دعوة الى الابتهاج، دعوة الى الفرح والاحتفاء بما رسمه أبطال اليد ورجاله في جدة من تنظيم مميز لبطولة آسيا وعطاء كبير وبذل لا حدود له وتعب توجوه بمعانقة الفرح الذي نادرا ما نعيشه في الآونة الأخيرة الا مع الفروسية والقوى والرماية والكاراتيه بعيدا عن بقية الاتحادات المتعثرة، دعوة الى تحية من صنع الإنجاز الكبير وجعلوا الفرح لا ينحصر فقط بين المحافظات والمناطق السعودية انما شق سهمه الى ان اصاب الهدف ووصل الى مونديال اسبانيا 2013 من اصعب الطرق، ووسط صراعات وتجاذبات يعيشها الوسط الرياضي الذي كل ما ظننا انه خرج من «جلباب الكرة» نجده يعود لها فيرتمي في عباءة الاخفاق والانقسامات فتغيب المتعة والاستمتاع بالمنافسة. نعرف ان هناك من يستغرب هذه الاحتفائية لاعتبارات ربما لأن «الاخضر» وصل الى كأس العالم خمس مرات، وان شعبية اللعبة لا تقارن بجماهيرية كرة القدم، فضلا عن الانشغال بقضايا يراها «طيور الفضاء» و»متعصبو الاندية» أهم من ان يصل منتخب بلد الى اكبر البطولات العالمية، ومع هذا نقول ان ما يرسمه اتحاد اليد بهدوء ووسط امكانات متواضعة ودعم ذاتي من رئيسه المحنك عبدالرحمن الحلافي وحماس وكفاءة من الثنائي تركي الخليوي ومحمد المنيع ليسفر عن انجاز عالمي لهو جدير بالاحترام والتقدير في ظل لهفة الشارع الرياضي الى منجز جدير بالبهجة والسرور لفترة طويلة والاطمئنان ان الكوادر الادارية المؤهلة متى ما منحت الفرصة وطرحت بها الثقة قادرة على ان تشق طريق النجاحات مهما كانت العراقيل والمنغصات. ربما هناك من سينشغل بتشكيلة ريكارد الجديدة، ولماذا تجاهل لاعباً وضم آخر؟ دون المرور على التأهل العالمي واعطائه حقه من التقدير والاشادة بصانعيه، والعزاء ان الرياضيين الحقيقيين والمحبين والمولعين بانتصارات الوطن هم من يرى هذا الانجاز من زوايا عدة، زاوية الحنكة من اتحاد اللعبة والاخلاص من اللاعبين، ونافذة ذلك العمل الجبار الذي لايمكن ان يكون له نتائج لولا ان الحلافي كان الرجل المناسب في المكان المناسب، يعرف كيف يجنب اتحاده عثرات الاتحادات الاخرى، ينتقي الكوادر ويختار من يعمل معه بعناية ولقدرتهم لا للعلاقة فيخرج للجميع عمل بخلطة احترافية، لا تعتمد على (تخطيط اللحظة) انما بناء خطة وخطط ترتقي باللعبة الى التواجد بالمنافسة والبقاء في القمة دائما. كم كان بودنا ان تطبق (الاتحادات المتعثرة) وصفة الحلافي واحترافية الخليوي وعمل المنيع وروح بقية الطاقم وسياسة اتحاد الفروسية والقوى والرماية والكاراتيه لو لمرة واحدة، حتما لن تخسر ما لم يكن النجاح حليفها والانتصار شعارها، ويكفي ان الحلافي ورجاله قادوا اللعبة مجددا الى مجد جديد انعش الكثير وفرض عليهم احترام الاتحاد السعودي لليد والادوار التي يقوم بها لا من اجل تحقيق انتصار مؤقت انما لمكاسب عدة لا تتوقف على نصر عابر ونتيجة وقتية ولكنها ترتقي الى التعزيز باستمرار من تألق اللعبة في الاندية والمنتخبات وتوسيع رقعة المنافسة ودائرة التميز الى الوصول الى مناصب مهمة على الصعيد القاري ابرزها واهمها ترشيح الحلافي لنائب رئيس الاتحاد الاسيوي، وهذا يعني ثقة الاتحادات القارية بمثل هذه الكوادر التي تضيف للمنصب بعدا قبل ان يضيف لها الحضور، وقبل ذلك تأهل النادي الطموح مضر الى كأس العالم بعدما فاز بكأس اسيا، انها الارادة والعزيمة وحب العمل وكره الركون الى (التكلس) وادارة الامور بروتين مستمر، فهنيئا للرياضة السعودية بهذا الاتحاد الشاب المدعم بالخبرة والطموح والقدرة على فرض حضوره في اي مناسبة بنجاح كبير.