تواصل الهيئة العامة للسياحة والآثار استعداداتها لافتتاح معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في محطته الرابعة في مدينة برلين الألمانية. حيث يستضيف متحف البرقمن المعرض الذي سيتم خلاله عرض (400) قطعة أثرية، تغطي الفترة الممتدة من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر الدولة السعودية. وسيفتتح المعرض صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وعمدة مدينة برلين يوم 2 ربيع الأول 1433 ه، الموافق 25 يناير 2012، على أن يتم افتتاحه أمام الجمهور في اليوم التالي، وتستمر فعاليات المعرض لمدة ثلاثة أشهر. وكانت قطع المعرض قد وصلت مؤخراً إلى متحف البرقمن من متحف الأرميتاج في مدينة سانت بطرسبرج في روسيا، ويقوم متحف البرقمنفي برلين، والهيئة العامة للسياحة والآثار حالياً بتجهيز عرض القطع وتركيبها في صالة العرض في متحف البرقمن، وتحضير المطبوعات الخاصة بالمعرض والإعداد لحفل الافتتاح بالتنسيق مع المسؤولين في المتحف، وسفارة خادم الحرمين الشريفين في ألمانيا، حيث يتابع معالي سفير خادم الحرمين الشريفين التجهيزات الخاصة بافتتاح المعرض والفعاليات المصاحبة له بصفته رئيس اللجنة المشكلة لافتتاح المعرض من الجانب السعودي. وأوضح نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، أن متحف البرقمن في ألمانيا يعد المحطة الرابعة لمعرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي صدرت الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز على انتقاله إلى عدد من العواصم الأوروبية والمدن الرئيسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث كان متحف اللوفر في باريس هو المحطة الأولى للمعرض، ثم انتقل إلى إسبانيا حيث استضافته مؤسسة لاكاشيا، ثم انتقل إلى متحف الإرميتاج في روسيا. وأكد الغبان أن المتاحف والمعارض العالمية في هذه الدول هي التي تطلب استضافة المعرض وتحمل تكاليفه، مما يعكس الأهمية التاريخية والحضارية للمملكة، والقيمة الكبيرة للقطع الأثرية لهذا المعرض التي تعرض للمرة الأولى بهذا الحجم والتنوع خارج المملكة. ونوه الغبان بما يحظى به المعرض من اهتمام شخصي وكبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي يذلل كل العقبات ويتابع تفاصيل الإعداد للمعرض، ويخصص من وقته وجهده الكثير لدعم هذا المعرض الذي يعد حلقة في سلسلة النجاحات التي حققها سموه لإبراز قيمة الآثار السعودية محلياً وعالمياً، والبعد الحضاري المتميز للمملكة. وشدد على أهمية المعرض في التعريف بالبعد التاريخي والحضاري للمملكة وما تمتلكه من مخزون تراثي وما تقوم عليه من حضارات متعاقبة، مشيراً إلى أن قطع المعرض تم اختيارها بعناية لتعكس المشاركة الفاعلة لإنسان هذه الأرض عبر العصور في صنع التاريخ الإنساني، ودوره في الاقتصاد العالمي عبر العصور والتأثير في الحضارات انطلاقا من الموقع الجغرافي المميز للجزيرة العربية التي كانت محوراً رئيساً في مجال العلاقات السلمية والثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسراً للتواصل الحضاري بينهما. ويضم معرض روائع آثار المملكة عبر العصور في متحف البرقمن (400) قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، وعدداً من متاحف المملكة المختلفة، إضافة إلى قطع عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة. ويعتبر متحف البرقمن من أهم المتاحف العالمية، كما يعد من أثرى وأعرق المتاحف التي تضمها جزيرة المتاحف في مدينة برلين، وقد أُطلقت تسمية جزيرة المتاحف على الجزء الشمالي من جزيرة في نهر الشبري، في مدينة برلين. يذكر أن معرض روائع آثار الملكة العربية السعودية عبر العصور حقق نجاحاً كبيراً في محطاته الثلاث السابقة في متحف اللوفر بباريس، ومتحف لاكاشيا في برشلونة، ومتحف الإرميتاج في روسيا, وشهد إقبالاً كبيراً حيث زاره نحو مليون زائر، مما يعكس اهتمام العالم بآثار المملكة العربية السعودية، والتعرف على ما شهدته من حضارات وما تختزنه من آثار تشير إلى مشاركة إنسان الجزيرة العربية في تشكيل الحضارة الإنسانية.