يبدو أن إدارة القادسية لم تستفد من دروس المواسم الماضية التي كاد الفريق أن يهبط من خلالها لسوء نتائجه إلى دوري الدرجة الأولى، وفي الموسم الماضي استفاد من النيران الصديقة بين الوحدة والتعاون التي أبقته بدوري "زين" بعد أن كان في طريقه للأولى ، والقريبون من البيت القدساوي كانوا يأملون أن تعيد الإدارة تصوراتها وترتيب ملفاتها في إعادة هيكلة النادي بحثا عن عودة التوازن للفريق من خلال ضم لاعبين محليين والمحافظة على نجومه؛ غير أن العكس حدث فدفع الفريق الثمن بتقديم نتائج سيئة أبقته في براثن الضياع، القادسية وضعه لا يطمئن ومالم تتحسن نتائجه سيبقى مهددا بالهبوط. الخلافات الشرفية تواصل تأثيرها. . ورفض انتقال ياسر يوقف الشائعات رحيل فلاتة وطرد الأسمري افتتح القادسية الموسم الحالي بالتفريط بنجم الوسط واحد نجوم دوري "زين" في الموسم الماضي عبدالعزيز فلاتة، الذي انتقل للنصر بعد أن يئس من إدارة القادسية بتقديم العرض المناسب حتى جاء النصر ووقع معه لثلاث سنوات في حين كان يريد البقاء في القادسية وبمبلغ أقل نظير ارتياحه مع الفريق؛ غير أن الرد القدساوي جاء بالتجاهل. ولم يكن رحيل فلاته الذي فتح الجرح الذي لا يزال ينزف، وتلاه التفريط بالنجم مبارك الأسمري الذي كان يعتمد عليه المدرب مدافعا ولاعب وسط وهو لاعب مؤثر يجيد ترجمة أفكار المدرب بشكل رائع، لكن عدم تدخل الإدارة في حل مشكلته مع المدرب أدى إلى استغناء المدرب عنه. غياب بوقاش أضعف قوة الهجوم . . وقرني النصر بداية الحلول الدفاعية الشرفيون وغياب القرار لعل المشكلة الأهم التي يعاني منها القادسية إبعاد شرفيه عن المشاركة في القرار وابتعاد آخرين بسبب تهميش دورهم، ويعد ابتعاد رئيس هيئة أعضاء شرف النادي السابق أحمد الزامل أكبر خسارة على النادي؛ لأنه كان قريبا من الجميع وعمل طيلة السنوات الماضية لمصلحة القادسية فلم يبتعد عندما ترك كرسي الرئاسة ، بل واصل عمله وخدمته للكيان مع مختلف الأسماء، من خلال دعمه السخي للنادي وتقديم اللاعبين في مختلف الألعاب وليس كرة القدم فحسب، وابتعاد الزامل ترك فراغا شرفيا كبيرا فحتى رئاسة الأمير فيصل بن فهد لم تدم سوى ثلاثة شهور ليقدم استقالته لأنه رأى الوضع غير مشجع للعمل والأجواء ملبدة بالغيوم، ففضل الانسحاب ولا يزال منصبه شاغرا، ولم تستطع الإدارة لم أعضاء الشرف، وبقي التأجيل عنوانا دائما لهذا الاجتماع؛ فالإدارة عزلت الشرفيين وأوجدت شرخا كبيرا بينها والأعضاء المؤثرين وباتت بمنأى عن الجميع وعزلت نفسها بتصرفاتها عن أبناء الخبر. عشوائية المحترفين عرف عن القادسية بيعه لعقود لاعبيه بمبالغ مالية كبيرة، كما حدث عند انتقال المهاجمين ياسر القحطاني ب 22 مليون ريال وأخيرا السهلاوي للنصر ب 30 مليونا، وهي أرقام كبيرة في فلك انتقالات اللاعبين السعوديين، ولكن الغريب أن القادسية يخسر نجوما آخرين لعدم تقييمهم ماديا بالشكل المناسب، كما فشل منذ سنوات في التعاقد مع لاعبين لهم وزنهم؛ لتعويض هؤلاء النجوم فبقي الفريق يعاني ويمر بأزمات لا تنتهي، وفي كل موسم يكون أحد الناجين بأعجوبة من الهبوط لدوري الأولى. وتعاقد القادسية خلال المواسم الثلاثة مع 18 لاعبا محليا لكنهم لم ينجحوا في إضافة فنية للفريق وظل يعاني، كما تعاقد مع خمسة مدربين فشلوا جميعا في رسم صورة ومنهجية واضحة للقادسية في مواجهة الفرق الكبيرة بدوري "زين". أين صانع القرار؟! من يتابع المشهد القدساوي لمحاولة تلمس