تتواصل أعمال إنشاء «قطار الحرمين» الذي يربط بين «مكةالمكرمة»و»المدينةالمنورة»و»جدة» و»رابغ»، حيث «مدينة الملك عبدالله الاقتصادية»، وينتظر أن يفتح هذا المشروع - الذي بدأ العمل في 5/ 6/ 2011م - آفاقاًً عريضة على جميع الأصعدة والنواحي الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب أنه يوّفر مئات الفرص الوظيفية لشباب الوطن عند انطلاقه المنتظر في 30/ 11/ 2013م. وجاء «قطار الحرمين» مرسخاً لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله- بالحجاج والزائرين والمعتمرين، والحفاظ على سلامتهم، وراحتهم، وتوفير أرقى وسائل النقل الآمنة والسريعة والاقتصادية لهم، بما يكفل لهم أداء مناسكهم بكل يسر وراحة، كما أن هذا المشروع الذي صُرفت له ميزانية خاصة، ومستقلة، يحظى بمتابعة الملك عبدالله في كل تفاصيل إنجازه، وتطوراته.. «الرياض» تواجدت في مشروع محطة القطار الواقعة في «مدينة المعرفة الاقتصادية» شرق «المدينةالمنورة»، ورصدت أعمال إنشاء القطار من أرض الحدث. ينطلق بعد 18 شهراً ويربط بين مكةوالمدينةوجدة ورابغ خبرات مؤهلة يعمل على إنشاء القطار شركة «بن لادن» وشركة «يابى مركزي التُركية للإنشاءات»، إلى جانب شركتين صينية واسبانية، ويتكون «قطار الحرمين» من (35) قطاراً، و(285) عربة، ويعدُّ من أكبر مشروعات النقل عبر السكة الحديدية على مستوى العالم، إذ يعتمد في تنفيذه على تقنية متطورة يعمل عليها خبرات مؤهلة في مجال البناء والتشييد، على غرار أحدث القطارات في العالم وخصوصاً في «أوروبا» و»أمريكا» و»اليابان» و»الصين»، وهو ما دعا إلى إنشاء القطار الذي أُعتمد له حوالي (30) مليار ريال لإنشائه وتنفيذه، وصيانته لمدة (12) عاماً منذ بدء تشغيله. الملك عبدالله يتابع كل التفاصيل وتقديم ميزانية خاصة ومستقلة لإنجازه من دون تأخير وجاء توزيع العمل بين الشركات، بحيث تنجز شركتا «بن لادن» و»يابي مركزي» محطات الانطلاق والوصول في كل من «مكةالمكرمة»و»المدينةالمنورة»و»جدة» و»رابغ»، بينما تتولى الشركتين الصينية والاسبانية تمديد قضبان السكك الحديدية وجلب القاطرات جاهزة من أسبانيا وتركيبها؛ ليبدأ القطار تنقلاته بين المدن الأربع، كما أن الشركات الأربع تعمل حالياً وفقاً للوقت المحدد لها في عقد المشروع دون تأخير، بل إن بعضها سبق الوقت المحدد. ينتظر الركاب ساعة و45 دقيقة لقطع 444 كم بين «مكة»و»المدينة» بواسطة القطار 3 ملايين حاج يبلغ طول مسافة طريق بين «المدينةالمنورة»و»مكةالمكرمة» ما يقارب (444 كم)، غير المسار المتجه إلى «رابغ»، ويتمثل النشاط الرئيس من المشروع في نقل الحجاج والمعتمرين من وإلى الحرمين الشريفين، حيث يتوقع أن ينقل في مراحله الأولى أكثر من ثلاثة ملايين حاج ومعتمر، من أصل ثلاثة ملايين ونصف حاج ومعتمر رُصدت مغادرتهم على طريق «الهجرة» السريع بين «مكةالمكرمة»و»المدينةالمنورة» خلال موسم واحد من الحج. ووفقاً لدراسة أعدتها «وزارة الحج» حول تطور قطاع نقل الحجاج فإنه من المتوقع أن تتضاعف أعداد الحجاج والمعتمرين خلال ال25 سنة المقبلة إلى أكثر من ثلاثة ملايين حاج، وأكثر من (11) مليون معتمر، مما يعزز أهمية مشروع «قطار الحرمين» بين الحرمين