أمامي الآن مقطوعة من الشعر الذي يتلألأ بالجمال، ويملأ الأجواء بأطيب الطيب وأرق الأنسام، وتمرح فيه الصور سعيدة جذلى في خميلة جميلة تفوح برائحة المسك الفتيق ويهب منها نسيم النعيم تتمايل مع مروره الورود والزهور وتنتشي وتغرد لهبوبه أرق الطيور.. الشعر مذيل باسم (صدى صيره) من اليمن ولا أدري أهو اسمها الصريح أم مستعار كعادة كثير من شاعرات العرب خوفاً من المجتمع، وعنوان القصيدة الفريدة: (لحن البدر) «أنت اضفيت على العالم سحراً من بهائك صار فردوساً وصار الناس فيه كالملائك وكأنَّ الصخرة الجرداء في النور سبائك والحصى دُرٌّ وهذا الماء ديباج الأرائك أين هاروت ليُلقي أرضه تحت سمائك إيه يا بدر وهل تنفع إيه في بقائك؟ لا تولَّ الوجه ما أقسى الليالي في جفائك كم تناديني وكم يطربني صوت ندائك أنا من تفهم يابدر أعاجيب غنائك إن هذا الليل في قلبي لحنٌ من بهائك ماجت الأرض به من طرب عند لقائك وتهادته طيور الروض في عيد وفائك» فالكون يموج بالسحر والشعر والجمال.. وهذا ما يجعل قارئ الشعر الرائع يجد متعة بالغة ويطير في الخيال.. ليس الجمال في وجه امرأة جميلة فقط، فروائع الآداب والفنون وبديع صنع الله - جل وعزَّ - في الطبيعة ترفع المتذوق إلى ذرى الإحساس بمتعة الوجود وابتهاج الحياة.