الخلل لا يجد مكانا لصناع القرار بسبب تغييب أبناء النادي الفاعلين كنجومه السابقين أصحاب الخبرة إلى جانب تجاهل الإداريين الذين حققوا نتائج إيجابية على مستوى كرة القدم، ومختلف الألعاب والأنشطة الأخرى كالمهرجان الرمضاني الذي اشتهر به القادسية على مستوى منطقة الخليج. فحال الفريق واستمرار نتائجه السلبية وصراعه المرير على الهبوط لم يحرك الإدارة على استقطاب اللاعبين والإداريين لتقديم الحلول والمساهمة في حل المشاكل التي يعاني منها القادسية. أربعة انتصارات وتسع هزائم وبنظرة فنية على حساب القادسية بالدوري نجد أن الفريق لم يكن أداؤه ثابتا فمرة يكون في القمة وأخرى في القاع، وفي كلتا الحالتين تأتي النتائج غير مقنعة لجماهيره التي غابت عن مساندته في المباريات السابقة، ويبدو أن العلاقة مقطوعة تماما بين القادسية وجماهيره لأسباب ربما تكون معروفة لدى البعض لتجاهل دورها وعدم تفعيل مطالبها ففضلت هجر المدرجات. تواضع النتائج وسع فوهة الخلاف، إذ تلقى الفريق تسع هزائم ونجح في تحقيق الفوز في اربع مباريات وتعادل في ثلاث حصيلتهم 15 نقطة و26 هدفا فيما تلقت شباكه 32 هدفا وضعته في المركز ال 11 بترتيب فرق الدوري. ماريانو بين النجاح والضياع الإدارة نجحت في تعاقدها مع المدرب البرتغالي ماريانو باريتو الذي أوجد تنظيما وانضباطا للاعبي الفريق وأوجد تنافسا في الوصول للتشكيلة، والقادسية يقدم مستويات جيدة لكنه خسر النتيجة بسبب النقص وقلة الخبرة لدى لاعبيه خصوصا في الدفاع الذي يعد اضعف خطوط الفريق وأكد ذلك المدرب بمطالبته بالتعاقد مع مدافعين. والنجاح الآخر للإدارة التعاقد مع المهاجم الجزائري حاج بوقاش الذي منح هجوم الفريق قوة تعمل لها الفرق الأخرى حسابا خاصا، رغم أن اللاعب يلعب وحيداً دون مساعدة وهو بحاجة إلى مهاجم صريح ليخفف الضغط على بوقاش حتى لا يخسر الفريق جهوده المتميزة. غياب بوقاش في الجولات الأخيرة من الدوري تحسن أداء الفريق وتغيرت نتائجه، إذ كسب النصر وتعادل أمام نجران وكسب الأنصار وخسر أخيرا من الشباب 1-2، غير أن غياب المهاجم الجزائري حاج بوقاش عن التهديف في المباريات الأخيرة كان العلامة البارزة في حين تصاعد أداء اوتشينا أجبا وبات هو الهداف بستة أهداف وبفارق هدفين عن بوقاش. الشهراني والانتقال كثر الحديث عن انتقال المدافع الأيسر ياسر الشهراني من القادسية، وأخذ أبعادا وسيناريوهات كثيرة؛ فمرة للهلال وأخرى للسد وأخيرا للأهلي، بيد أن قرار الإدارة في اجتماعها الأخير بإغلاق باب أي المفاوضات وإعلان استمراه مع القادسية وضع حدا لكل هذه الأقاويل والشائعات من خلال بقاء ياسر حتى نهاية الموسم وجاء القرار بتصويت أغلب الأعضاء. كيف يعود القادسية؟! عرفت الإدارة كيف تعالج مشكلة الفريق التي كان يعاني منها في الدفاع بالتعاقد مع مدافع النصر عبدالله القرني والبحث عن مدافع أجنبي، وهي بصدد التعاقد مع لاعب جزائري، ويحسب للإدارة تحركها الباكر في فترة الانتقالات الشتوية من خلال سعيها للتعاقد مع لاعبين محليين لدعم الصفوف بحثا عن نتائج إيجابية تبقيه في مناطق الدفء. ولعل الأهم في خلاصة هذا التقرير على الإدارة التحرك وتفعيل دور أعضاء الشرف وتعزيز الموارد المالية لحل مشكل الرواتب المتأخرة والمستحقات التي يطالب بها اللاعبون لمقدمات عقودهم منذ الموسم الماضي، فمتى ما وفرت هذه الأدوات سينجح القادسية في إعادة توازنه وبناء شخصية جديدة وصولا لتقديم النتائج الإيجابية.