذه المناسبة أعود بمعاليه إلى ماسبق أن كتبته عن هذه الوزارة في هذه الزاوية بتاريخ 13/11/1997م وبتاريخ 25/12/1997م وبتاريخ 5/3/1998م وبتاريخ 11/1/2008م وهي مقالات كان الهدف منها إعطاء دور اكبر لوزارة التخطيط آنذاك من خلال اقتراح يتضمن إسناد مهمة إعداد الميزانية العامة للدولة إليها وأن يكون مسماها وزارة التخطيط والميزانية على أن يقتصر دور وزارة المالية على تقدير إيرادات الدولة المالية للسنة المالية القادمة بالإضافة إلى المهام المالية الأخرى على المستوى المحلي والخارجي .. وعلى ضوء تقديرات حجم الميزانية للعام المالي القادم أو الأعوام القادمة التي تقدمها وزارة المالية تتولى وزارة التخطيط والميزانية مسؤولية إعداد الميزانية على ضوء الخطط التي أعدتها سواء أكانت خططاً قصيرة أو بعيدة المدى !! واليوم بعد أن مضى أكثر من خمسة عشر عاماً فإن السؤال الحاضر هل تخرج وزارة الاقتصاد والتخطيط من " العزلة " عن أي دور مباشر وفعال في التنمية ، أم هل تستمر هذه الوزارة تعمل وتعد الخطط دون أي معرفة لها بما تم في هذه الخطط ومراحل تنفيذها على الواقع او العوائق ؟ وهل لوزارة الاقتصاد والتخطيط الحق في طلب معلومات عن كل ماتم في خططها السابقة في شتى المجالات ، وهل نفذت كلها؟! هل التزمت كل الجهات بتلك الخطط؟! وزارة الاقتصاد والتخطيط وزارة ينتظر منها البحث الفوري والدائم والمستمر عن الإحصاءات الشاملة والحاضرة عن كل أمور المجتمع وعن كل مشاكل وأوجه قصور خطط التنمية صغيرة كانت ام كبيرة حتى تكون قادرة بالفعل على وضع الخطط الدقيقة بما يكفل ضمان تلافي أي قصور في أي جانب من جوانب التنمية وفي أي وجه من أوجه الخدمات العامة