توافد الآلاف من جموع الشعب المصري منذ مساء أمس الثلاثاء على ميدان التحرير بقلب القاهرة غير عابئين بسقوط الأمطار، كي يشاركوا في احتفالات الذكرى الأولى للثورة المصرية التي أنهت ثلاث عقود من حكم الرئيس حسني مبارك وأجبرته على التنحي في الحادي عشر من فبراير 2011. وشهد ميدان عبدالمنعم رياض المتاخم لميدان التحرير توافد أعداد كبيرة من الحافلات والسيارات من الأقاليم أقلت آلاف المتظاهرين الذين انضموا للمتظاهرين في التحرير، واصطفت الحافلات بطول طريق كورنيش النيل أمام مبنى التلفزيون المصري وحتى ميدان عبدالمنعم رياض. كما اصطفت عشرات من سيارات الإسعاف حول ميدان التحرير وأمام مسجد عمر مكرم بالميدان من ناحية وبجوار ميدان عبدالمنعم رياض وكذلك أمام المدخل الجانبي للمتحف المصري تحسبا لوقوع طوارئ. وقد غابت قوات الأمن والجيش عن المشهد تماما فيما عدا، تكثيف قوات الأمن المركزي حول مبنى التلفزيون المصري لحمايته وقد حمل أفرادها حاملين العصي ودروع الحماية فحسب. أما ميدان التحرير نفسه فيشهد كعادته احتشاد الآلاف من مختلف الفصائل والتيارات، وأقامت جماعة الإخوان المسلمين منصة لها وكذلك الحركة السلفية ومنصة أخرى لنشطاء الثورة. وقد تولى شباب جماعة "الإخوان المسلمين" عملية تأمين الميدان من كل مداخله، حيث تقوم مجموعات منظمة بأعمال التدقيق في هويات المتوافدين على الميدان وتفتيشهم عند مدخل الميدان من شوارع طلعت حرب وباب اللوق ومدخل المتحف المصري وكوبري قصر النيل. وكان الدكتور محمد البلتاجي القيادي البارز في الإخوان وعضو مجلس الشعب الجديد أعلن الأحد الماضي أن الجماعة هي التي ستتولى عملية تامين الميدان وأن عناصرها سينتشرون في الميدان اعتبارا من أمس الثلاثاء، بالإضافة إلى المشاركة في المظاهر الاحتفالية. على صعيد آخر أصدر أكثر من ثمانين تيارا وتكتلا سياسيا بيانا من سبع مطالب لاستكمال أهداف الثورة، أهمها تسليم السلطة "فورا" للبرلمان المنتخب. وأكدت القوى المتضامنة الموقعة على البيان رفضها استمرار الحكم العسكري ، مطالبين نواب البرلمان بتحمل مسؤوليتهم والعمل فورا على " إعداد دستور جديد والقصاص من قتلة الثوار وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حرية الرأي وتطهير القضاء والإعلام" حسبما جاء في نص البيان. وأوضح البيان أن تلك المطالب جاءت نتيجة لما اعتبره "فشلا واضحا للمجلس العسكري بات جليا فى ظل مرور عام على الثورة لم يتحقق فيه هدف واحد من أهداف الثورة لا العيش ولا الكرامة ولا العدالة الاجتماعية، لافتا إلى أن تلك الأهداف قدم من أجلها شعب مصر العظيم الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين والجرحى". وقال البيان "ظهر جليا الفشل الذريع في إدارة البلاد اقتصاديا حتى تردت الأوضاع المعيشية وارتفعت الأسعار بصورة جنونية وهرب المستثمرون وانخفض الاحتياطي الأجنبي لأدنى مستوياته واكتمل فشل الأداء بفشل أمنى ثم فشل سياسي لدرجة تأجيج الصراع والفتنة في الشارع المصري".