مهما اختلفت آراؤنا نظل مواطنون نبني الوطن ونرفع رايته... وكما قال الشاعر: ستكتسب البلاد بكم علوا ... إذا وجدت لها منكم نصيرا وتكون الكارثة إن كان العكس، فإذا وخاصة عندما تلحظ البعض في بعض القطاعات تساهلوا فتساهل من تحتهم وترك لهم العنان في ظل الثقة العمياء التي غيبت الرقابة وغيبت معها بعض الضمير ... فظهر من بينهم مقصرون متساهلون في حقوق مراجعيهم وتلاميذهم ومرضاهم مضيعون لأوقاتهم وأماناتهم وثروات بلادهم باعتبار أن المصلحة الشخصية أولى بكثير من جميع الأنظمة، وماعلموا أن تحقيق النظام يحمي مصالحهم، ويكفيهم تقصيراً من جانب التعامل أن بعض المرضى يتمنى لو يمتلك المال ليتعالج في مستوصفات خاصة تحفظ كرامته نظير مايتلقاه من مماطلة وسوء معاملة في بعض المستشفيات الحكومية لاسيما القطاع النسائي بمراكز الرعاية الصحية بالأحياء.. ويحق لبعض الأطباء والممرضين أن يتمادوا في استهتارهم بأرواح المرضى عندما تشفع لهم حجة (الخطأ الطبي والقدر)، وكم يتمنى صاحب الحاجة أن يمد يده ويسأل لقمته أهون عليه من أن يُستصغر وتبعثر معلوماته في بعض دور الضمان والشؤون الاجتماعية ناهيك عن معاناة تلك الفئة الغالية على قلوبنا (فئة المعاقين)، والتي قلما يدافعون عن أنفسهم في وجه ذلك التفريط، فتضاعفت معها آلامهم وقلت آمالهم، وكم نعد من العقد النفسية لطالب كان ضحية مدرس متمرد. . وكم وقعت من الأضرار بسبب تهاون بعض رجال الأمن وتأخرهم عن الواجب،، ومما يؤلمك أن أولئك قد عينوا في تلك المناصب بناء على دراسات وشهادات وبعضهم قد ألقى القسم مع الأسف، وأنا أؤكد أن الجميع لا يجهلهم أن الله رقيب. ومن هنا أما آن للجهات المعنية أن تضع في اعتبارها (أن ما كل بارقة تجود بمائها مهما كانت الشهادات والخبرات) ومن ثم تتبع نظاما جاداً بشأنهم كأن تخفض سن التقاعد وتريح أصحاب الظروف القاسية والذين ارتبطوا بالوظيفة من أجل ديونهم ومنهم أصحاب الشعار (لولا ديني لتركت المجال لغيري) فتتحمل الدولة عنهم أعباء الديون مشكورة مأجورة، ومن ثم تتيح الفرصة لذلك الكم الهائل من العاطلين المتعطشين للعمل فيؤدون المهمة خير أداء، ومنها أن تكون العلاوة المادية للموظف وفقاً لتقديره في العمل وما ينجزه من مهام ويدخل في التقييم رأي المريض والتلميذ والمراجع والعميل حتى يتسنى لأولئك على الأقل أن يحسنوا التعامل، ومنها أن يرغب صاحب الأداء المتدني في الالتحاق بالدراسات والدورات التدريبية التي تزيد كفاءته. وهلا سألنا أنفسنا عن مدى صحة اعتقاد ذلك الموظف الذي يرى أن الراتب الضئيل لا يستحق أن يتعب من أجله ، وهل يوضع حد لإيقاف مآسي الأخطاء الطبية المتكررة في بعض مستشفياتنا.. وأتساءل متى يطبق وبجدية مبدأ (من أين لك هذا) على بعض من ولوا المناصب وأصبحوا أثرياء بعد عشية وضحاها .. وقبل هذا وذاك ليت مؤسساتنا ووزاراتنا ترسخ مفهوم فن التعامل قبل إسناد المهام لنؤكد للعالم نقاء وجمال القيم الإسلامية السعودية الأصيلة، ونرسم للغرباء عن الدين في بلادنا صورة جميلة...هذا وإلا فإني أقول لأصحاب الشأن: متى يبلغ البنيان يوما تمامه..إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم.. وكما يحاسب المقصر فيجب أن يشاد بابن الوطن البار ويعطى ما يميزه وما أكثر أمثاله يفخرون بوطنهم ويفخر بهم ويهدي لهم تحية إجلال وإكبار تعجز عن كتابتها الأقلام.