تأسس مهرجان صندانس على يد الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد في العام 1985 ليكون منصة لإطلاق الأفلام الأمريكية المستقلة ذات الميزانيات الضعيفة التي لا تجد دعماً من الاستوديوهات الكبيرة، ومنذ ذلك الحين استطاع المهرجان أن يكون منبعاً سنوياً للأفلام ذات الروح الجمالية المتحررة التي تختلف عن الاتجاه الترفيهي السائد في هوليود، وهو يؤكد في دورته الحالية التي انطلقت في التاسع عشر من يناير الحالي أنه أهم مهرجان سينمائي أمريكي بأفلامه التي ينتقيها من الهامش ويبعثها للضوء لتحصد فيما بعد جوائز الأوسكار وتتغلب حتى على أفلام هوليود الضخمة. ويعرض المهرجان في دورته الحالية أكثر من 120 فيلماً طويلاً بين درامي ووثائقي من بينها 44 فيلماً لمخرجين يصنعون أفلامهم الأولى، وتتوزع هذه الأفلام على عدة أقسام يتكوّن منها المهرجان، منها قسما "مسابقة الأفلام الروائية الأمريكية والعالمية" ومثلهما مسابقتان للأفلام الوثائقية، إلى جانب قسم خاص بأفلام الرعب والإثارة للمخرجين الشباب، وقسم "نيكست" الذي يضم الأفلام ذات الميزانيات الضعيفة جداً، وقسم "نيو فرونتير" للأفلام التجريبية، وقسم "العروض الخاصة" الذي يعتبر أشهر أقسام المهرجان لأنه يحتوي أهم الأفلام الأمريكية المستقلة التي تحقق في نهاية السنة حضوراً متميزاً في موسم الجوائز. ويضم قسم "العروض الخاصة" ستة عشر فيلماً يلعب بطولتها نجوم مشهورون مثل روبرت دي نيرو وبروس ويليس، ومن أهمها الأفلام التالية: Red Lights من بطولة النجم الكبير روبرت دينيرو والنجمة الشابة إليزابيث أولسن، في قصة مثيرة تدور في فلك القوى النفسية الخارقة التي يحقق فيها فريق متخصص تقوده الباحثة مارغريت ماثيسن التي تلعب دورها الممثلة سيغورني ويفر. الفيلم من إخراج الإسباني الشاب رودريغو كورتيز الذي حقق شهرته قبل عامين بفيلمه المثير Buried عن جندي أمريكي محبوس داخل قبر في العراق. 2 Days in New York للممثلة والمخرجة الفرنسية جول ديلبي التي تلعب دور البطولة إلى جانب الممثل الأسمر كريس روك، في جزء ثانٍ للفيلم الرومانسي الذي قدمته ديلبي في العام 2007 بعنوان (يومان في باريس) والذي انتهى بارتباط الفتاة الفرنسية "ماريون" بصديقها الأمريكي، وتبدأ أحداث الجزء الجديد بانفصال الزوجين لتنتقل ماريون إلى نيويورك وهناك ترصد الكاميرا "يومين" من حياتها بكل ما فيها من حوارات شيقة تكشف التنوع الثقافي لأبطال الفيلم. يذكر أن جول ديلبي اشتهرت بالأفلام ذات الحوارات الطويلة التي تجري في مدى زمني قصير، حيث قامت عام 1995 ببطولة الفيلم الرومانسي Before Sunrise عن سائح أمريكي يلتقي بفتاة فرنسية في فيينا ويعيشان يوماً حالماً في العاصمة النمسوية، وقد أتبعته بجزء ثانٍ عام 2004 بعنوان Before Sunset تلتقي فيه بصديقها الأمريكي في باريس بعد لقائمها الأول قبل عشر سنوات. Liberal Arts تعيش الممثلة الشابة إليزابيث أولسن ذروة مجدها هذه الأيام بعد ظهورها المتألق في الفيلم المستقل Martha Marcy May Marlene، إلى جانب مشاركتها في الدورة الحالية لصندانس بفيلمين؛ أولهما Red Lights الذي سبقت الإشارة إليه أعلاه، والثاني فيلم Liberal Arts الذي تلعب فيه دور طالبة جامعية في كلية الفنون تدخل في حوارات عن الفن والأدب والموسيقى مع أكاديمي قديم يزور نفس الجامعة التي تخرج منها قبل سنوات. Lay the Favorite كوميديا مميزة من بطولة بروس ويليس وكاثرين زيتا جونز وإخراج البريطاني ستيفن فريرز مخرج الفيلم الشهير (الملكة-The Queen) الذي رشح لست جوائز أوسكار عام 2006. يؤدي بروس ويليس في الفيلم الجديد دور مقامر ومهندس مراهنات في لاس فيغاس يستعين بالفتاة الجديدة "بيث" في أعمال القمار ليدخل في صراع مع زوجته الغيورة "كاثرين زيتا جونز". Red Hook Summer فيلم جديد للمخرج الأسمر سبايك لي ويحكي فيه قصة مشبعة بالعاطفة والحنين بطلها فتى من بروكلين يقضي عطلة الصيف برفقة جدّه الذي يراه للمرة الأولى في حياته. Bachelorette تؤدي النجمة كريستين دونست في هذه الكوميديا دور امرأة يُطلب منها مع اثنتين من صديقاتها أن يكن إشبينات في زواج صديقة قديمة لهن كن يسخرن منها في الثانوية. الفيلم هو التجربة الإخراجية الأولى لمخرجته ليسلي هيدلاند بعد تجربة في كتابة السيناريو.