الجمال السائبة أصبحت تشكل هاجساً يدق في قلوب مرتادي الطرق السريعة، فقد أزهقت العديد من الأرواح وأتلفت العديد من الممتلكات.وقد أبدى عدد من المسافرين لدولة الخليج (عمان - الإمارات - قطر) الشقيقة عبر الطريق الوحيد الهفوف - سلوى ذو المسار الواحد قلقهم ومخاوفهم من قطعان الجمال السائبة التي انتشرت بشكل كثيف خلال الأيام الماضية، حيث تركت ترعى هناك دون رقيب عليها، لعدم وجود حواجز شبكية على جانبي الطريق. هذا الأمر يستدعي من أصحاب تلك الجمال المحافظة عليها بعيداً عن الطرق لكي يأمن مرتادو الطرق من المخاوف التي تنتابهم دائماً وهم في الطرق، ورغم التوسعة الخجولة لهذا الطريق إلا أنه قد ازدادت الحوادث المرورية بشكل كبير وهذا عائد لعدم الإسراع في إنهاء مشروع التوسعة والذي أصبح حبراً على ورق منذ عدة سنوات، والذي تسبب ذلك في إزهاق العديد من الارواح الطاهرة والتي ذهبت لبارئها بدون أي اهتمام من أصحاب الجمال السائبة الذين لا تروعهم تلك الأرواح أو الجهات المسؤولة عن تلك الطرق. وأوضح ل «الرياض» المواطن صاحب الهاجري بقوله : تتسبب الجمال السائبة في حوادث مرورية مؤلمة، يذهب ضحيتها المئات في كل عام، فضلا عمن يصابون بعاهات وإعاقات دائمة، تضطر مؤسسات الدولة إلى تكبد مئات الملايين لتقديم الرعاية والتأهيل اللازم لهم، سواء كان ذلك على شكل بناء مؤسسات رعاية خاصة أو تقديم العلاج والرعاية الطبية في المستشفيات. المواطن سعد السبيعي طالب الجهات المعنية بوضع حلول جذرية لهذه المعاناة من خلال توسعة الطريق وتحويله لطريق مزدوج بأسرع وقت ممكن، وأضاف السبيعي بقوله : إن هذه الملايين التي يتم إنفاقها للمصابين في الحوادث التي سببها الجمال السائبة تشكل واحدا من أوجه الهدر، والتي ينبغي استغلالها في ميادين أخرى، لا سيما أن مشكلة الجمال السائبة، يمكن حلها عن طريق بعض الخطط التنموية البسيطة، من شاكلة تشييد مراع بيئية خاصة، وتقديم أعلاف لمربي الجمال، وتقديم المشورة لهم في بناء مزارع خاصة لإكثار إبلهم عن طريق تسييج مناطق الرعي وبناء أسوار على مساحات كبيرة وبعيدة عن أماكن عبور السيارات والمركبات وبالذات على الطرق البرية السريعة التي تربط بين المناطق. ومثل هذه المشاريع البسيطة لا تتطلب أكثر من واحد على مائة من إجمالي ما ينفق من ملايين الريالات على نواتج حوادث السيارات، التي تتسبب فيها الجمال السائبة. كما أنه بالإمكان أيضا منح مربي الجمال عاكسات فسفورية ليلية يمكن وضعها على شكل قميص ولصقها على جمالهم لكي يراها سائقو المركبات خلال الليل. والأهم من ذلك أن يتم تحديد مناطق الرعي لهذه الجمال، بصورة إلزامية بحيث لا تقترب بأي شكل من الأشكال من طرق وممرات السيارات والمركبات. إن مثل هذه الإجراءات تؤدي إلى الحفاظ على الأرواح والممتلكات والحفاظ على ثروة حيوانية هامة ومصدر مهم للاقتصاد الوطني بما تقدمه من لحوم وحليب وجلود.