نحترم المحاولات التي تبذلها لجنة الحكام الرئيسية الحالية والعمل على وضع بصمة في عهدها وأن تكون صورتها ناصعة دون أن يخدشها خطأ مؤثر وقرار خاطئ وصافرة متسرعة وتحامل ليس له مبرر، ولكننا لانتفق معها في طريقة تقويم الحكام والتقليل من هفواتهم خصوصا عبر الإعلام وظهور الرئيس والنائب وهما يوجهان عبر الورش بصوت وعبارات محبطة، ربما هناك من يرى أن الطريقة الحالية التي انتهجتها اللجنة (الاجتماع الشهري) وما يتخلله من نقد ذاتي أسلوب جديد ومفيد حتى يستطع الحكم تطوير مستواه وتفادي الاخطاء، ولكن من غير المفيد أن يخرج نائب رئيس اللجنة إبراهيم العمر عبر الفضاء وهو يطالب الحكام (بالحفاظ على كرامة التحكيم أو الجلوس في منازلهم) وهذه الطريقة بكل تأكيد استفزت الكثير الذين انتقدوا هذا الاسلوب غير التوجيهي الذي لايمكن أن يرتقي إلى مستوى النصح والأخذ بيد الحكم إلى الاصلاح، وديننا ميز بين النصيحة السرية والعلنية. في فترة ماضية كان المهنا ولجنته يلومون الإعلام وأنه يهاجم الحكام ويحطمهم بالعبارات التي تحرجهم أمام أهلهم والمجتمع الرياضي وتحد من تقديم الاداء المنتظر والقرارات العادلة، وينسون ان مثل هذه الاجتماعات التي ظهر خلالها نائب الرئيس منتقدا الحكام بشدة، ومطالبتهم بالجلوس في منازلهم إن لم يحفظوا كرامة التحكيم لايمكن ان يصلح الحال، ولو كان هذا الكلام بين اللجنة وحكامها وليس عبر الاعلام الذي تلهث خلفه اللجنة بصورة واضحة لكان أهون واخف وطأة، والأسوأ من ذلك أن يختلف الرئيس ونائبه خلال ورشة العمل على ركلة جزاء أو مخالفة فأحدهما يراها صحيحة والآخر غير صحيحة، وإذا كان هذا حال الرئيس ونائبه فلماذا نلوم الحكام على تفاوت القرارات وتقديرهم للأخطاء؟ ماذا لو خرج رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وطلب من المهنا والعمر أن يحفظا كرامة التحكيم أو الجلوس في منزليهما؟، كيف سيكون وقع ذلك عليهما أمام الاعلام والجماهير والوسط الرياضي؟ حتما سيتضايقان ويصابان بالاحباط ويعتبران هذا التوجيه مضايقا لهما ومؤشرا للرغبة برحيلهما، أيضا ماذا لو خرج الحكام الذين وجه لهم الكلام الغريب وردا بالقول إن المهنا والعمر ارتكبا أخطاء فادحة أثرت على نتائج مباريات لاتزال حاضرة في ذهنية الرياضيين لذلك أوقفوا وأبعدوا عن التحكيم، بكل تأكيد سيغضبان. مطاردة الإعلام ليست العلاج.. و«أصحاب الرسائل» لابد من إبعادهم! نؤمن أن فتح أبواب اللجنة للإعلام أمر جيد ولكن ليس بتلك الطريقة التي تدافع عن اللجنة وتنهش في الحكام العاملين الذين لم تطورهم اللجنة الحالية بكل أسف، فهي تتحدث عن نجاحات وانجازات غير ملموسة وإن حدث نجاح للحكام ففي مباريات غير تنافسية وحاسمة. أسماء جديدة واخطاء بالجملة ومستقبل غير واضح وتداعيات وانفعالات واحتقانات بعد كل مباراة وشكاو من الأخطاء المؤثرة والملام في ذلك اللجنة، فهي اما انها لاتختار الحكم المؤهل أو انها لاتوصل له التعليمات وتستفيد من الندوات وورش العمل التي ترفع من مستوى «اسياد الملاعب» بالطريقة المناسبة. نعرف أن اللجنة تتعرض لمحاولات اجهاض ربما من بعض الحكام العاملين، اما عن طريق الرسائل المسيئة التي اعترف بها المهنا وانكشف اصحابها او اتخاذ قرارات فادحة تحرج اللجنة، ولكن هذا لايعفيها من المسؤولية، لأنه من غير المعقول ان تعتمد على حكم فاقد القدرة على اتخاذ القرار الصحيح اما لأنه غير مؤهل او لعاطفة أو بسبب ضغوطات معينة ولنا العبرة في مباراة الهلال والتعاون في الرياض والاتحاد والشباب والاهلي والفيصلي في جدة ومباريات لايمكن حصرها وبالتالي فمثل هؤلاء يدخلونها في نفق الاحراج والسخط الاعلامي والجماهيري واعادة التحكيم إلى المربع الاول. لو ركزت اللجنة على العمل وانهمكت بالتخطيط وتركت مطاردة الإعلام لكان الوضع افضل، فالمتابع لم يلمس اي تحسن على أداء الحكام، بل ان الأخطاء زادت ولاتختلف عن تلك الاخطاء التي فرضت على الاتحاد السعودي الاستعانة بالحكم الاجنبي قبل عشرة اعوام. ختاما على اللجنة ان تتخلص من الحكام الذين هم على شاكلة «أصحاب الرسائل» الخاصة فهولاء لن يقودوا المباريات ويذهبوا بمستوى التحكيم إلا إلى الوراء فضلا عن التقليل من الحضور الاعلامي والتركيز على العمل والقرب من وضع التحكيم بالعلاج الفعلي والبعد عن المجاملات والوعود والتصريحات التي يهدف منها إبراز الصورة أكثر من نتائج العمل المثمر، أما في الوضع الراهن فحال التحكيم لم يتقدم مع الأسف والدليل الاعتراف بالأخطاء المؤثرة على لسان الرئيس ونائبه!