مشروع قطار الحرمين السريع هو مشروع خط سكة حديدية كهربائي يربط بين منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة مروراً بمحافظة جدة بطول 480 كم، وسيتم في المرحلة الأولى من المشروع بناء اربع محطات ركاب، منها محطة في مكةالمكرمة، ومحطتان في مدينة جدة في كل من مطار الملك عبدالعزيز الدولي ووسط المدينة والمحطة الرابعة ستكون في المدينةالمنورة. كشفت شركة نورمان فوستر وشركاه عن تصميم أحد أهم مشاريع البنية التحتية في المملكة العربية السعودية وهو محطات قطار الحرمين، وستكون هذه المحطات نقاط ارتكاز لمشروع قطار الحرمين السريع الذي سيربط بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة مروراً بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في الرابغ بطول 444 كم. المحطات معالم حضارية تم البدء بالمرحلة الأولى من هذا المشروع عام 2009 ويتم حالياً العمل بالمرحلة الثانية ومن المتوقع الانتهاء من المشروع في نهاية عام 2012. وقد تم وضع التصميم التصوري من قبل شركة نورمن فوستر وشركة بورو هابولد مع المكتب المحلي السعودي دار الرياض. التصميم مستوحى من العمارة الإسلامية حيث يأخذ التصميم شكل شبكة من الأقواس الكبيرة التي تشبه تصميم أقواس الأبواب التقليدية القديمة، وتشكل كل محطة مجموعة متسلسلة من هذه الأقواس ترتفع حتى 25 متراً لتكملها أقواس أصغر تصل ل9 أمتار تشكل المداخل. أما عن الجدران الخارجية فتم تصميمها على شكل مشربيات ضخمة مستوحاة من العمارة المحلية تعمل على إدخال الضوء وتقليل دخول الحرارة. هذا ويتكون المشروع من أربع محطات لكل مدينة وتحتوي كل محطة مطاعم وأماكن للتسوق والراحة. وتتميز كل محطة بلون تصميمي خاص يعبر عنها، فتتميز مدينة مكةالمكرمة باللون الذهبي المستوحى من ألوان غطاء الكعبة المشرفة للدلالة عل قدسية المدينة، بينما أعطي اللون الأخضر لمحطة المدينةالمنورة مأخوذاً من لون قبة المسجد النبوي الخضراء. وأعطيت مدينة جدة اللون الأرجواني للدلالة على خصوصية المدينة، وأما مدينة الملك عبدالله الاقتصادية فأخذت اللون الفضي والأزرق لتعبر عن المدينة المستقبلة الجديدة. ستصل سرعة قطار الحرمين الكهربائي ل 300 كيلومتر في الساعة بحيث تستغرق المسافة بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ساعتين، ومن المتوقع أن يخدم المشروع 3 ملايين مسافر في السنة بمن فيهم الحجاج والمعتمرين. 3،5 مليون حاج يتمثل النشاط الرئيس للمشروع في نقل الركاب الذين يمثل غالبيتهم الحجاج والمعتمرين. ويتوقع أن يصل حجم النقل السنوي للمشروع ما يزيد على ثلاثة ملايين راكب سنوياً، حيث تشير الإحصاءات خلال موسم حج عام 1432ه إلى نقل أكثر من 3.5 مليون حاج على الطرق السريعة ما بين مكةالمكرمةوجدةوالمدينةالمنورة، فيما وصل عدد المعتمرين في العام نفسه إلى أكثر من 3 ملايين معتمر. ووفقا لدراسة أعدتها وزارة الحج عن تطور قطاع نقل الحجاج فإنه من المتوقع أن يتضاعف أعداد الحجاج والمعتمرين خلال الخمس والعشرين سنة المقبلة إلى أكثر من ثلاثة ملايين حاج وأكثر من 11 مليون معتمر، بنسبة زيادة سنوية للحجاج1.41% و3.14% للمعتمرين، وهو ما يحيي الآمال بتوسع نشاط النقل بالقطار على هذا المسار ويشجع على الاستثمار فيه. وجهات القطار سيربط قطار الحرمين كلاً من جدةومكةالمكرمة بخط مزودج بطول 78 كيلو متراً وهو ما سيختصر المسافة بين المدينتين إلى أقل من نصف ساعة، في حين يبلغ طول الخط الذي سيربط بين جدةوالمدينةالمنورة 410 كيلو مترات وسيختصر المسافة إلى نحو ساعتين ونصف الساعة وسيكون للمشروع دور حيوي في عمليات نقل الحجاج والمعتمرين في المشاعر المقدسة وخاصة في مجال التخفيف من الاختناقات المرورية. ستكون له محطة في وسط جدة وأخرى في مطار جدة، إلى جانب محطة في المدينةالمنورة ومحطتين في مكةالمكرمة