أيام الابتدائي علمونا أن للإنسان خمس حواس فقط (السمع، والبصر، والشم، والذوق، واللمس)، وهذه الحواس هي المسؤولة عن إدراكنا للعالم الخارجي وفهمنا لما يجري حولنا.. ورغم أن البعض يطلق على الظواهر النفسية الخارقة لقب «الحاسة السادسة» لكن الحقيقة هي أن الحاسة السادسة تتعلق بقدرتنا على (التوازن) وإحساسنا بحركات الجسم المختلفة. ففي الأذن البشرية توجد ثلاث قنوات (أفقية وعمودية وجانبية) مليئة بسائل يوضح للدماغ حركة ووضع الجسم وبدون هذه الحاسة لا يمكن للإنسان الوقوف منتصباً أو الحفاظ على توازنه لمسافة طويلة! .. وبعد الحاسة السادسة تأتي مجموعة كبيرة من الحواس النفسية الخارقة كالتخاطر والبصيرة والحلم بالمستقبل والإحساس بقرب المخاطر ورؤية الأماكن البعيدة (أثناء النوم أو التنويم المغناطيسي).. ورغم صعوبة إثبات هذه الحواس إلا أن نسبة تكرارها لدى الناس (وأنت منهم) تجعل من الصعب إنكار وجودها نهائياً!! أما بعد ذلك فيبدو الوضع مربكاً ومثيراً للدهشة.. فكلما تعمق العلماء في دراسة الجسم البشري أكثر اكتشفوا المزيد من الحواس الأخرى. فهناك مثلاً شعورنا بالألم والضغط الجوي ودرجة الحرارة وتقلبات الطقس.. .. أيضاً اتضح أن معظم الحواس المعروفة تتضمن حواساً ثانوية أو مشتركة، فعملية الإبصار مثلاً كان ينظر إليها كحاسة واحدة ثم اتضح أنها مركبة من أربع حواس فرعية - تتضمن التركيز على الهدف، والرؤية الجانبية، وإدراك المنظر العام، والرؤية المرتبطة بالحالة الذهنية - (وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون).. كما اتضح أن حاسة اللمس تتفرع إلى أربعة أقسام رئيسية، الأولى حالة اللمس الناعم (مثل شعورك بملمس الحرير) واللمس الفيزيائي (كبرودة الماء) واللمس العميق (كالشعور بضغط المساج) وأخيراً الإحساس بتغيرات الطقس حولك.. أما حاسة السمع فصدق أو لا تصدق تتضمن الإحساس بوجود أصوات فوق أو تحت صوتية (قد لا تسمعها فعلاً) ولكنك تشعر بوجودها - الأمر الذي يفسر شعور البعض بأنه مراقب أو مطارد من قبل شخص يسير خلفه.. أما حاسة الشم فتتضمن قدرتين أساسيتين، الأولى الإحساس بأكثر من 2000 عنصر كيميائي ثابت، والأخرى التقييم السريع لأي تمازج محتمل بين هذه العناصر يخلق رائحة غير معروفة من قبل!! أما حاسة التوازن (الحاسة السادسة) فاتضح أنها لا تتعلق بالأذنين فقط.. فالعينان ومجسات القدمين وكل عضلة في الجسم ترسل تقريراً سريعاً للدماغ يوضح موقفها بالنسبة لاستواء الأرض تحتها.. كما تتضمن حاسة التوازن نسبة شد العضلات في كل عضو والموقع المفترض لوضع القدم (كي لا تشعر بالسقوط كما يحدث حين تفاجأ بوجود درجة ما). .. وهناك أيضاً مجموعة كبيرة من (الحواس الداخلية) التي تجعلنا على اتصال دائم بما يحدث داخل أجسامنا. فهناك مثلاً الشعور بامتلاء المعدة، وضغط البلازما (المسؤول عن شعورنا بالعطش)، وضغط الدم، وحرارتنا الداخلية، وانتفاخ الرئتين، وامتلاء الامعاء، ونسبة الأوكسجين في الدم.. كل هذه الحواس تثبت خطأ الفكرة القديمة بوجود خمس حواس فقط - وتوضح كم أصبحنا على مسافة شاسعة من كتب التعليم الابتدائي (!!). ٭ وكي أسهل عليك الأمر اسمح لي باختصار الموضوع على النحو التالي: - هناك (10) حواس أساسية مؤكدة يعترف بوجودها.. مثل السمع والبصر والتوازن.. - وهناك (21) حاسة فرعية أو حديثة بدأت تحظى بقبول واسع.. كالإحساس بشد العضلات وتقلبات الضغط الجوي.. - وأخيراً هناك (35) حاسة خارقة أو غير مؤكدة - ما زالت محل جدل - كالتخاطر والبصيرة والشعور بقرب الخطر!! .. (وبهذا يصبح المجموع 66). [email protected]