في نهاية الثمانينات وجل التسعينات كان المنتخب السعودي يعلن بأنه الرقم الصعب في الخارطة الآسيوية والبعبع المخيف في كأس العالم 94، ينذر ويدق أجراس الخطر حتى لمن يتقدم عليه في بداية المباراة ويبرهن أنه الكعب العالي في أكبر القارات الذي تأهل فيه مرات عدة لكأس العالم، وبعد نهاية التسعينات بدأ الخوف من تراجع مستوى بطل القارة الصفراء إلى أن أصبح حالياً عاجزاً عن التأهل والظفر ببطولة الخليج! المشكلة التي يعاني منها المنتخب لاتبدو واضحة للجميع ولكن لو أمعنا النظر والتمحيص لوجدنا هناك ثغرة خميس العويران الذي كان الرابط القوي بين الدفاع والوسط، فبعد رحيله عن الكرة أصبح الأخضر يعاني من جرح غائر في جسده وأصبح التأهل صعباً والفراغات واضحة إلى أن أتى لاعب يشبه ب خميس العويران في خانته ولكنه رحل سريعاً عن منطقته وبات كثير الغياب في أنديته التي انتقل إليها هو خالد عزيز الذي ما إن انضبط إلا وأصبح الرابط المتين للخطوط الخضراء وأكبر دليل على ذلك «خليجي عمان» الذي كان في تلك المنطقة مجاوراً لشبيه ماطر أحمد عطيف إذ أن المنتخب لم يلج مرماه أي هدف وأصبحت شباكه عذراء طوال البطولة حتى خرج بركلات الترجيح، والدليل الآخر كأس آسيا مع البرازيلي انجوس. وبعد بطولة «خليجي عمان» ترك خالد عزيز بصمته لمن يأتي بعده وأصبح مكانه شاغراً في المنتخب وبدأ بالتغيب في معقل «الزعيم» وعدم الإنضباط إلى أن رحل منه. «محور الارتكاز» هي المنطقة المهمة لكل فريق وكل منتخب وهو العمود الفقري الذي يربط الفريق، ففي ريال مدريد كان هناك لاعباً في منطقة «محور الإرتكاز» بعد رحيله تدهور حال النادي هو اللاعب ميكاللي وهناك في المقابل برشلونة ومنتخب اسبانيا بطل كأس العالم الأخير يتواجد تشافي الذي أصبح العلامة الفارقة في منتخبه وناديه. لعل تلك المشكلة لاتتضح لدى الغالبية ولكن في أنديتنا الشواهد كثيرة ففي «الزعيم» تواجد بعد العويران وعزيز الروماني رادوي وبعد رحيله أصبح هناك خللاً في صفوفه أعاقه عن تصدر الدوري حتى الجولات الأخيرة وفي الإتحاد تواجد العويران بعد الانتقال من الهلال إلى تواجد الأجانب كان آخرهم العماني العام السابق أحمد حديد وتبقى وحيداً سعود كريري لوحده لايصنع شيئاً إذ أنه هذا العام يعاني كثيراً والليث الشبابي بعد انتقال يوسف الموينع أتى ب12 محور لحجم المعاناة .. إلخ. انها المعضلة التي لاطالما سيعاني منها المنتخب على الرغم من تغيير المدربين ودفع الملايين لهم وتغيير عدد كبير من اللاعبين فأصبح ضحيتها جمهوراً متعطشاً لمنتخب كان يطربه في المستطيل الأخضر ويمتعه بلاعبين أدوا نشيداً يصدح في سماء دول العالم افتخاراً برفع شعار الوطن . ومضه اشتقنا ل أخضر القارة الصفراء.