انزوى معظم الشباب على حالهم، وبقوا في عالمهم الافتراضي، خاصة في الخمس سنوات الأخيرة، وتحديداً مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وتعدد استخدامات أجهزة الجوال ذات خاصية "الدردشة"؛ مما ترك أثراً سلبياً على هذه الفئة، وعلى مجتمعهم بشكل عام، مثل انتشار الشائعات وتداول الأخبار غير الموثوقة، إلى جانب هدر أوقاتهم، دون توظيف يحقق لهم مصالح نافعة. "الرياض" تناقش في هذا التحقيق إسراف استخدام الشباب لتلك الوسائل بشكل كبير جداً، والخيارات المناسبة للاستخدام الأمثل بعيداً عن إهدار الوقت، وإزعاج الآخرين!. ضياع وقت في البداية أكد "نايف الراجح" أن مجموعة كبيرة من الشباب في الوقت الحالي يسرفون في استخدام أجهزة الاتصال، والتواجد المستمر على مواقع التواصل الاجتماعي، داعياً إلى ضرورة التقنين؛ بما يخدم مصلحة الشاب، وقضاء وقت فراغه بما هو مفيد، ملمحاً أن هناك تجاوزات فكرية، وأخلاقية يمارسها البعض في عالمه الخاص، وقد تستمر هذه الحالة وقتاً أطول إذا لم يكن الإنسان رقيب ذاته، وموجهاً لها، ومحفزاً لحضورها الفاعل مجتمعياً، من خلال الإفادة من هذه التقنيات في تطوير معارفه، وخبراته، ومهاراته. وأضاف:"أصبحت ألحظ أن معظم الشباب يقضون أوقاتاً طويلة جداً وليست يسيرة على أجهزة الاتصال، ويستهلكون جهدهم ووقتهم دون فائدة تذكر غالباً"، مرجعاً سبب تلك السلوكيات إلى قلّة الوعي، وسوء التعامل مع الأجهزة الحديثة بطريقة ترفع وعيهم بأقل عدد من السلبيات. وأرجع "عبدالمحسن التيهان" قضاء الشباب أوقاتاً طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الفراغ، إلى جانب أن بعضهم يشتكي من "العطالة" ويجد في التواصل الالكتروني وسيلة لملء وقت فراغه. وقال:"الرقابة من قبل الأهل وأولياء الأمور لا تنفع في هذا الزمن، حيث إن طرق التحايل على الأهل أصبحت عديدة ويستحيل كشفها، ولكن الحل الأنجح هو في تكرار التوعية من قبل الوالدين والأهل". وسائل ترفيه وأشار "محمد القحطاني" إلى ضرورة توعية صغار السن بكيفية التعامل مع الأدوات التقنية الحديثة؛ كونها أصبحت وسائل ترفيه أكثر من أي شيء آخر، متسائلاًً عن الغاية المراد تحقيقها من خلال وجود هذه الأجهزة والبرامج؟، مبيناً أنها أصبحت مضيعة وقت أكثر مما هي للتواصل الاجتماعي، في ظل تمادي النشء نحو التعامل السبي مع هذه البرامج الرقمية دون أن يوظفوها بالشكل الأمثل. ودعا "فضل أحمد" إلى أهمية قرب أولياء الأمور من أبنائهم؛ لتبصيرهم بفوائد أجهزة التواصل وكيفية استخدامها والغرض من وجودها، مؤكداً على أن التوعية من أهم الوسائل الناجحة لدرء السلبيات، محذراً من التساهل تجاه تعامل الشباب مع تلك الأجهزة؛ كونهم يحتاجون دعماً ومساندة نفسية من خلال التوجيه وتنمية الوعي لديهم. احتواء السلبيات وذكر "عبدالله الدوسري" أن الشباب الذين يسيئون استخدام اجهزة الاتصال يفتقدون أدوات الترفيه التي تملأ عليهم أوقاتهم بالشيء المفيد، فضلاً عن أن أغلب الأماكن الترفيهية مخصصة للعوائل، بينما مواقع العزاب الترفيهية قليلة جداً، وتجعلهم يبحثون عن بديل أياً كان، دون البحث في سلبياته، مطالباً بتوفير أماكن ترفيهية عديدة للشباب، تضم ملاعب كرة قدم وصالات رياضية وغيرها، وذلك لشغل أوقات فراغ الشباب فيما يفيدهم. ودعا "سعد الدوسري" إلى الاهتمام بالشباب، وبحث قضاياهم وهمومهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة؛ للوصول إليهم واحتواء سلبيات سوء استخدامهم، موضحاً أن الوصول إلى السلبيات يؤدي إلى حلها بنتائج مرضية للجميع. التربية الرقمية وأكد "د.عمار بكار" -متخصص في الإعلام الجديد- على أهمية إيصال مفهوم التربية الرقمية إلى النشء، وتعليمهم كيفية التعامل معها، وتلقينه المفاهيم الحقيقية التي يستطيعون من خلالها أن يخدموا مجتمعهم بالشكل الأفضل والأجمل دون تقصير، وذلك عن طريق وسائل التربية الحديثة التي تعتمد بشكل كبير على طرق الإقناع. وأضاف:يجب على وزارة "التربية والتعليم" أن تتبنى الوسائل التعليمية الحديثة من خلال الاستغلال الأمثل للوسائل الإعلامية الرقمية الحديثة، حيث سيكون لها الأثر الكبير في المحافظة على النفقات وتقنينها إلى حدٍ كبير، إضافة إلى مزامنة التفكير والتوجه الذي هو عليه النشء في الوقت الراهن، مطالباً بالإيضاح للنشء عن الهدف الحقيقي من وجود هذه الوسائل الإعلامية الاجتماعية غير التوجه الترفيهي، وتغيير نظرتهم العامة لهذه الوسائل بالإقناع. ونادى "د.بكار" رجال الفكر وعلماء الدين أن يركزوا توجهاتهم وأفكارهم لتوعية النشء؛ لأن أحاديثهم مسموعة وتصل عبر الإعلام الرقمي إلى أكبر شريحة من الفئة الناشئة في الوقت الحالي، إلى جانب توعيتهم بكيفية الفرز بين الخطأ والصواب، دون إجبار أو تشديد للرقابة؛ كونها لا تنفع إطلاقاً إن لم تكن ذاتية، منوهاً أن عهد القبول والرفض من قبل الوالدين انتهى؛ لاختلاف المعطيات وتغيرها في الوقت الحالي، ولا بد من بحث وسائل تربوية مبنيّة على طرق الإقناع الحديثة التي ستعمل على تغيير الأيديولوجيات الموجودة لدى بعض تلك الفئة. دردشة البلاك بيري» الأكثر استخداماً بين الشباب