الذين يموتون في بلادنا نتيجة الأخطاء الطبية كثير ربما مثل الذين يموتون موتا طبيعيا، أو حوادث السيارات، ولو تتبعنا الأسباب لوجدنا أنها نتيجة الجهل والغباء وقلة الخبرة، وتعيين أطباء وفنيين وممرضين يحملون شهادات مزورة، وقد توصلت إلى هذه النتيجة نتيجة لتجاربي الشخصية مع الأطباء، ونتيجة لمتابعتي لما تكتبه الصحف، وفي الأيام الأخيرة الماضية قرأت عن طفل مفصول الرأس قام الطبيب الذي أشرف على ولادته بربط الرأس بغرز ليخفي خطأه، وقرأت عن مريض أرادوا استئصال مرارته فثقبوا الإثنى عشر فحدث له نزيف داخلي وضيق تنفس فوضعته الممرضة أو الطبيب على جهاز تنفس صناعي معطل، ولم يتأكد الطبيب من صلاحية الجهاز قبل استعماله فدخل المريض في غيبوبة.. ولعل أغرب ما قرأته قيام ممرضة بحقن رجل في العضل فأصابت الإبرة عصبا فشلت الساق اليسرى، وحدثت لي تجربة شخصية مع طبيب أعصاب متعاقد إذ أصبت بمرض النقرس الذي أجبرني على لزوم السرير عدة أيام، ولم استطع بعدها أن أحرك أطرافي، فجاء الطبيب النطاسي وشخص المرض على أنه ضعف عضلات وراثي وأنني لن أقدر على الحركة بعد اليوم، ولك أن تتصور حالتي النفسية التي أنقذني منها الطبيب السعودي أحمد عطار ابن الأديب أحمد عبدالغفور عطار الذي قال إن الضعف مؤقت وسيزول مع العلاج الطبيعي، وهذا ما حدث.. فحذار من أدعياء الطب، وما أكثرهم.