اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اثر قمة للاتحاد الاوروبي في بروكسل ان بلاده قررت اغلاق سفارتها في دمشق للتنديد ب"فضيحة" القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه. وصرح ساركوزي امام الصحافيين "قررت مع وزير الخارجية الان جوبيه اغلاق سفارتنا في سوريا". وتابع ان "ما يحصل فضيحة. هناك اكثر من ثمانية الاف قتيل (من بينهم) مئات الاطفال وحمص تواجه خطر الزوال. هذا امر لا يمكن القبول به ابدا". واضاف ان "المجلس (الاوروبي) ندد باشد العبارات بما يحصل في سوريا وليس فقط في مكان وجود اشقائكم (...) لكن هذا الرمز بالتحديد غير مقبول" في اشارة الى اقتحام حي بابا عمرو في حمص. وقال ان "موقف النظام السوري لم يكن مقبولا ابدا" في ما يتعلق بمحاولات اجلاء الصحافيين الفرنسيين اديت بوفييه ووليام دانييلز اللذين وصلا الى لبنان الخميس. واكد ساركوزي "ابلغنا المجلس الوطني السوري بدعمنا وقد اشار اليه الى المجلس الاوروبي وسنواصل اتخاذ المبادرات في مجلس الامن الدولي لازالة عدد من العراقيل". وتابع "اؤيد اقامة مناطق انسانية على الحدود السورية على الاقل للسماح باستقبال الهاربين من اضطهاد النظام السوري الذي لا بد ان يرحل". وطالب قادة الاتحاد الاوروبي الجمعة بمحاسبة النظام السوري على اعماله و"الفظائع" التي ارتكبت في اطار قمع الاحتجاجات في البلاد. وصرح رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي اثر القمة ان "المجلس الاوروبي لا يزال مصمما على محاسبة المسؤولين عن الفظائع في سوريا على اعمالهم". واضاف ان المجلس سيعمل على جمع العناصر التي يمكن ان تكون صورة عن "الجرائم الفظيعة" التي ارتكبت في البلاد. وندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من جهته بالوضع "المخيف" في سوريا وحذر من ان النظام "المجرم" للرئيس بشار الاسد سيعتبر مسؤولا يوما. وقال في بروكسل على هامش القمة الاوروبية ان "ما يهم بنظري هو جمع العناصر والادلة وتكوين صورة عن الوضع بما يؤدي الى محاسبة هذا النظام المجرم عن اعماله وجرائمه التي ارتكبها ضد شعبه". الى ذلك انتقد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الجمعة في بوردو (جنوب غرب) عدم تعاون السلطات السورية في تنظيم اجلاء الصحافيين الفرنسيين من سوريا واللذين وصلا مساء الخميس الى لبنان. عربة إسعاف قيل انها تحمل الصحافيين الفرنسيين بوفييه ودانيلز من مطار وقال جوبيه في مؤتمر صحافي عقده في مدينة بوردو التي يتولى رئاسة بلديتها، ان "السلطات السورية لم تلب الطلب الذي قدمناه لارسال سفير فرنسا الى حمص والاتصال بالهلال الاحمر والصليب الاحمر حتى يعطي بذلك كل الضمانات الامنية لكل من اديت بوفييه ووليام دانييلز" في شأن اجلائهما. واضاف "لن اكشف لكم عن مزيد من التفاصيل حول وسائل اجلائهما والطريق الذي تم سلوكه حرصا بكل بساطة على سلامة الذين قاموا بعملية الاجلاء"، لكنه وجه الشكر الى "السلطات اللبنانية التي ابدت تعاونا تاما". وقد غادر الصحافيان الفرنسيان سوريا الخميس بعد بقائهما عالقين بضعة ايام في مدينة حمص. واصيبت بوفييه بجروح خطيرة في ساقها في 22 شباط/فبراير خلال عملية قصف اسفرت عن مقتل الصحافية في صانداي تايمز ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك. وهما يخضعان اليوم (امس) الجمعة للمراقبة في احد مستشفيات بيروت. واكد جوبيه ان الصحافية "في صحة جيدة على رغم الكسر" في ساقها وان السفارة الفرنسية في بيروت "مستنفرة" لتنظيم عملية النقل تحت اشراف طبي الى فرنسا. واضاف "ما ان يقول لنا الاطباء ان نقلها بالطائرة ممكن، ستوضع طائرة مجهزة بمعدات طبية لنقلها في اسرع وقت ممكن". وردا على سؤال عن الوضع الانساني في سوريا، اعرب وزير الخارجية الفرنسي عن الاسف "لاستمرار النظام في طريق القمع". وقال "سنواصل القيام بكل تحركاتنا لعزله والحؤول دون حصول مجزرة". من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه "غير مقبول على الإطلاق". وأكدت المستشارة الجمعة ان الاتحاد سيبذل ما بوسعه حتى "يتم مستقبلا محاكمة الذين ينتهكون حقوق الإنسان بأقصى درجة، اليوم". من ناحية اخرى اعلنت متحدثة باسم مكتب الاممالمتحدة لتنيسق الشؤون الانسانية عن عقد "منتدى انساني" حول الوضع في سوريا، تشارك فيه منظمات انسانية ودول ومنظمات اقليمية، الخميس المقبل في الاممالمتحدة في جنيف. وقالت اليزابيت بيرز الجمعة لوسائل الاعلام ان مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وجهاز المفوضية الاوروبية للمساعدة الانسانية، تنظم هذا "المنتدى الانساني" حول حاجات السكان في سوريا. واضافت ان الاجتماع سيعقد في الثامن من اذار/مارس في جنيف. واوضحت المتحدثة ان "المنظمات الاقليمية والدول الاعضاء والمنظمات غير الحكومية ستدعى" الى المشاركة في المؤتمر. وذكرت المتحدثة ان المنتدى "اجتماع تقني وعملاني" يهدف الى "مناقشة الوضع الانساني" في سوريا و"تقويم المساعدة الراهنة والتخطيط لما يمكن القيام به".