أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه محذرا من أكل حقوق الناس والتعالي عليهم ومطالباً بالتواضع والاهتمام بالاخرين وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام بأن كل البشر يسعون الى الحياة السعيدة ويسخرون كل إمكاناتهم وطاقاتهم لتجنب أسباب العذاب فإذا تحقق لهم خير حافظوا عليه بكل الوسائل. مشيراً فضيلته الى أنه كم من أمة كانت امنة مطمأنة تجبى إليها ثمرات كل شيء ويأتيها رزقها من كل مكان فلم يخفق قلب من خوف ولم تتضور نفس من جوع فانقلبت احوالها بطرفة عين فإذا بالنعمة تزول وإذا بالعافية تتحول وإذا بالنقمة تحل وكم حكى الزمان عن دول وأفراد وجماعات أتت عليهم عقوبات تستأصل شأنهم وتمحو أثرهم ولا ينفع معها سلاح ولا تغني عنها قوة. ولا ملجأ من ربنا ولا منجا منه إلا إليه هو القادر والعزيز العظيم. وبين امام وخطيب المسجد الحرام أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أنواع المصائب التي كان يخشى أن تنزل بأمته وحذرهم من أسباب نزولها فقال يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لن تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن مضت في اسلافهم الذين مضوا. ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا اخذوا بالسنين وشوهه الموت وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعضا مما في أيديهم. وما لم يحكم أمتهم بكتاب الله وبما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم واضاف فضيلته بأن المسؤولية في المجتمع على كل فرد فيه وجاء الأمر بالتقاء المصائب عامة موجهة لكل شخص كلٌ بحسب ذنبه. داعياً فضيلته اتقاء هذه المصائب العامة ولا يكون الا بتوقي اسبابها والظلم من أعظم الاسباب العامة فبسببه هلكت الأمم السابقة وبسببه تسقط الدول وتهلك القرى. وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام من ظلم العباد ومن حقوق العمال والضعفاء فضلاً عن المظالم العامة التي يطال ضررها الكثيرين. مشيراً الى أن من الظلم خذلان المظلوم والتخلي عن نصرته فإن ذلك مؤذن بالعقوبة داعياً فضيلته الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مشيراً الى أن المنكر اذا فشا في العباد ولم يغيروه فإن العقوبة تشملهم والعذاب يعمهم ومن أسباب العقوبات العامة الكفر بالنعم موضحاً أن الجوع والخوف شبح يرعب كل الأحياء وسبب يرعب كل المعايش مؤكداً أن النعم تثبت بشكرها وأن الله أعطى فأجزل وأنعم فتفضل ومن كُفر النعم الإسراف والتبذير والطغيان والتباهي بما يجلب سخط الله وغضبه وأيضا من أسباب العقوبات العامة الغفلة والإغراق بالعبث محذراً فضيلته من الترف والركون إلى الدنيا والتسابق فيها فإنه الداء الذي أهلك الأمم السابقة وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم منه. ومن أعظم العقوبات العامة انتشار الفواحش والزنى وأسباب الفسوق المؤدية لها. وطالب إمام وخطيب المسجد الحرام بالمحافظة على الأمن الذي نحن فيه محذراً من غضب الجبار واتقاء أسباب غضبه. مؤكداً أن السبب الذي ترجع اليه كل الأسباب العامة بعد الشرك بالله هي الذنوب والمعاصي فهي التي تزيل النعم وتحل النقم وتحدث في الأرض أنواع الفساد في المال والهواء والزروع والثمار والمساكن والارزاق والأمن والاستقرار.