الصرع من أكثر الأمراض شيوعاً، ولكونه من الأمراض المزمنة فهو يصاحب الإنسان مدى حياته. إلا أن العلاج الدوائي تمكن من السيطرة على حوالي 70% من الحالات، لكنه ترك الباقي ليصارعوا مصيرهم مع نزائل المرض، كما ترك العلماء والأطباء ليجدوا في حقول البحث العملي بحثا عن الحديد لعلاج هذا النوع من المرض والذي نطلق عليه الصرع المستعصي. اكتشف الأطباء أن الجراحة لمرضى الصرع المستعصي قد تكون خيارا لشفاء المرض عند البعض أو لتخفيف شدة المرض للبعض الآخر. من تلك العمليات استئصال جزء من أحد الفصوص في الدماغ حسب موقع البؤرة الصرعية، أو استئصال الآفة من الدماغ والمسببة للصرع، أو فصل الفصين عن بعضهما البعض، أو استئصال فص نصفي كامل وظيفيا. كما تمكن الأطباء من إيجاد نظرية جديدة لعلاج الصرع مستندين إلى فكرة منظم القلب الذي يزرع تحت الجلد ويصل إلى القلب. نسمى هذا العلاج بمحفز العصب الحائر، والذي يتمثل في زراعة جهاز تحت الجلد بين الترقوة والإبط موصولا إلى العصب الحائر الأيسر في الرقبة من دون فتح الجمجمة. كل ذلك من خلال عملية بسيطة في حدود الساعة. يقوم الجهاز بإرسال نبضات لطيفة إلى العصب الحائر في الرقبة والذي بدوره يقوم بإيصال تلك النبضات إلى جذع الدماغ، وبالتالي يساعد في إعاقة الاضطرابات الكهربائية المسببة لنوبات الصرع. أثبتت الدراسات العلمية ارتفاع نسبة الفائدة من العلاج حين استخدامه في سن مبكر (قبل عمر 18 سنة)، كما بينت أن الذين تخلصوا تماما من النوبات مع وجود العلاج الدوائي 15% وأن 50% من المرضى سيطروا على 90% من نوباتهم. الهدف من العلاج بتحفيز العصب الحائر هو تخفيف النوبات للمرضى الذين يعانون من الصرع المستعصي للعلاج الدوائي، فما هو إلا علاج آخر لكن غير كيميائي. التخفيف من شدة المرض قد لا يكون شفاء تماما إلا أنه بالنسبة إلى الكثير عبارة عن تحسين نوعية الحياة من خلال تخفيف تواتر النوبات وتقليل حدتها وبالتالي تخفيض زيارات المستشفيات مما يؤدي إلى تحسن المزاج وازدياد الوعي وثبات الذاكرة، كل ذلك له انعكاسات إيجابية للمريض على عدة محاور. اليوم أكثر من 50 ألف شخص حول العالم ممن يعانون من الصرع المقاوم للعلاج تلقوا علاج حث العصب الحائر. لمزيد من المعلومات يرجى زيارة موقع مركز معلومات ومساندة الصرع على الإنترنت: www.epilepsyinarabic.com ٭ قسم العلوم العصبية