أدى عبدربه منصور هادي اليمين الدستورية ليصبح رئيس اليمن الجديد أمس ويحل رسميا محل علي عبدالله صالح بعد عام من الاحتجاجات التي أصابت اليمن بالشلل. وكان هادي المرشح الوحيد في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأسبوع الماضي وشارك فيها أكثر من 60 بالمئة من الناخبين المسجلين. جاء ذلك ضمن اتفاق لنقل السلطة توسط فيه مجلس التعاون الخليجي ودعمته الولاياتالمتحدة. وبعد أن أدى اليمين قال هادي في كلمة إن اليمن يجب أن يطوي صفحة الأزمة ويتعامل مع القضايا الملحة مثل الأزمة الاقتصادية المتصاعدة وإعادة من نزحوا جراء الأزمة إلى ديارهم. وتابع «إذا لم نستطع التعامل معها (المشاكل) بطرق واقعية ومنظمة فإن الفوضى هي البديل المحتمل». وقال هادي إن السلطة في اليمن أصبحت مسنودة بشرعية شعبيه لايمكن التشكيك فيها أو الانتقاص منها ، داعيا إلى الالتفاف حول المشروع الوطني لإنقاذ البلاد. وصاغ مجلس التعاون الخليجي مبادرة نقل السلطة بدعم من واشنطن وقرار من مجلس الأمن لانهاء حكم صالح الذي حكم اليمن لمدة 33 عاما. وثمة مخاوف من ان الفوضى في اليمن يمكن ان تزيد من قوة تنظيم القاعدة هناك. وهادي مكلف الآن بالاشراف على خطة مدتها عامان لانتقال السلطة السياسية تشمل اجراء انتخابات برلمانية وصياغة دستور جديد واعادة هيكلة الجيش الذي مازال ابن صالح وابن شقيقه يمسكان بزمام السلطة فيه. ووصف المجتمع الدولي اداء القسم بأنه خطوة رئيسية الى الامام. وقال جمال بن عمر مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن إن اليمنيين يريدون انهاء الازمة وفتح صفحة جديدة. واضاف انه حان الان وقت البناء من اجل اجماع ووفاق واشراك الجماهير في عملية سياسية شاملة. وقال السفير الامريكي لدى اليمن جيرالد فيرشتاين «إننا نشهد بداية عملية أعتقد انها ستثمر عن نتائج عظيمة خلال العامين القادمين». ومن المقرر أن تجري مراسم تنصيب هادي غداً والتي سيحضرها صالح بعد عودته إلى اليمن أمس الأول. واعتبر الاقبال على الانتخابات بنسبة مرتفعة أمرا مهما لاضفاء الشرعية على هادي إلا أن العديد من المناطق في البلاد رفضت مقدما الانتخابات خاصة في الجنوب حيث حث الانفصاليون على مقاطعتها. وشهد اليمن بالفعل انقسامات قبل الانتفاضة ضد حكم صالح مع وجود انفصاليين في الجنوب ومتمردين شيعة في الشمال وجناح نشط لتنظيم القاعدة. ويعيش نحو 42 في المئة من تعداد السكان البالغ 23 مليون نسمة على أقل من دولارين يوميا في بلاد مازال الولاء القبلي فيها هو أساس المجتمع. من ناحية أخرى، قتل عشرون جنديا يمنيا أمس في هجوم انتحاري عند مدخل القصر الرئاسي في المكلا بجنوب شرق اليمن كما أعلن طبيب في المدينة. وقال هذا الطبيب في مستشفى ابن سيناء في المكلا لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه «إن جثث عشرين جنديا وضعت في المشرحة وهناك العديد من الجرحى». واكد مصدر عسكري ان الاعتداء «يحمل بصمات القاعدة» مضيفا ان الانتحاري قد يكون محمد السياري وهو سعودي متحدر من محافظة حضرموت التي تشكل المكلا عاصمتها. واضاف هذا المصدر «ان عدد الجرحى يتجاوز ال 24». وقال شهود عيان ان جنود الحرس الجمهوري دخلوا بالقوة الى مستشفى ابن سيناء لفرض قبول الجرحى ولم يترددوا في إخراج مرضى من أسرتهم لتوفير اماكن لجرحاهم. وكان مصدر عسكري اخر قال في وقت سابق ان انتحاريا فجر سيارة مفخخة عند مدخل القصر الرئاسي في المكلا. واضاف هذا المصدر انه لم تكن اي شخصية موجودة داخل القصر الرئاسي عند وقوع عملية التفجير التي تبعها تبادل اطلاق نار بين مسلحين والجنود.