يتواصل احتجاج أهالي العديد من مناطق الشمال الغربي للبلاد التونسية بعد الفيضانات الكارثية التي شهدتها تلك المناطق وبلغ الاحتقان ذروته في مدينة بوسالم من ولاية جندوبة حيث عمد عدد من أهالي المدينة إلى الاعتداء بالتخريب على مقري معتمدتي "بوسالم " و "بلطة بوعوان" ومركز الشرطة وحرق محكمة الناحية والقابضة المالية ب"الطبع" ببوسالم ورشق أعوان الأمن بالحجارة واقتحام منزل المعتمد - المسئول الأول في المدينة - وحرق العجلات المطاطية بالطريق الرئيسية للمدينة على خلفية ما أسموه بانشغال الحكومة بمواضيع خارجية وتجاهلها للأوضاع الكارثية التي آلت إليها مدينتهم جراء الفيضانات وتراخيها في إيجاد الحلول الجذرية وتخفيف المعاناة عنهم. رئيس الحكومة حمادي الجبالي الذي قام بجولة على متن مروحية للإطلاع على أوضاع المنطقة ومعاينة الأضرار التي لحقت بها حاول الاتصال بالمواطنين والإطلاع عن كثب عن معاناتهم لكن يبدو أن حالة الاحتقان والغضب التي كان عليها المواطنون حال دون ذلك. وقد أقر الجبالي بصعوبة الوضع محملا المسؤولية لعدة أطراف منها الحكومات السابقة الذي لم يسعى لمعالجة الوضع منذ سنوات وحماية هذه المناطق التي تكررت فيها مثل هذه الكارثة في عدة مرات واعدا بالسعي لإيجاد الحلول اللازمة . كما أشار الجبالي إلى الشعارات التي رفعت منادية بإسقاط الحكومة والتي قال عنها أنها من متأتية من أزلام النظام السابق وأن لديه الأدلة عن ذلك وسيتم الكشف عنها لاحقا. ويبدو أن أطرافا سياسية قد دخلت على الخط وحاولت التحريض على تنظيم مسيرة شعبية إلا أنها جوبهت بالرفض من قبل عدد من الأهالي لانشغالهم بما هو أهم وهو التخلص من المياه والأوحال والوضع الحرج الذي عليه المدينة.