الشريفين، ويسهل على ضيوف الرحمن تنقلاتهم في أمن وراحة وسلام. تمهيد مسار القطار بلغ 250 كم إنجاز 40% وأكملت الشركات المنفذة مسافة (250 كم) من مسار القطار البالغ (444 كم) ويتبقى مرحلة تركيب المسمار الحديدي للقطار، حيث تم إنجاز ما نسبته 40% حتى الآن من أعمال تثبيت المسار، ونزع الملكيات، وأعمال الحفر، والردم، والتصاميم، إلى جانب تنفيذ (70) جسراً من أصل (160) جسراً سيتم تنفيذها، كما تم الانتهاء من إنشاء (400) عبّارة للسيول ومجاري الأودية من أصل (850) عبّارة سيتم تنفيذها. من هنا سينطلق القطار تسليم مبكر وأشار «م. محمد بشار» - مدير عام المشروع - إلى أن المشروع يجري تنفيذه بمثل ما خُطط له، حيث تم إنجاز (30%) من العمل، متفائلاً أن يتم تسليم العمل قبل موعد تسليمه المحدد في العقد، مشيداً بتعاون «وزارة النقل» وتجاوبها واهتمامها بإنجاز المشروع في وقته، منوهاً بجهود كافة الأجهزة الحكومية في منطقة «المدينةالمنورة» للمضي قدماً في مشروع «قطار الحرمين»، مبيناً أن الأمير عبدالعزيز بن ماجد يتابع كافة عمل المشروع، ويذلّل كافة العوائق التي تواجههم أولاً بأول. «م. ايدن كوجار» متحدثاً للزميل «الأحمدي» محطة راقية وتضم محطة استقبال الركاب جامع كبير يتسع لأكثر من (1000) مصل، إلى جانب مطاعم على مستوى عال من التصميم، وأسواق لبيع الهدايا والمستلزمات، إلى جانب لوحات إلكترونية عملاقة توضح مواعيد انطلاق ووصول القطار، كما أن القطار يمر بنفق يمر تحت شارع الملك عبدالعزيز، ويربط جنوب «مدينة المعرفة الاقتصادية» بشمالها؛ وذلك تجنباً لوضع تقاطع على طريق السيارات بغية عدم إعاقة سيرها وسير القطار، كما تتضمن محطة القطار مهابط للطائرات المروحية، وورش حديثة، وبلغت تكاليف إنشاء محطة القطار في «المدينةالمنورة» حوالي 430 مليون ريال. وذكر «م.بشار» أن تصاميم محطات القطار الأربع مستوحى من العمارة الإسلامية، حيث يأخذ التصميم شكل شبكة من الأقواس الكبيرة التى تشبه تصميم أقواس الأبواب التقليدية القديمة، وتشكل كل محطة مجموعة متسلسلة من هذه الأقواس ترتفع حتى (25 م) لتكملها أقواس أصغر منها تصل إلى (9م)، بحيث تُشكّل المداخل، أما تصميم الجدران الخارجية فتم تصميمها على شكل مشربيات ضخمة مستوحاة من العمارة المحلية، وتعمل على إدخال الضوء وتقليل دخول الحرارة. تمتاز محطات القطار بتصاميم رائعة وخدمات راقية طابع مميز وأوضح «م.ايدن كوجار» - مدير إدارة المشروع - أن المشروع يتكون من أربع محطات، وتحتوي كل محطة على مرافق وخدمات مميزة، مضيفاً:»تتميز كل محطة بلون تصميمي خاص يعبر عنها، حيث تتميز (مكةالمكرمة) باللون الذهبي المستوحى من ثوب الكعبة المتزين بالآيات القرآنية المذهبة، في حين أختير لمحطة (المدينةالمنورة) اللون الأخضر المستوحى من لون القُبة الخضراء التي تُميّز (المسجد النبوي الشريف)، واعطيت مدينة (جدة) اللون الارجواني؛ للدلالة على خصوصيتها، أما (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) فأخذت اللونين الفضي والأزرق؛ لتعبّر عن مستقبل المدينة الجديد، وما ينتظرها من تطور وازدهار. تنقلات الحجاج والمعتمرين بين الحرمين بواسطة القطار توفر لهم الأمان والوقت والراحة