أعلن مسؤولون أميركيون امس أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل لا تزالان مختلفتين حول كيفية إبطاء جهود إيران للحصول على قنبلة نووية نظراً لمعارضة الأميركيين للاستنتاج الإسرائيلي الأخير بأن طهران على وشك حيازة قنبلة نووية تمنحها "الحصانة" من الضربات العسكرية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك ابتكر عبارة "مرحلة الحصانة" حين قال ان إيران ستدخل مرحلة "الحصانة" النووية في أقل من عام، للتعريف بالظروف التي تحكم بموجبها إسرائيل على موعد مهاجمة إيران لأن إنتاج الأخيرة للقنبلة النووية هي التي تجعلها حصينة ضد أي هجوم. وقال مسؤولون للصحيفة ان كيفية الحكم على موعد حصول ذلك أثار جدلاً بين إسرائيل والإدارة الأميركية التي يعتبر مسؤولوها ان هناك طرقاً أخرى لجعل إيران غير حصينة. وقد سافر مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إلى واشنطن بينهم وزير الخارجية ورئيس الموساد، في الأسابيع الماضية لإقناع الأميركيين بوجهة نظرهم بأن وقت "الحصانة النووية" لإيران يقترب بسرعة كبيرة. وفي المقابل زار مسؤولون أميركيون إسرائيل ليقنعوا الإسرائيليين بأن الغرب وإسرائيل لديهم المزيد من الوقت وانه يجب السماح للعقوبات وللتحركات السرية بأن تعرقل الخطط الإيرانية. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية رفض الكشف عن اسمه، ان الأميركيين استخدموا النقاشات مع الإسرائيليين لاختبار موقفهم بناء على تصريحات مسؤولين إسرائيليين بأن الهجوم على إيران سيكون في الربيع على أقرب تقدير. وكشف مسؤول آخر رفض الكشف عن اسمه لأنه ليس مخوّلاً التحدث بالموضوع، عن أن الرئيس باراك أوباما حاول خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الشهر الماضي أن يدحض الحجج لتنفيذ هجوم عسكري على إيران. وقال مسؤولون أميركيون انهم خلصوا بعد المحادثات مع نتنياهو الى انه يرغب في إعطاء العقوبات والخطوات الأخرى وقتاً لتعطي نتيجة. وقالت الصحيفة إن السجال الأميركي - الإسرائيلي حول موعد "الحصانة النووية" الإيرانية خطير لأنه لا يتعلق فقط بموعد أي هجوم عسكري محتمل بل أيضاً بالحسابات حول مدى سرعة وعمق تأثير العقوبات على إيران. وأضافت انه إذا كانت الحجة الإسرائيلية محقة، فالسؤال عن السرعة التي سيستغرقها الإيرانيون لتجميع قنبلة نووية يصبح أقل أهمية منه إذا كان هناك أي طريقة لوقف إيران. وأسف مسؤول أميركي لما تعبر عنه عبارة "مرحلة الحصانة" النووية من ضيق نظر الإسرائيليين في المشكلة حول ملف إيران النووي في ظل الأساليب العديد للضغط على إيران والأدلة المتزايدة على ان العقوبات المشددة بدأت تعطي نتيجة. وشدد مسؤول أميركي على ان الإدارة الأميركية مصرّة على وجود طرق أخرى عديدة لإبطاء سير إيران باتجاه حيازة سلاح نووي مثل وقف عائدات النفط ووقف التسهيلات لتزويد إيران بقطع لأجهزة الطرد المركزي وغيرها. وليست هذه المرة الأولى التي يبتدع فيها الإسرائيليون عبارة تؤشر إلى مهلة معينة قبل توجيه ضربة إلى إيران ، ففي نهاية عهد الرئيس جورج بوش برزت عبارة "نقطة اللاعودة" للتعبير عن موعد حيازة إيران على قنبلة نووية.