طالب عددٌ من أصحاب وكالات الشحن الجوي بتحسين وتطوير سياسة «إدارة الشحن الجوي» في «الخطوط الجوية العربية السعودية»، وتحديداً في إيصال الأمتعة، وهو ما جعل الزبائن يفقدون الثقة حيال هذه الوكالات التي مُنيت أيضاً بخسائر فادحة؛ بسبب ما وصفوه ببطء الأداء، الأمر الذي كلف الشركات خسارة آلاف الريالات، مبينين أن تدني خدمة «المناولة» أدى إلى توقف بعض من هذه الشركات والمكاتب عن العمل، لاسيما أن لهذه المواقع مصاريف تشغيلية لابد من الإيفاء بها. حيث أكد عبدالله الشريف -صاحب شركة نقل جوي- أن بطء الخطوط السعودية أدى إلى تعطيل الشحن الصادرة إلى الخارج، حيث أن السيارات تنتظر أكثر من أسبوع، مما أدى إلى تعرض شركته إلى خسائر فادحة، مبيناً إذا استمر الحال هكذا سيضطر إلى التوقف تماماً عن العمل، قائلا: «عقدنا اجتماعات عديدة تمت بغية الوصول إلى حلول ناجحة لهذه المشاكل، وحتى تكون هناك رؤية واضحة يتم على ضوئها التعامل مع هذه الشركات»، مبيناً أن «الخطوط السعودية» تعد مرفقاً مهماً في المملكة، وتعمل من أجل راحة المواطنين، مضيفاً: «بالتأكيد أنهم يسعون لمزيد من تحسين الأداء خصوصاً أنهم يتعاملون مع شركات وطنية، إلاّ أن صوت الأداء من قبل الشركة السعودية للشحن المحدود خافت جداً تجاه هذه المشاكل التي نمر بها، رغم أنها تتولى خدمة المناولة لجميع شركات الطيران بالمملكة». واتفق معه مسعود الحربي -مدير شركة شحن جوي- والذي تذمر من عدم التزام الشركة السعودية للشحن المحدود بالشروط المنصوص عليها، مما كبدهم خسائر مالية كبيرة، خصوصاً أن شركتهم تتحمل تكاليف الجهاز، والسيارات المؤجرة، والانتظار في المطار لعدة أيام، مطالباً بإيجاد حلول يتم من خلالها تفادي هذه الخسائر المالية، وطالب فؤاد مهدي -صاحب شركة شحن جوي- مسؤولي شركة «السعودية» أن يلبوا مطالب شركات الشحن، ويوفروا العمالة الكافية لتفادي تأخير تفريغ البضائع، قائلاً: «الشركة تستأجر شاحنات بمبالغ كبيرة لتفريغ البضائع، نظراً لقلّة العمالة في شركة السعودية للشحن المحدود». وخالف عبدالله الشريف كل تلك الأحاديث التي اتهمت «الشركة السعودية للشحن المحدود» بالتقصير، قائلاً: «العمل في مجال الطيران السعودي وإداراته المختلفة على مدار الساعة، إلاّ أنه بعد انتهاء الدوام الرسمي، فإن هناك نوع من التأخير في شحن السيارات، ولا يستمر هذا التأخير أكثر من 6 ساعات»، منوهاً أن عمال الشحن والتفريغ يتسببون أحياناً في بعض التأخير، حيث يطالبون بزيادة أجورهم المادية، قائلاً: «إن هذه السلبيات شكلت ضرراً كبيراً، ويؤدي إلى إيقاف السوق السعودي، والانتقال إلى سوق البحرين « و ذكر مسعود الحربي أن اجتماعاً تم عقده مع فهد الحماد -مدير الشحن الجوي- بغية الوصول إلى حلول لهذه المشاكل، إلاّ أن الوعود التي تلقوها لم تف بالغرض، مبيناً أن المعضلة تكمن في تحمل شركات الشحن الجوي تكاليف جلب العمال بمبلغ 700 ريال للعمل في اليوم الواحد. وأشار محسن العمودي -مدير شركة لخدمات الشحن- إلى أنهم كأصحاب شركات متضررة، أبلغوا الجهات المعنية في الخطوط بإيجاد حل لهذه المشكلات، غير أنهم لم يجدوا أي ردود كافية. وعلى الجانب الآخر أكد الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة الخطوط السعودية للشحن المحدودة سعود عرب على أن شركة الشحن متضررة هي الأخرى بشكل أكبر من وقوف هذه الشاحنات، وإعاقتها لسير المرور، بالرغم من قيامها بتجهيز مواقف مناسبة لانتظار الشاحنات تتسع لعدد 23 شاحنة كبيرة، و88 شاحنة صغيرة، إلاّ أن بعض السائقين يفضلون الوقوف أمام البوابات، مشيراً إلى أنها تقف عائقا أمام مرور الشاحنات التي تحمل بضائع جاهزة للتسليم في موعدها، موضحاً أن الشركة السعودية قد أبلغت رسمياً الجهات المعنية بالأمر، من خلال التنسيق مع الجمارك، واللجنة الأمنية بالهيئة العامة للطيران المدني؛ لتوحيد الجهود والوصول إلى حل مناسب، بما يضمن المصلحة العامة، قائلاً: «السعودية للشحن تستقبل الشحنات الصادرة على مدار الأربع وعشرين ساعة من خلال تخصيص ست بوابات لاستقبال وتفريغ الشاحنات المحملة بالبضائع الجاهزة للتصدير على متن طائرات الخطوط السعودية أو الخطوط الجوية الأخرى، تحت إشراف مباشر من قبل المديرين المناوبين السعوديين، وتقوم بمناولة كافة الشحنات المنقولة على متن طائراتها، أو طائرات الخطوط الجوية الأخرى». وعن زيادة أعداد العمالة والمعدات والآليات، بيّن عرب أن عدد العمال يترواح حسب ضغط العمل، ويتم مراجعة الأعداد اللازمة كلما لزم الأمر، منوهاً أن الشركة زادت العمالة والمعدات مؤخراً ضمن خطة الاستثمار، قائلاً: «استثمرت الشركة السعودية للشحن المحدود ما يزيد عن 22 مليون ريال لزيادة عدد العمال والمعدات والآليات اللازمة لتسيير العمل خلال العامين المنصرمين، ونحن بصدد استثمار 17 مليون ريال أخرى خلال عام 2012 م لتشمل تحديث وترتيب منطقة استلام البضائع الصادرة، وتخصيص بوابة للدخول، وبوابة أخرى للخروج تسهيلاً لحركة الشاحنات، موضحاً أنه سيجتمع قريباً مع وكلاء الشحن، لمناقشة آلية جديدة مقترحة لتسهيل منظومة العمل، تسهم في تقديم خدمات أفضل للعملاء»