لعلك تعرفهم أو سمعت بهم , بل أجزم يقينا أن الكل لا يجهلهم فهم بسطاء عاشوا بيننا بشموخ في زمن الانكسار , لم يعتادوا على مد اليد لأحد من البشر , ولم يعتادوا حلى حياة الترف والكبرياء التي أهداها زمانهم لغيرهم وحرمهم منها , تجدهم كل يوم يزاحمونك في الطرقات غادين لجلب قوتهم وقوت عيالهم , ثم يعودون أخر النهار بقوت يسير يرونه في أعينهم كثير فلله الحمد على حكمته . وحينما تقترب من دارهم , أو تحل ضيفا عليهم يقابلونك بوجه طلق وصدر رحب وقد قدموا لك كل ما يملكون من قوت وأخرجوا لك أطيب ماعندهم من ملبس ومأكل ومشرب ,ليستروا بذلك حالهم وقد تحملوا فوق طاقتهم , وأكرموا بذلك ضيفهم إيمانا منهم أن ذلك كرامة لأنفسهم لم يشتكي هؤلاء الفقراء لأحد حالهم , ولم يطمعوا في مال غيرهم , بل ولم يردوا فقيرا جاء يسألهم وكم اعتادوا أن يعيشوا بعكس ما عاش الناس , فإن خلد الناس لنومهم , سهروا هما من ديونهم والتفكير في قوت عيالهم , وان تفاخر الناس بمركبهم ومشربهم , غضوا أبصارهم وكأنهم ليسوا في حاجة ذلك كله . وكم أرادوا مخالطة الناس وتعفف البعض عن مخالطتهم وكم شاركوا الناس في أفراحهم وأحزانهم ولم يجدوا لهم شريكا في أي حال من أحوالهم علموا أولادهم كيف يحترمون الناس , ولكن لم يعلم اغلب الناس أولاده كيف يحترمون هؤلاء البسطاء وظلوا صابرين , وكانوا فيما بينهم كل يوم يتساءلون ؟! لماذا تكلم بعض المترفين عن حقوقهم وهم من سلبهم حقوقهم ؟ ولماذا جحدت الصحف والإعلام وجودهم ؟ ولماذا لبس بعض الأغنياء ثوبهم وتسمى باسمهم ليسلبهم لقمة أو معونة قدمت لهم ؟ ولماذا نعم غيرهم بخيرات هذا البلد , فأكلوا وشربوا وفي أفخم البيوت سكنوا ومن أجمل المراكب ركبوا , لماذا ياترى لم يكن لهم من ذلك شيء ظلوا يتساءلون , وظل من حولهم صامتون ولكن هل سيدوم هذا طويلا ............................. لا أحد يعلم بقلم عادل محماس الرقاص جامعة الملك سعود