يأتي قريباً» هو عنوان معرض الفنان العالمي عمّار عبد ربه الذي تستضيفه غاليري «أيام» في وسط مدينة بيروت، وهو المعرض الفني الأول للمصوّر المعروف بعد عدّة معارض فوتوغرافية أقامها في دول عربية وأوروبية مختلفة. عملٌ مفاجئ انتقل فيه عبد ربه من تصوير الأحداث إلى تصوير المشاعر وتوثيق لحظة وجودية في حياة المرأة، لحظة حاملة لكل أشكال التوقعات، عالقة بين الانتظار والحلم، يخوض فيها عبد ربه محاولاً إثارة نقاش تقني وجمالي وفلسفي، نقاش يحمل دعوة إلى تغيير زاوية الرؤيا إلى المرأة الحامل وجسدها الذي يتّخذ شكلاً مختلفاً في هذه الوضعية الظرفية، لكنه ليس بالضرورة شكلاً قبيحاً أو منفّراً.. 15 لوحة من القياس الكبير موضوعها الوحيد المرأة الحامل وهي تظهر في أبرز تجليات جسدها الذي يجمع بين الرغبة والفكرة، جسد فيه اكتمال وتوازن بالمقاييس الهندسية، وسموّ وابتهاج بالمقاييس البصرية. لوحات تتميّز بالجرأة لجهة الأسلوب، وباشتغال دقيق على التقنية التشكيلية التي اعتمدها عبد ربه للمرة الأولى، تقنية لم يُقحم فيها الألوان إلا طفيفاً، فجاء الأبيض والأسود طاغياً على معظمها، ولم يُكرّس في موضوعها الجوانب المتعلقة بمكامن الإثارة في الجسد، وأصرّ على أن تخرج الصور بكثير من التلقائية من غير تعديلات تجميلية أو تدخّل لبرامج الفوتوشوب وغيرها. عمّار عبد ربه قال ل «الرياض» أن فكرة المعرض جاءت كرد فعل على الإحباط من الأحداث التي عايشتها لسنين طويلة، ومن حالة التردي في مجتمعاتنا العربية، فقررت أن أخوض في نقاش مختلف من الناحية الفنية التصويرية ومن الناحية الاجتماعية أيضاً، ونظرت إلى المستقبل من وجهة الآتي في المستقبل سواء أكان مولوداً جديداً أم جيلا جديدا أم واقعاً جديداً تعيش على وقعه مجتمعاتنا العربية. لقد تناولت الفكرة من منطلق رفضي لمحاولات إعادة واقع المرأة إلى عصور الظلام والجاهلية، أردت أن أبرز جسدها بطريقة معينة أو أن أحرّره بالصور في مواجهة محاولات التعمية غير المبرّرة في بعض المجتمعات وحجب المرأة فكراً وجسداً وهوية. المعرض اجتذب نخبة من المجتمع اللبناني والعربي وخصوصاً المثقفات والفنانات والشاعرات، وقد أبدى معظم الزائرين اهتماماً وإعجاباً بفكرة المعرض، فيما كان ملفتاً تسجيل بعض الانطباعات المنتقدة والآراء التي استغربت نوع العمل والتطرق إلى موضوع مختلف وإشكالي إلى حدّ معين. الجدير ذكره أن عمّار عبد ربه هو مصوّر لدى أهم الوكالات العالمية، يعمل لدى كبريات الصحف والمجلات الأجنبية والعربية ومن بينها «باري ماتش» و»تايم مغازين» و»درشبيغل» الألمانية وصحيفة «الشرق الأوسط» الدولية. التقط صوراً لكبار الرؤساء والشخصيات حول العالم، وغطّى أهم الأحداث السياسية والأمنية وأبرزها حرب العراق في العام 2003، والعدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006 وأحداث الثورة الليبية العام الماضي.