كثيراً ما يتردد على الستنا كلمة (خازوق) أو عبارة (طحنا بالخازوق)، وعندما نقع في موقف محرج دون أن يعرف بعضنا بأن الخازوق وسيلة إعدام بشعة جداً، تمثّل إحدى أشنع وسائل التعذيب التي عُرفت على مرّ التاريخ، وتطبق على نوع من الجرائم الكبرى، ومنها هتك الأعراض والاغتصاب والسرقات الكبيرة والخيانة العظمى، ويتم فيها اختراق جسد الضحية بعصا طويلة يسنن أحد رؤوسها على شكل رأس رمح تدخل من فم الضحية، وفي الأعم من فتحة الشرج وتدق بمدقة حديد أو حجر بعدها يتم رفعه بنفس العصا وتثبيتها -أي العصا- في الأرض ليترك الضحية معلقاً فوقها حتى الموت، ويتم في الغالب إدخال الخازوق بطريقة تمنع الموت السريع، وذلك لإطالة معاناة الضحية مع الألام والأوجاع لأطول فترة ممكنة، حتى تصل إلى يوم كامل. وكانت بعض الدول ومنها الدولة العثمانية تدفع المكافآت للجلاد الماهر الذي يستطيع أن يطيل عمر الضحية على الخازوق ويزيد من آلامه، وتقاس مهارة هذا النوع من الجلادين بأن لديه القدرة على إدخال العصا الغليظ أو الخازوق من خلال فتحة الشرج ليخرج من أعلى الكتف الأيمن دون أن يمس أعضاء الجسم الحيوية، مثل القلب والكبد والكلى التي تؤدي بحياة الضحية سريعاً، ولكن لو مات المُخَوزَق أثناء عملية الخَوزَقَة في وقت سريع، فيحاكم الجلاد بتهمة الإهمال، وقد يتعرض لتنفيذ العقوبة نفسها عقاباً له على إهماله. ويعتقد أن استخدام الخازوق كان شائعاً في أوروبا منذ العصور الوسطى، وبحسب المؤرخ الاغريقي "هيرودوت"؛ فإن الفرس هم أول من ابتكروا هذه الوسيلة بواسطة "داربوس الأول" ملك فارس الذي أعدم أكثر من 3000 بابلي بالخازوق عندما استولى على مدينة بابل، ويعتبر ذلك أول إشارة للخازوق في التاريخ، وكان يستخدم أيضاً في روما القديمة والسويد وفي مصر القديمة، حيث نص عليه قانون التعذيب، وأدخله الأتراك العثمانيون عن طريق العراق، وكان يعذّب به لصوص طريق الحج وفي الدانمارك الذي يتم ادخاله بين العمود الفقري والجلد، وبهذه الطريقة كان الضحية يبقى يعاني بين أربعة إلى خمسة أيام قبل الموت، ومن أشهر حالات العوزقة في تاريخنا الحديث حالة "سليمان الحلبي" الذي قتل القائد الفرنسي "كليير"، فتم جلده ثم أُحرقت يده وبعض اطرافه قبل أن يعدم، ثم يصلب على الخازوق لبضعة أيام.