التراث هو حوار الإنسان مع الطبيعة وهو يعني التجربة المتبادلة بين الإنسان ومحيطه كما أن للتراث مجالات عدة لعل من أهمها التراث الحضاري ذلك الذي يعني بيئة معايشة لعصور مضت، تعطي أسلوب حياة ومتطلباتها من أدوات المعيشة والحركة والتفكير، وهو ما يسمى بالتاريخ الاجتماعي، والتاريخ قد يعرف بفترة زمنية معينة . وعندما تأتي الطبيعة عاملا مهما ومؤثرا في الحركة الثقافية والتراثية،فهذا يعني أنها عملية تراثية تتجلى في صورة فعل ورد فعل، بين الإنسان والطبيعة، ويمكن ان نميز فيه رد الفعل الواعي ورد الفعل اللاواعي· دراسة التراث الشعبي ليس بالأمر السهل،فلا يتم التعرف عليه إلا من قبل الباحثين وذلك من خلال دراسة المجتمع بكل مكوناته كالقيم والعلاقات السائدة في المجتمع وهذا يجعلنا نقول بأن هناك المدخل الفلكلوري لدراسة المجتمع وهذا ماتتبعه المدارس الأنثربولوجية يقول العالم السويسري ريتشارد فايس صاحب الشعبية : يوجد في داخل الانسان شد وجذب دائمين بين السلوك الشعبي وغير الشعبي . الشعراء لهم علاقاتهم المتميزة بالثقافة والتراث وذلك من خلال تجسيد روح المكان وذكرياته وتصويره وكذلك انماط سلوكهم، وأساليب تفكيرهم، ومن هنا نجد أن علاقة التراث بالثقافة لدى الشاعر أمر لابد منه حتى يُظهر الصورة الحقيقية التي تعكس مابداخل ذلك الشاعر. التراث وهو كذلك يشبه الصورة المركبة التي يتحدث عنها علم النفس· ولذلك فان التراث، بلاشك يطلعنا على سماتنا المشتركة وخصائصنا العامة، ويصور لنا شخصيتنا، ويبرز لنا هويتنا، في زمن الأدب والكتابة. عملية الخلط بين الثقافة والتراث قد تشكل بعضاً من الخلط فيما إذا كان الشاعر مثقفاً أم لا وهذه إشكالية قد نلمسها بين الحين والآخر لدى أغلب الشعراء الذين لايملكون ثقافة الكتابة خصوصاً في النص الشعري،ولذلك نجد أغلب القصائد تفتقد للعملية الثقافية في بنائها الذي قد يقلل من أهميتها لدى المثقف والقاريء. أخيراً : ماحكينا .. كان ليل .. وكان صمت .. هم جامح .. يطعن بصدر الملامح .. كل همس // وكل لحظة شوق .. أعديها // وأسامح .. ياه .. شكثر .. ضميت الملامح .. صمت جامح ..