وتشتمل المراحل التالية إنشاء محطة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية. يتميز بسرعة عالية تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة. تنفيذ المشروع يقوم ائتلاف الراجحي لمشروع قطار الحرمين بتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع وتتمثل في اعمال إنشاء البنية التحتية والاعمال المدنية التي سيتم فيها قطع وحفر وبناء مسار القطار والبالغ طوله 480 كلم تقريبا من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة مرورا بمدينة جدة، ويقوم الائتلاف بإنجاز هذا العمل بالتعاون مع كبرى الشركات المحلية والعالمية مثل (شركة السويلم ماسكو - شركة هيئة الحديد الصينية - شركة العراب للمقاولات المحدودة) بالتعاون مع مكتب شركة الاتحاد الهندسي (خطيب وعلمي) كمصمم مشرف على مراحل تنفيذ العمل. المراحل والأهداف وكان معالي وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور جبارة بن عيد الصريصري قد أوضح أنه امتداداً لدعم الدولة غير المحدود لقطاع النقل وتنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بضرورة الحرص على تسهيل سبل التنقل للمواطن والمقيم والزائر، وأهمية ربط مناطق المملكة بشبكة من السكة الحديد لتكون رافداً مساعداً لشبكة الطرق العملاقة المقامة في المملكة، وبناء على الموافقة السامية بالسماح للفريق المشرف على مشروع قطار الحرمين السريع باستكمال مفاوضة إئتلاف الشعلة الإسباني المكون من (14) شركة سعودية وإسبانية لترسية أعمال المرحلة الثانية من المشروع التي تشمل توريد وتركيب القضبان الحديدية وما يتبع ذلك من أنظمة الإشارات والاتصالات ونظام كهربة الخطوط وتوريد القطارات وما يتبعها من معدات الصيانة إضافة إلى تشغيل وصيانة المشروع لمدة اثنتي عشرة سنة، فقد اختتمت المفاوضات التي جرت بين فريق التفاوض الذي شُكل من خبراء ومسؤولين من وزارة النقل ومن صندوق الاستثمارات العامة والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية ومستشارين دوليين وائتلاف الشعلة الإسباني بالاتفاق على جميع النقاط موضع التفاوض وحسب شروط وثيقة أعمال المرحلة الثانية من المشروع ومن أهمها تنفيذ المشروع بمبلغ ثلاثين مليارا وثمانمائة وخمسة عشر مليون ريال، وتأمين خمسة وثلاثين قطارا مع كل قطار ثلاث عشرة عربة منها عربة للدرجة الأولى وأخرى للمطعم مزودة بالمرافق الصحية. وأشار معاليه إلى أن الإئتلاف سيتولى صيانة الأعمال المدنية على مسار القطار بداية من استلامه لأعمال الصيانة من مقاول تنفيذ المرحلة الأولى، وتجهيز مركز متطور لتنفيذ خطة تدريب وتأهيل قوة عاملة سعودية بموجب خطة تحقق نسبة سعودة تصل إلى 75%، كما تعهد الإئتلاف بتنفيذ التعديلات التي قد تطرأ على الأعمال المدنية مع توفير أي طرق إضافية يتطلبها تنفيذ أو صيانة منشآت المشروع، وسيكون تنفيذ المشروع في مدة لا تزيد على ثلاث سنوات تبدأ من تاريخ استلام الموقع. ولفت معالي وزير النقل إلى أن قطار الحرمين يمتاز بالسرعة العالية التي تزيد على 300 كيلو متر في الساعة حيث يقطع المسافة بين مكةالمكرمةوجدة بأقل من نصف ساعة، ويقطع المسافة بين المدينةالمنورةوجدة بأقل من ساعتين، مفيدا أنه تم مؤخرا توقيع عقود تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع التي تشمل بناء مسار القطار وتجهيزه للبدء في المرحلة الثانية من المشروع التي جرى الاتفاق عليها مؤخراً، كما تم توقيع عقود إنشاء محطات القطار في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، أما المحطة الخامسة التي تقع في مطار الملك عبدالعزيز الدولي فسيكون تنفيذها ضمن مشروع بناء المطار. واختتم معاليه تصريحه بالدعاء للمولى عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وأن يديم على وطننا العزيز نعمة الأمن والاستقرار.