بعد رحلة عبر القارات بدءاً من اللوفر في فرنسا ، مرورا ب"كاشيا" ببرشلونة ، وإنتهاء بالإرميتاج بروسيا ، تحط روائع آثار المملكة رحالها هذه المرة في متحف البيرغامون في برلين كمحطة رابعة ضمن الجهود التي تقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار للتعريف بالآثار الوطنية . ويأتي المعرض برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وعمدة مدينة برلين في 25 يناير 2012، على أن يتم افتتاحه أمام الجمهور في اليوم التالي، وتستمر فعالياته لثلاثة أشهر. هذا ويعد متحف البيرغامون في ألمانيا المحطة الرابعة لمعرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" الذي صدرت الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على انتقاله إلى عدد من العواصم الأوروبية والمدن الرئيسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث كان متحف اللوفر في باريس هو المحطة الأولى للمعرض، ثم انتقل إلى أسبانيا حيث استضافته مؤسسة لاكاشيا، ثم انتقل إلى متحف الإرميتاج في روسيا. و بعد نجاح المعرض في محطاته الثلاث السابقة، تتسابق المتاحف والمعارض العالمية في طلب استضافة المعرض وتحمل تكاليفه، مما يعكس الأهمية التاريخية والحضارية للمملكة، والقيمة الكبيرة للقطع الأثرية لهذا المعرض التي تعرض للمرة الأولى بهذا الحجم والتنوع خارج المملكة. وتأتي فكرة انتقال المعرض تنفيذاً لتوجيهات المقام السامي بشأن انتقاله بين عدد من المتاحف الشهيرة في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية وتأكيدا على مكانة المملكة التاريخية، و إسهاما في تعريف العالم بالبعد الحضاري للمملكة و ما تمثله الآثار السعودية من أهمية خاصة في اكتمال فهم حلقات التاريخ البشري، وتأصيلا لما تتبوؤه المملكة اليوم - في ظل اهتمام القيادة يحفظها الله- من مكانة في قيادة التواصل الإنساني. وجاء عرض المملكة لعدد كبير من قطعها الأثرية المتنوعة ذات القيمة الاستثنائية لأول مرة خارج أراضيها، امتدادا لحضور المملكة العالمي و ما تحتله من منزلة متقدمة على الصعيد الدولي من خلال مكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين ودورها الاقتصادي وتأثيرها في العلاقات الإنسانية انطلاقا من موقعها الجغرافي المميز الذي شكل محورا رئيسا في المجالات الثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسرا للتواصل الحضاري عبر العصور.