يفتتح الأسبوع المقبل في متحف البيرغامون في برلين ، معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" وذلك في محطته الأوروبية الرابعة، حيث بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار استعدادتها لافتتاح المعرض بتجهيز عرض القطع وتركيبها في صالة العرض في المتحف الألماني، كما قامت الهيئة بتحضير المطبوعات الخاصة بالمعرض والإعداد لحفل الافتتاح بالتنسيق مع المسئولين في المتحف، وسفارة خادم الحرمين الشريفين في ألمانيا. ويتضمن المعرض (400) أثر ثقافي من بين الآثار وكنوز التاريخ التي تحظى بها المملكة، ويأتي عرض المملكة لعدد كبير من قطعها الأثرية المتنوعة ذات القيمة الاستثنائية لأول مرة خارج أراضيها، امتدادا لحضور المملكة العالمي و ما تحتله من منزلة متقدمة على الصعيد الدولي من خلال مكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين ودورها الاقتصادي وتأثيرها في العلاقات الإنسانية انطلاقا من موقعها الجغرافي المميز الذي شكل محورا رئيسا في المجالات الثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسرا للتواصل الحضاري عبر العصور. ويقوم كلا من صاحب السموالملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وعمدة مدينة برلين برعاية المعرض يوم الأربعاء المقبل 2 ربيع الأول 1433 ه، الموافق 25 يناير 2012، على أن يتم افتتاحه أمام الجمهور يوم الخميس التالي، وتستمر فعاليات المعرض لمدة ثلاثة أشهر. وهذه هي المحطة الرابعة لمعرض "روائع آثار المملكة عبر العصور" والذي صدرت الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز على انتقاله إلى عدد من العواصم الأوروبية والمدن الرئيسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث كان متحف اللوفر في باريس هو المحطة الأولى للمعرض، ثم استضافته مؤسسة لاكاشيا في أسبانيا، ثم انتقل إلى روسيا حيث استضافه متحف الإرميتاج. وبعد نجاح المعرض في محطاته الثلاث السابقة، تتسابق المتاحف والمعارض العالمية في طلب استضافة المعرض وتحمل تكاليفه، مما يعكس الأهمية التاريخية والحضارية للمملكة، والقيمة الكبيرة للقطع الأثرية لهذا المعرض التي تعرض للمرة الأولى بهذا الحجم والتنوع خارج المملكة، ويذكر أن معرض روائع آثار المملكة عبر العصور حقق نجاحاً كبيراً في المحطات السابقة، وشهد إقبالاً كبيراً بلغ نحو مليون زائر، مما يعكس اهتمام العالم بآثار المملكة العربية السعودية، والتعرف على ما شهدته من حضارات وما تختزنه من آثار تشير إلى مشاركة إنسان الجزيرة العربية في تشكيل الحضارة الإنسانية. ويحظى هذا المعرض باهتمام شخصي وكبير من رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي يتابع كل تفاصيل الإعداد والتنفيذ للمعرض من أجل إبراز قيمة الآثار السعودية محلياً وعالمياً، وتسليط الضوء على البعد الحضاري المتميز للمملكة لا سيما في عهد خادم الحرمين الشريفين ودوره في مجال الحورات العالمية بين الحضارات والثقافات، وتأتي تلبية انتقال المعرض بين متاحف العواصم العالمية تأكيدا على مكانة المملكة التاريخية، وإسهاما في تعريف العالم بالبعد الحضاري للمملكة وما تمثله الآثار السعودية من أهمية خاصة في اكتمال فهم حلقات التاريخ البشري، وتأصيلا لما تتبوؤه المملكة اليوم من مكانة في قيادة التواصل الإنساني ودور فعال في مسيرة الحوار العالمي. وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية الدكتور أسامة شبكشي، أن المعرض يبرز المكانة التاريخية للمملكة، ويسهم في التعريف ببعدها الحضاري والثقافي، مشيرا إلى تخصيص برنامجاً مكثفاً سيتم تنفيذه خلال فترة إقامة المعرض، وذلك لإبراز دور المملكة الحضاري والثقافي والإنساني، وإظهار الوجه الحقيقي الإنساني المتميز للمملكة، ودورها في الحوار البناء بين الشعوب والأمم، وهو ما ترك أثراً كبيراً من المعرفة والتقدير للمملكة وقادتها.