يمسي المواطن وقد كانت الأرض القريبة من مسكنه خالية ، ويصبح وقد قامت فيها كثبان من الرمال ومخلفات البناء بشكل مفاجئ، فقد تسللت ناقلات في الثلث الأخير من الليل لتلقي بحمولتها من مخلفات البناء والهدم وسط غياب المراقبة من قبل الجهات المختصة ، وبالرغم من الأضرار البيئية لعميلة إلقاء وإزالة تلك الكثبان ، التي كلما حركت الرياح أطرافها ضجت صدور الأطفال ومرضى الحساسية ، إلا أن لها أبعاداً سلبية تصل إلى تشويه المشهد العام في الأحياء السكنية . وبالرغم من أن الأمانة في مدينة الرياض تقوم بين فينة وأخرى مشكورة بعمليات تنظيف لبعض الأراضي من تلك المخلفات ، إلا أن جهد الأمانة هذا في الغالب يذهب هباء منثورا، فما أن تغادر آليات الأمانة بعد تنظيف المكان ، حتى يعود زوار الليل خلسة ليملأها من جديد.. وفي البعد الاقتصادي تشكل عملية تنظيف تلك الأراضي أعباء مالية تمثل هدراً سواء على الحكومة أو القطاع الخاص ، فتكلفة رد القلاب الواحد تتراوح من 400 إلى 600ريال . وتشكل تلك الكثبان قيمة اقتصادية مهمة لدى الشركات الناقلة ، ففي أحيان كثيرة يتم تدوير تلك الكثبان من أرض إلى أخرى ، فقد تنقل من أرض في طرف الحي بمبالغ كبيرة ، وتوضع في أرض مواطن آخر لينقلها بعد فترة بذات المبالغ..إنها رمال من ذهب ، تدر مبالغ هائلة بسبب حركة العمران الحالية ، فمجموع ما قامت بنقله الأمانة من تلك المخلفات في عامي 1432-1433ه لا يتعدى 4500 رد في مدينة الرياض حسب مجموع ما نشر على موقعها من أخبار ، فيما وبلغ إجمالي ما أنجز من أعمال في جميع البلديات الفرعية خلال الفترة 1425ه حتى 1426ه (222.000) طن أي ما يعادل (16400) رد. وبحسبه بسيطة فإن الأمانة ربما تكون قد أنفقت ذلك العام مبلغ 6560000 ريال على أساس أن سعر الرد الواحد 400 ريال. عامل يتحين الفرصة لتفريغ النفايات في أرض في شرق الرياض وكانت أمانة الرياض قالت إنها شكلت فريق عمل جديداً أعدته الإدارة العامة للنظافة بمشاركة البلديات الفرعية، تتلخص مهمته في مراقبة الشاحنات التي تقوم برمي مخلفات البناء داخل الأحياء وعلى الشوارع. وتعاني شركات التطوير العقاري مشكلة كبيرة حينما تشتري مخططاً عقارياً لتطويره ، حيث تضاف فاتورة تنظيف الموقع إلى قيمته في ظل المساحات الكبيرة من المخلفات التي ترمى وسط تلك المخططات في عمق الأحياء السكنية ، فمخطط تعمل شركة نجوم السلام على تطويره في مدينة الرياض ، كلفها تنظيفه قرابة النصف مليون ريال، اذ يقول ناصر القحطاني مساعد المدير العام بالشركة إن تكلفة إزالة ونقل المخلفات تشكل عائقاً لدى شركات التطوير فمبالغ التنظيف كبيرة وتختلف من مخطط لآخر بعض المخططات تكلف 450 ألفاً وبعضها تكلف 600 ألف ريال . وأشار أن المخلفات الملقاة في أراضي المواطنين تشكل عبئاً كبيراً بالنظر لارتفاع تكلفة إزالتها، كما أكد أنها تتطلب وقتاً يحسب على المطور ، مؤكدا أن الأمانة تقوم بجهود جبارة ويجب أن تركز على فرض عقوبات صارمة وتحديد مواعيد التنظيف والنقل على أن يكون في فترة النهار علماً بأن جميع رمي المخلفات تحصل في أوقات متأخرة في الليل وكذلك قبل الفجر مما يصعب المراقبة ، مما اضطرنا في احد المخططات التابعة لنا لعمل سياج مغلق وحارس لإيقاف مثل هذه التجاوزات التي تشكل خسائر مادية لشركات التطوير العقاري . وأشار إلى أن استهتار المقاولين والعمالة من خلال رمي المخلفات القريبة في الأحياء السكنية له تبعاته السلبية، وقال :لهذا تجد شكاوى السكان من تجميع للمخلفات ومن خروج الحشرات والروائح والحيوانات منها.