عندما نخطط لأخذ إجازة ونبدأ بالحجز في الفنادق ويأتي الرد بالرفض، لعدم وجود غرف خالية، فحين إذن لديك الخيار بأن تغير الإجازة أو تلغيها أو تغير وجهة سفرك. ولكن الطامة الكبرى عندما تداهمنا الأحوال الجوية القاسية مثل التي مرت على أجواء الرياض، فتفترس أحبتنا وتهاجمهم الأمراض الصدرية الشرسة، فتضطر أن تذهب بإبنك أو أحد والديك إلى المستشفيات الحكومية وتتفاجأ بردهم «لا يوجد سرير شاغر»، علما أن توجيهات وزارة الصحة تنص أنه في حالة ما إذا داهمك الغبار وشعرت بصعوبة في التنفس فاذهب إلى أقرب مستشفى تابع لوزارة الصحة، وبالرغم من ذلك تتفاجأ برفضهم للمريض، وتصطدم بالحقيقة بعدم وجود سرير فأين تذهب بأعز الناس لديك؟. ويعتصر الألم قلبك حينما ترى ابنك أو أحد والديك أو عزيزاً لديك لا يستطيع التنفس إلا بصعوبة بالغة. فتذهب إلى أحد المستشفيات الخاصة الذي يكلف الأخضر واليابس. وطبعا ذلك بعد تقبيل الأيدي والرؤوس، وتصطدم مرة أخرى بالحقيقة المرة بالرفض وتضطر للانتظار لساعات وتعيش في تلك الدوامة حتى يمن عليك بسرير، علما أنه ليس صدقة ولا حسنة، بل من مالك الخاص، وكل شيء يهون في صحة الغالي، ولكن المواطن الكادح الذي ليس لديه إمكانية أو واسطة أو تأمين صحي قد يخذله كما حدث معي فأين المفر..؟ وزارة الصحة التي تعد ميزانيتها من أعلى الميزانيات وهي الجهة المخولة برعاية جميع المواطنين بدون إستثناء، وبالرغم من ذلك الأسرة ضاقت بالمرضى، ولم تجد لهذه المشكلة حلا، لا يعني ذلك أن المستشفيات التابعة للقطاعات الحكومية وضعها أفضل، إذ ضاقت أسرتها بمنسوبيها وكذلك الحال للمستشفيات الخاصة المؤهلة والتي تعاني مثلها مثل غيرها من مستشفيات حكومية فأين المفر؟. ولست أتحدث من برج عاجي، بل عن تجربة عانيت منها من انتظار في الطوارئ حتى حظينا بسرير في أحد المستشفيات الأهلية. في الحقيقة المشكلة عويصة وتحتاج إلى حل جذري. ولن تحل في يوم وليلة، ويجب أن ينظر في أنظمة المستشفيات والبنية التحتية التي تمس المريض مثل تطوير(Discharge Planning) أي تهيئة المريض للخروج وتأمين المريض بالأجهزة التعويضية مثل أجهزة التنفس وغيرها حتى يستطيع الخروج للمنزل ويستفيد غيره من السرير. إضافة إلى إيجاد نظام مشابه لل D.R.G. والذي يحدد مدة إقامة المريض حسب حالته، إضافة إلى تفعيل برامج الرعاية الصحية المنزلية ودعمها في جميع القطاعات وزيادة مراكز الرعاية الصحية الأولية وتجهيزه. وهذا غيض من فيض حتى لا نفاجأ مرة أخرى بعبارة “ نأسف لعدم وجود سرير “