تعلَّق السعوديون مبكراً بالسيارات من زمن (اللوري) والبدايات الأولى لتواجدها في البلاد في ستينيات القرن الماضي ، وقد أثمر هذا التعلق عن تأسيس أحد أكبر أسواق السيارات في المنطقة، وأحد أهم الأسواق بالنسبة لصانعي السيارات في العالم ، وبالرغم من ضبابية الأرقام التي تتحدث عن حجم سوق السيارات في المملكة ، إلا أن مؤشرات كثيرة تؤكد قوة وضخامة السوق السعودي ، وفي الوقت الذي يزدحم فيه قطاع السيارات تجارياً بوكالات السيارات التي تسوق لمختلف العلامات في مجال السيارات العالمية الأمريكية واليابانية والكورية ، والأوروبية ، إلا أن سوق السيارات المستعملة يبقى هو الآخر رقماً يصعب الاستهانة به ، فالتقارير تشير إلى ان حجم هذا السوق يبلغ ما يقارب 500 ألف سيارة سنويا . ومع هذا الكم الهائل من هذه السيارات كان لزاما علينا أن نسأل كيف يشتري السعوديون سياراتهم المستعملة؟ وما هي المحاذير التي تجعلهم يتوجسون خيفة من سيارة بعينها ؟ وما هي أبرز ملامح ثقافة الشراء في مجال المستعمل من السيارات؟ تبدو الإجابة على هذه التساؤلات ممكنة في ظل فهم واقع هذا السوق ومن يسيطرون عليه ، ففي سوق السيارات المستعملة والذي يديره ويسيطر عليه من يسمون "بالشريطية" ، نشأت ثقافة خاصة ترهب وترغب المتسوقين في السيارات بشكل غريب ، فقد رسخ الشريطية في أذهان المواطنين جملة قادرة على الخسف بسعر المركبة في الحضيض إن نطقوها.. تلك العبارة هي ( فيها سمكرة) ، فكم من مركبة بحالة جيدة في محركاتها وديكوراتها الداخلية ، ولم تقطع سوى كيلومترات قليلة قد انقصت سمكرة أحد أبوابها نسبة كبيرة من قيمتها السوقية الحقيقية. أحمد الزهراني احمد الزهراني مدير العلاقات العامة والإعلام بالشركة الوطنية العمومية للسيارات (نات) انتقد تلك الثقافة ، وأكد أنها نشأت في ظل ما يمارسه السماسرة من سياسة كسر العظم التي يهدفون من خلالها إلى التقليل من قيمة السيارة ، وبالتالي الظفر ببيعة ذهبية يكسبون من خلالها آلاف الريالات ، وشدد الزهراني على أن السمكرة ليست عيباً حقيقياً في السيارة ، وأكد أن نظافة محرك السيارة وطريقة استخدامها لدى مالكها القديم ، وعدد الكيلومترات التي قطعتها ، ومدى ما قدم لها من صيانة دورية هي من يحدد إمكانية اقتنائها وسعرها ، ويضيف الزهراني إن التقنية اليوم قد تطورت كثيراً في مسألة معالجة الصدمات التي قد تلحق بهيكل السيارة ، فكثير من شركات السيارات تعيد دهان السيارة كما كان أول مرة دون فارق يذكر ، وأكد أن عملية السمكرة لم تعد عيباً كبيراً يصل إلى حد التشويه كما كان في السابق..وشدد على أن السيارات المستعملة في أمريكا وأوروبا وكثير من دول العالم ينظر إلى قيمتها على أساس اعتبارات حول مدى سلامة محركاتها، ونظافتها ، ورونقها ، والمسافات التي قطعتها ، فيما لا تثير مسألة إعادة دهان جزء منها الريبة كما هو لدينا. جهاز لكشف السمكرة