تمكنت سيدة سعودية من انقاذ حياة ابنتها"18عاماً" المصابة بفشل كلوي بعد ان تبرعت الام للابنة بكلية نجحت عملية زراعتها في مستشفى الملك عبدالعزيز في الحرس الوطني في الأحساء. المدير الإقليمي التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني في القطاع الشرقي الدكتور أحمد بن عبدالرحمن العرفج قال:إن الفريق الطبي المعالج اكتشف الفشل الكلوي المزمن حين كان عمرها 12 سنة، وسبب إصابتها بهذا المرض، هو التهاب يعرف بالكبب الكلوية، وتمت متابعتها طبياً لمدة سنتين، واكتشاف المرض جاء في مرحلة متأخرة حيث أصبحت الكليتان ضامرتين، وتمت متابعتها بالعلاجات العادية إلى أن وصلت إلى مرحلة متقدمة". وأكد استشاري أمراض الكلى في مستشفى الملك عبد العزيز ورئيس الفريق الطبي المعالج الدكتور البدري إبراهيم عبدالقادر أن "المريضة أعطيت خياران إما الغسيل الدموي أو البروتيني إلا أنها فضلت الأخير، ووجدت تشجيعاً من الفريق الطبي، لأنه قرار يسمح لها بممارسة حياتها الطبيعية حيث إنها استطاعت أن ترجع إلى مقاعد الدراسة". وقال "بقيت على الغسيل لمدة ثلاث سنوات بانتظام ولم يحصل لها أي مضاعفات، وكانت أسرتها مهتمة جداً وداعمة لعمل الفريق الطبي، وفي أثناء مرحلة الغسيل تقدم الأب برغبته في التبرع بكليته، إلا أن اختلاف الفصيلة حال دون ذلك، إلا أن الأم بادرت بالتبرع بكليتها لمطابقة فصيلتها مع ابنتها". عمل الفريق الطبي على إنهاء إجراءات ما قبل عملية الزراعة وأكملت وأرسلت إلى الرياض، وتمت عملية الزراعة بنجاح ولها الآن عامان في المتابعة ما يؤكد نجاح العملية وعدم وجود مضاعفات للكلية المزروعة، والأم تتمتع بصحة جيدة وهي تنتظر الآن مولودها الجديد. وقال الدكتور البدري "هذه العملية تزيل مخاوف الكثيرين من التبرع بالكلى، وتؤكد إنسانية وفاعلية مثل هذا النوع من العمليات، ونحن كأطباء لا نرى أي ضرر على المتبرع أبداً، إذا ما اجتاز الفحوصات والتحاليل الكاملة"، مضيفاً "هذه حالة من حالات عدة ومعظمها ينتظر المتبرعين، إلا أن الفكرة السائدة في المجتمع تحذر من الإقدام على هذه الخطوة، وهي فكرة غير صحيحة". من جهتها قالت المريضة عبير "لم أكن أتوقع أن تكون الأمور بهذه السهولة على الإطلاق، فقد كان الغسيل الكلوي متعباً جداً ومؤلماً، إلا أنني الآن أشعر بسعادة كبيرة لكوني أمارس حياتي الطبيعية، واستطعت أن انتظم في الدراسة بعد أن كان المرض يحول دون تحقيق ذلك"، وأشادت "بالفريق الطبي المعالج الذي كان سنداً وعوناً لي ولن أنسى أسرتي وعلى رأسهم والدي وأمي اللذين تسابقا ليمنحاني جزءاً منهما".