بدأ نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي باقري أمس مباحثاته في بكين حول النووي الإيراني بعد أن أنهى سلسلة من المحادثات مع المسؤولين الروس في خطوه اعتبرها المتتبعون للشأن الإيراني بأنها محاولة إيرانية لكسب دعم روسيا والصين قبل انعقاد الجولة الجديدة من المحادثات بين إيران ودول مجموعة "5+1" حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وسيجري باقري حسبما أعلنته وسائل إعلام إيرانية محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين حول آخر تطورات الملف النووي الإيراني والزيارة المرتقبة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران والمباحثات التي أجراها مع المسؤولين الروس. وكان نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أجرى يومي الأربعاء والخميس الماضيين محادثات مع المسؤولين الروس حول تعاون طهرانوموسكو للوصول إلى حل للملف النووي الإيراني في إطار المحادثات التي تجريها إيران مع دول مجموعة "5+1". وصرح باقري مساء الخميس بعد محاثات أجراها في موسكو بأنه تناول مع محاوريه الروس اقتراحا جديدا ليتم طرحه في الجولة المقبلة من المحادثات بين إيران ودول مجموعة "5+1" لحل الملف النووي الإيراني، وقال "لقد تقرر أن تقوم طهران بدراسة الاقتراح الروسي الجديد قبل أن نقوم بتقديم ردنا على المقترح لأصدقائنا الروس". من جهته حذر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الدول المجاورة لبلاده من وضع نفسها في "موقف خطير" بالانحياز بشدة للولايات المتحدة في النزاع المتصاعد بشأن النشاط النووي الإيراني. وهددت إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه ثلث الشحنات النفطية المنقولة بحرا إذا تسببت خطوات غربية لحظر صادرات النفط الخام الإيراني في شل قطاع الطاقة الحيوي فيها، الأمر الذي أثار مخاوف من الانزلاق إلى حرب أوسع نطاقا في منطقة الشرق الأوسط. وقال صالحي لقناة (ان.تي.في) التركية "أناشد كل دول المنطقة.. أرجوكم لا تدعوا أحدا يستدرجكم إلى وضع خطير". وأضاف أن الولاياتالمتحدة يجب أن تظهر جليا أنها مستعدة للتفاوض مع طهران دون شروط. وأشار صالحي إلى خطاب تقول إيران إنها تلقته من الرئيس الامريكي باراك أوباما بشأن الموقف في مضيق هرمز ولم يكشف عن محتواه. وقال صالحي "أرسل السيد أوباما خطابا إلى المسؤولين الإيرانيين لكن أمريكا عليها أن تظهر أن نواياها طيبة وأن تبدي استعدادها لإجراء محادثات دون شروط." وأضاف "يستعرضون عضلاتهم في العلن.. ومن وراء الكواليس يتوسلون إلينا لنجلس ونتحدث. أمريكا يجب أن تنتهج استراتيجية آمنة وصادقة حتى نوقن بأنها جادة ومستعدة هذه المرة". وتقول الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى إنها ليست مستعدة للحديث مع إيران إلا إذا وافقت على مناقشة وقف تخصيب اليورانيوم. ويقول مسؤولون غربيون إن إيران تطلب الدخول في محادثات "دون شروط" كي تعرقل المفاوضات لأنها ترفض التفاوض بشأن برنامجها النووي.