مع بواكير تطبيق الاحتراف في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي برزت أسماء للاعبين كانوا يومها يملؤون الأسماع، ويخطفون الأبصار، ويسرقون الأفئدة، ولذلك ظلت عدسات المصورين لا ترمش لها عين بوجودهم، وأقلام الصحفيين لا تفتأ تسجل سكناتهم قبل حركاتهم، حتى إذا ما أعلنوا مغادرة المستطيل الأخضر راغبين أو مرغمين، أغمضت الكاميرات عيونها، وجففت الأقلام حبرها، فباتوا نسياً منسياً، حتى لكأنهم ما ركضوا في ملعب، ولا زّخت أجسادهم بقطرة عرق، وما سجل لهم التاريخ لحظة أنهم كانوا هنا، وهو الجحود بعينه، والنكران بكل معانيه. و"دنيا الرياضة" إذ تستشعر المسؤولية تجاه هؤلاء اللاعبين تأخذ على عاتقها إعادتهم إلى دائرة الضوء في هذه الزاوية، لتعبر من خلالها عن الوفاء لما قدموه، وضيفها اليوم لاعب فريق الهلال والتعاون سابقاً سليمان الرشودي. * حدثنا عن أوضاعك الحالية؟ - بعد أن تركت الهلال عملت في مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله للإعمال الإنسانية لمدة ثمان سنوات، وبعدها انتقلت لمنطقة القصيم مسقط رأسي وعملت في بنك الجزيرة مديرا للفرع في مدينة بريدة حتى الآن. * ماذا عن حياتك الأسرية الحالية ؟ - لدي أربع أطفال ولدان محمد وفيصل وبنتان نورا ونوف ومستقر في القصيم. * أذكر لنا أبرز اهتمامتك غير الكرة؟ - مهتم بمستجدات الحياة عامة. * هل عرض عليك العمل في الأجهزة الفنية أو الإدارية بعد ترك الهلال؟ - قبل ثلاث سنوات عرض علي العمل في التحليل الرياضي لدى إحدى القنوات الرياضية، إلا إنني رفضت ذلك، لانتقال عملي للقصيم والجميع يعرف أن دوام البنك يأخذ معظم ساعات اليوم، الأمر الذي جعلني أرفض ذلك خصوصا أن العمل في القنوات الفضائية يتطلب التنقل بين مدن المملكة، أما العمل الفني أو الإداري فلا أجد نفسي فيه، وفي المقابل عضوية مجلس الإدارة يبدو انها هي الأنسب ولكنها تحتاج لتقديم الأفكار خدمة للنادي سواء كنت قريباً من أو بعيد عن النادي. كل مستجدات الحياة تأسرني وأعلى مكافأة تسلمتها 95 ألف عند تحقيق كأس العالم * وما هي أسباب اختفائك عن الوسط الإعلامي؟ - انشغلت في العمل ولعدم رغبتي في الظهور لمجرد أن أظهر؛ لذلك كان ابتعادي طبيعيا، وقد أعود في يوم من الأيام للإعلام وحينها لن أسمح لنفسي إلا أن أكون مقنعاً للمشاهد. * أين أنت من مواقع التواصل الاجتماعي؟ - أنا بعيدا كل البعد عن "تويتر" و"الفيس بوك"، ولكنني كثيرا ما أتصفح المواقع الالكترونية. * مواقع الأندية الالكترونية هل تراها إيجابية أم سلبية؟ - هي سلاح ذو حدين، إذا كانت تسير وفق ما خلقت من أجله من حيث النقد البناء فهي إيجابية أما إذا كانت مرتعاً لخفافيش الظلام فتأكد أنها سلبية وممقوتة من العقلاء. الرشودي وابناؤه محمد يمين وفيصل يسار * متى تركت الهلال وما هي أسباب ذلك؟ - تركت الهلال في موسم 1420ه وكان أبرز الأسباب الإصابات إلى جانب أن الهلال فريق قوي في تلك الفترة ولم أكن قادرا على خدمته كما يجب بسبب الاصابات المتلاحقة كما أن البديل المنافس موجود ولم تكن أسرتي مرتاحة لوضعي الاحترافي خصوصا مع رغبة من الهلال بعد إصابتي بتحويلي للاعب هاو وهو أمر لم يناسبني. * وهل ترغب الانضمام لناديك السابق التعاون؟ - اعتذرت سابقا لارتباطي ولعدم قدرتي وقتها على خدمة النادي بشكل جيد، لأنني في العمل وفي أي مكان يجب أن أقدم كل ما لدي، ولذا رفضت الفكرة لهذا السبب. * ما الفرق بين أضواء اللعب وتركها؟ - الشهرة جيدة وتضيف أموا رائعة، ولكن البعد عن الاضواء يكون مريحاً في التنقل. * هل هناك صداقات تبخرت بمجرد هجرك للرياضة؟ - كثيرة تلك الحالات التي مرت علي بالطريقة التي تتحدث عنها، ولعل من هم كذلك لم تربطني بهم سوى الرياضة لذا من الطبيعي ان تتبخر. * مصالحك العامة كانت تسير دون توقف بسبب شهرتك فكيف هي الآن؟ - الحمد لله تسير كما كانت والسبب يعود لتواضع الانسان ودماثة خلقه وتعامله الجيد مع الناس من قبل، فليس من الصحيح أن أموري كانت تسير لمجرد شهرتي. * وكيف كانت الفترة الزمنية التي لعبت فيه؟ - فترة الهلال كانت مابين 1413ه إلى 1420ه واستفدت منها مالياً واكتسبت خبرات تدريبية مميزة وفوق هذا تحقيق البطولات التي هي من أهم طموحات مزاولة اللعبة. * وهل وجدت سلبيات أثناء تواجدك؟ - أبداً لم أجد أي سلبية ولكن الإصابات كانت السبب في ابتعادي. *و ما هي أبرز البطولات التي حققتها مع الهلال؟ - كأس السوبر الآسيوي في كوريا الجنوبية بإشراف المدرب اوسكار وكذلك الدوري والكأس وفترة الإعداد مع المنتخب السعودي الأول لكأس العالم 1994م وتحقيق كأس العالم للناشئين 1989م في اسكتلندا. * بمناسبة كأس العالم للناشئين 89م، ماذا قدم لك؟ - كأس العالم هو الطفرة التي غيرت حياتي وهي نقلة كبيرة في مسيرتي الرياضية وتعريف لشخصي كما أنها اختصرت أشياء كثيرة في حياتي الكروية، كما أنني عايشت عدداً من نجوم الكرة السعودية كان آخرهم الأسطورة محمد الدعيع كآخر جيل العمالقة. * وهل ندمت على انتقالك في ذلك الوقت للهلال؟ - أبداً .. لم أندم على الإطلاق، ولكن الإصابات حرمتني من تقديم الشيء الكثير للهلال وتمنيت أن أوفق لتقديم المزيد ولكن أحياناً يصدم الإنسان بأمور خارجة عن إرادته ومنها الإصابة والحمد لله هذا ما قدر الله لي. * ومن هم أبرز من زاملت في الهلال؟ - نجوم الهلال الذين زاملتهم كثر أبرزهم يوسف الثنيان وسامي الجابر وخالد التيماوي وعبدالله الدعيع وفيصل ابواثنين ومنصور الموينع، أما نجوم المنتخب فكان هناك ماجد عبدالله واحمد جميل وخالد مسعد. الرشودي مع منتخب الناشئين ويبدو الثاني يسار جلوسا * ومن هو المدرب الذي أثر في حياتك الكروية؟ - البرازيلي أوسكار في الهلال والبرازيلي موريس في المنتخب إلى جانب مدرب منتخب الناشئين ايفو. * ومن هم الرؤساء الذين تعاملت معهم؟ - الأمير عبدالله بن سعد"رحمه الله" الذي حضرت في وقته والأمير خالد بن محمد والأمير خالد بن طلال والأمير بندر بن محمد. * هل لازالت تتابع المنافسات المحلية إلى الآن؟ - نعم وأتحمس جداً بل وأتعصب لفريقي الهلال والتعاون وتجدني أتابع كل مبارياتهم إلى جانب المنافسات الأخرى. * وكيف ترى مستوى الكرة السعودية الآن؟ - مستوى الكرة السعودية منخفض كما أن الاحتراف لم يكن مناسبا لبعض اللاعبين الذين لم يتعاملوا معه بالصورة الإيجابية لدرجة انك تجد بعض اللاعبين يحضر للتدريب وهو لم ينم "مواصل من الليل" لأن المال بات دخلاً جيداً للاعبين وبأرقام هائلة ولكن بعضهم لم يحسن التصرف فيه ولذلك أرى أن الاحتراف أضر بالبعض ولم يفيده. الرشودي بشعار الهلال * وهل تهتم بأدق التفاصيل عن الأحداث التي تصاحب مسابقاتنا؟ - لا .. كونها لا تهمني ولن تقدم أو تصلح حال الكرة. * إذا كيف ترى الاحتراف اليوم؟ - اليوم نشاهد عقوداً بالملايين للاعبين عاديين، فلو وجد لاعبين بمستويات صالح النعيمة وماجد عبدالله ويوسف الثنيان فكيف تتوقع عقودهم في الزمن الحالي أظنها ستكون أرقاماً فلكية. * وهل تتمنى لو كنت من لاعبي الوقت الحالي للاستفادة من تلك الطفرة المالية؟ - بالتأكيد .. ومن يرفض الطفرة فالدنيا فرص. *و لو قدر الله وحصلت على تلك الملايين؛ فماذا ستعمل بها؟ - سأقتحم مجال التجارة بشتى أنواعها. * كم كانت أكثر مكافأة حصلت عليها أثناء مزاولتك للكرة؟ - مكافأة كأس العالم بواقع 95 ألف ريال عام 89م، وهي مقدمة من تبرعات مجموعة من رجال الأعمال بالمملكة. * في رأيك ما الذي نحتاجه لتطوير الاحتراف؟ - نحتاج للتوعية الحقيقية وزرع مفاهيم الاحتراف داخل عقول النشء والتركيز على التدريبات الصباحية والتثقيف بالإضافة لتأمين الجانب الطبي والوظيفي بعد اعتزال اللاعب للكرة أو حتى تعرضه لأية عائق عن مزاولتها.