انتهت فجر أمس الجمعة محنة خطف الطفل كريم علاء الدين صائم الدهر (ثلاث سنوات ونصف السنة) باطلاق سراحه من دون تسديد أية فدية وعودته سالماً إلى أحضان والديه في بيروت. وكان مواطن يدعى إبراهيم السبع قد اتصل بعيد منتصف الليل بتلفزيون المستقبل.. وطلب التحدث إلى فريق قسم الأخبار وأبلغه أنه عثر على الطفل كريم على مدخل المبنى الذي يقطنه في تحويطة الغدير في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية. وتحدث الطفل إلى فريق الأخبار قائلاً إنه يريد والدته. وعلى الفور أبلغ تلفزيون «المستقبل» قيادة قوى الأمن الداخلي بمكان وجود الطفل، فتوجهت إلى هناك دورية وتسلمته من المواطن الذي عثر عليه، ونقلته إلى مكتب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، الذي سلمه إلى ذويه بحضور رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الداخلية حسن السبع. وأشارت معلومات إلى توقيف شخصين على ذمة التحقيق، أحدهما سائق صائم الدهر فؤاد أمهز، وملاحظة ثالث يعتقد أنه الخاطف الرئيسي ويدعى ه .أ. تبين أنه من أقرباء أحد السائقين الثلاثة من آل أمهز الذين يعملون لدى عائلة الطفل، وهو مطلوب بعدة مذكرات توقيف، ومنها ما يتعلق بالمخدرات وغيرها. وعقد الرئيس ميقاتي مؤتمراً صحافياً في مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تحدث خلاله عن ظروف اختصاف الطفل وهنأ عائلته بإطلاق سراحه. كذلك تحدث في المؤتمر الوزير السبع واللواء ريفي ووالد الطفل منوهين بجهود قوى الأمن وبانتهاء العملية بسلامة الطفل. وكان الطفل قد خطف قرابة السابعة والنصف صباح أمس الأول بعد ما قام مسلحان بمهاجمة سائق العائلة التي عادت قبل أسابيع قليلة إلى لبنان من الكويت، حيث يعمل صائم الدهر، وهدداه بالسلاح وحاولا انزاله من سيارة رانج روفر زيتية اللون، حيث خطف ولدي صائم الدهر مع الخادمة الفلبينية وأسرعا بهم نحو منطقة الرملة البيضاء، وهناك ترك الخاطفان الخادمة مع الطفل الأكبر (خمس سنوات) ونقلا كريم إلى سيارة غولف سوداء وغادرات إلى جهة مجهولة، ولاحقاً تلقى والد كريم، وهو سوري الأصل وأمريكي الجنسية أيضاً، اتصالاً من الخاطفين طلبوا فيه فدية بمبلغ 500 ألف دولار للإفراج عن الطفل. وكانت قوى الأمن رصدت مكان الاتصال، وتبين أنه من منطقة الشويفات ومباشرة تم تسيير الدوريات وتركيز الحواجز وتعقب السيارة. وأفاد بيان لقوى الأمن أنه على إثر عملية الخطف، اعطيت الأوامر المشددة إلى كافة دوريات قوى الأمن بوجوب إعادة الطفل سالماً وملاحقة الخاطفين وتوقيفهم. وبالفعل وبعد التنسيق مع القضاء المختص، تم تأليف فريق عمل متجانس مع القطعات العملانية في وحدتي شرطة بيروت والشرطة القضائية وفرع المعلومات في المديرية العامة، كانت مهمته الأساسية تأمين سلامة الطفل وتحديد هوية الخاطفين ومكان وجودهم، بحيث تمكن هذا الفريق خلال أقل من 24 ساعة نتيجة تحليل الاتصال الهاتفي الذي ورد من الخاطفين يطلب فيه فدية بقيمة نصف مليون دولار أمريكي والحصار ومعاونة عدد من المواطنين ولمفاوضات هاتفية بدأت مع الخاطفين استمرت عدة ساعات.. توقيف شخصين شريكين للخاطف وتحديد وبشكل تقريبي للمنطقة التي من المحتمل أن يكون الخاطف قد لجأ إليها مع الطفل. وعندما شعر الخاطف أن الحلقة بدأت تضيف عليه، أقدم على تسليم الطفل إلى إحدى العائلات في منزل مجاور للمكان الذي كان موجوداً فيه ما بين محلتي حي السلم وصحراء الشويفات بحيث تم الساعة صفر والدقيقة 30 فجر 10 الحالي استعادة الطفل كريم سالماً إلى ذويه. والبحث جار لتوقيف باقي المتورطين.