أخيرا انتعش سوق الأسهم وانتعشت معه أرواح الناس وطموحاتهم وآمالهم، وقفز سعر سهم مصرف المهمشين وأبناء الطبقة الكادحة مصرف الإنماء الى 12.50 ريال، وبدأ البعض بترتيب أموره المادية ومصادر دخله المتواضعة للاستعداد للدخول في حفلة سوق الأسهم. الحفلة بدأت والدعوة عامة، والجميع على أبواب مقر الحفلة. البعض يأتي للحفل منطلقا كالصاروخ والآخر يهرول والثالث يحاول أن يجد له منفذا للدخول ولو عن طريق القفز من على السور. وعلى بوابة السوق هناك مجموعة من المأجورين مهمتهم الرئيسية التطبيل والتزمير على المدخل ويدعون الناس للدخول للاستمتاع والاستعداد لوجبة العشاء. ولم لا، فالوليمة كبيرة وتكفي الجميع وزيادة. ويبدأ صغار المتداولين وبعض الجائعين وكثير من المتطفلين دخول قاعة الحفل الكبيرة بالجملة حتى تمتلئ عن بكرة أبيها ثم يحشر الجميع في القاعة الرئيسية للحفلة ويبدأ الرقص والضحك والاستمتاع في إنتظار وجبة العشاء. وعندما يتأكد منظمو الحفلة أن الجميع قد حضر ولم يتخلف أحد وأن الشهية أصبحت مفتوحة. فجاءه وبدون مقدمات تطفأ الأنوار ويدب الرعب والخوف في الحضور ويبدأ البعض في التدافع للبحث عن منفذ للخروج ويكتشفون أن لا مخرج للطوارئ وأنهم محاصرون. ثم يبدأ الضرب في الظلام من تحت الحزام وفوقه ويحس الحضور أن هناك من يتحسس جيوبهم لسرقتها وباب صالة الحفل مقفل بالسلاسل والحديد من الخارج فلا مجال للخروج حتى تفرغ ما في جيبك. ومن كان يطبل ويزمر في الخارج يتحول الى حارس أمن عند الباب مهمته الرئيسية أن يتأكد أن كل من يخرج من الحفل يجب أن لا يكون عاريا فقط بل وحافيا أيضا.. !. أتوقف هنا وأقول أن للذكاء حدودا، ولكن الحماقة لا حدود لها، هل نسي الناس ما حل بهم في القاعة الرئيسية لحفلة فبراير 2006م حتى يتوافدون كالعميان الى حفلة فبراير 2012م. عجيب أمر البعض ألا يعلمون أن منظم الحفل واحد وأن الهدف واحد..!.