ان الماء الذي نحصل عليه في منازلنا من صنابير او حنفيات المياه مصدرها الاصلي اما من المياه السطحية مثل مياه الانهار والبرك والبحيرات والينابيع وغيرها التي يتم سحبها وتجميعها في خزانات واما من المياه الجوفية التي يتم استخراجها عن طريق الآبار ويفترض اغلب الناس انهم بمجرد ان يفتحوا الصنبور انهم سيحصلون فوراً على ماء نقي صالح للشرب في كل الاحوال، ولكن ما يحدث في الواقع قد لا يكون كذلك في اغلب الاحوال، حيث إن الماء يتعرض لشوائب وملوثات كثيرة مثل عناصر الرادون والفلوريد والزرنيخ والحديد والرصاص والنحاس وغيرها من المعادن الثقيلة التي توجد بصورة طبيعية والملوثات الأخرى مثل الاسمدة والمبيدات الحشرية ومبيدات الاعشاب والكيماويات الصناعية والاسبتوس والسيانيدات والتي قد تتغلغل داخل التربة حتى تصل الى مصادر المياه بالتربة او قد تصل الى ماء الصنبور عن طريق أنابيب المياه، كما توجد مواد أخرى تشمل الكلور والكربون والجير والفوسفات وكربونات الصوديوم وكبريتات الالمنيوم تضاف الى المياه في محطات مياه الشرب لقتل البكتيريا وتعديل الرقم الهيدروجيني والتخلص من العسارة، كما يمكن ان يحتوي الماء على ملوثات بيولوجية تتضمن الفيروسات والبكتيريا والطفيليات.. هذا وتركز الاهتمامات المنصبة على نوعية مياه الشرب على ثلاثة ملوثات بالتحديد هي الكلور والمبيدات الحشرية والبكتيريا والطفيليات فالكلور يضاف منذ زمن بعيد الى مياه الشرب لقتل البكتيريا الضارة ومع ذلك فمستويات الكلور في الماء في الوقت الراهن تعد عالية اكثر من اللازم وبعض نواتج الكلور لها تأثيرات مسرطنة، واما المبيدات الحشرية فإنها تكون ذات خطورة بنوع خاص في الاماكن التي يستخرج فيها مياه الشرب من مصادر جوفية وهذه المبيدات تسبب اوعلى الاقل تساعد على التسبب في حدوث السرطان وبالأخص سرطان الثدي، وربما كان السبب في ان بعض تلك المبيدات يشبه في مفعوله هورمون الاستروجين الأنثوي في الجسم أو ربما كان السبب ان تلك السموم تتراكم في الجسم في الأنسجة الدهنية ومنها أنسجة الثدي، وهذه المبيدات قد تبقى في التربة لسنوات طويلة تشكل أثناءها خطورة على صحة الانسان. واما البكتيريا والطفيليات في مياه الشرب فهي تشكل خطورة اليوم، كما كانت بالأمس وربما أكثر خاصة فيما يتعلق بطفيل يسمى كريبتوسبوريديوم الذي اصبح مصدر ازعاج وضرر في الولاياتالمتحدةالامريكية اليوم. ففي عام 1993 اضطر أهالي احدى المدن الكبرى لولاية ويسكونسين الى غلي ماء الصنبور بسبب وجود هذا الطفيل بما يتجاوز النسب المسموح بها. وقد حدثت ست حالات وفاة يعتقد انها بسبب هذا الطفيل. وفي مدينة نيويورك مرض عدد كبير من الناس بسبب نفس الطفيل رغم ان السلطات المحلية كانت تصر على ان ماء الصنبور نظيف وبريء من شبهة اولئك المرضى ممن يعانون تلك الحالات من نقص المناعة مثل الإيدز يمكن ان يكون طفيل الريبوسبوريريوم قاتلاً بالنسبة لهم وغاز الكلور المضاف الى الماء لا يكون فعالاً في القضاء على تلك الطفيليات.