اعلن رئيس الحكومة الانتقالية في تونس محمد الغنوشي في مؤتمر صحافي عقده في تونس الاحد استقالته من منصبه، غداة اعمال عنف في العاصمة اوقعت ثلاثة قتلى، ما يفتح الباب امام ازمة سياسية بعد شهر ونصف شهر على سقوط نظام زين العابدين بن علي. وقال الغنوشي "قررت الاستقالة من منصبي كوزير اول" مضيفا ان هذه الاستقالة "ليست هروبا من المسؤولية بل افساحا للمجال امام وزير اول آخر". وتابع "ضميري مرتاح (...) ولست مستعدا لاكون الرجل الذي يتخذ اجراءات ينجم عنها ضحايا"، مشيرا الى ان خطوته هذه "هي في خدمة ثورة تونس". وكانت المواجهات بين المتظاهرين والشرطة تواصلت في تونس، واندلعت اعمال عنف جديدة بعيد ظهر الاحد في وسط العاصمة حيث قام شبان باعمال تخريب غداة مواجهات اسفرت عن ثلاثة قتلى. وكان اكثر من مئة الف متظاهر طالبوا الجمعة بتنحي حكومة محمد الغنوشي وذلك خلال اضخم تجمع تشهده العاصمة التونسية منذ الاطاحة بزين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011. واعلنت الحكومة الانتقالية التي بدت متجاهلة لهذه الدعوات، عن تنظيم انتخابات في اجل اقصاه منتصف تموز/يوليو دون تحديد طبيعة هذه الانتخابات. وقال الغنوشي الاحد عقب مؤتمره الصحافي المطول الذي شرح فيه الخطوات التي اقدمت عليها حكومته منذ تسلمها السلطة ان "الفترة القادمة حاسمة لتونس". وتحدث عن "عدة سيناريوهات مطروحة تتعلق بالانتخابات الرئاسية والمجلس التأسيسي"، مضيفا "الثورة تملي بان يكون هناك دستور جديد تنطلق على اساسه البلاد". وقال الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع ان الباجي قائد السبسي عين رئيسا لوزراء تونس خلفا لمحمد الغنوشي. وسبق ان تولى السبسي وزارة الخارجية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. وسرعان ما توقفت المواجهات في الشارع مع اعلان الغنوشي استقالته من دون ان تواجه بمظاهر فرح من قبل المتظاهرين في العاصمة. ومنذ تسلمه رئاسة الحكومة بعد ايام على سقوط بن علي في الرابع عشر من شباط/فبراير والتظاهرات تلاحق الغنوشي. ولم تدم اول حكومة شكلها وضمت عددا من اركان النظام السابق سوى اسبوعين.