قال آخر رئيس حكومة في النظام التونسي السابق محمد الغنوشي، إن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي كان يعتزم قتل الآلاف من التونسيين للحفاظ على نظامه، والبقاء في السلطة. وأوضح الغنوشي في حديث بثه التلفزيون التونسي الرسمي ليلة الخميس - الجمعة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للثورة التونسية، أنه تلقى اتصالا هاتفيا صبيحة 14 يناير من العام الماضي من الرئيس السابق بن علي أكد له فيه أنه "عازم على إعادة الاستقرار والأمن في البلاد حتى لو أدى الأمر إلى قتل ألف أو ألفي تونسي". وأشار الغنوشي الذي تولى الرئاسة التونسية لعدة ساعات فقط في 14 يناير من العام الماضي، إلى أنه أصيب بصدمة كبيرة عندما سمع تلك الأقوال التي كانت بالنسبة له "المنعرج"، باعتباره يسمع لأول مرة "أشياء لم يعهدها من الرئيس السابق بن علي، حيث اكتشف أنه كان يتحدث إلى شخص لا يعرفه، وهو ليس الشخص الذي عمل معه طيلة سنوات عديدة". وقال محمد الغنوشي، إنه طلب في حينه من بن علي "توخي العقل من خلال تفعيل الإجراءات التي سبق أن أعلن عنها، مضيفا أن ردة فعل بن علي التي تتسم بعنف شديد دفعته إلى اتخاذ قرار بالانسحاب من العمل السياسي". وأضاف أنه بعد مغادرة بن علي تونس مساء 14 يناير، هاتفه الأخير من الطائرة بعد سماعه خبر تسلمه الرئاسة، وقال له إنه عائد إلى تونس صبيحة 15، كما طلب منه تكذيب الخبر، حيث خاطبه قائلا "ما جرى غير مقبول، ويعد خيانة". وأوضح أنه بمجرد سماعه كلام بن علي هذا "انتابه الخوف وشعر أنه لا يخاطب رئيس دولة، وإنما شخص آخر لا يمت بصلة للجنس البشري". يشار إلى أن محمد الغنوشي تسلم الرئاسة التونسية المؤقتة لعدة ساعات فقط بعد الإعلان رسميا عن مغادرة الرئيس التونسي السابق 14 يناير 2011، كما تسلم بعد ذلك رئاسة الحكومة، ثم استقال من منصبه في شهر فبراير من العام نفسه تحت ضغط حركة الشارع.