يترقب المتابعون الجولة التي يقوم بها رئيس الوزراء الصيني وين جايباو لمنطقة الخليج وسط توتر غير مسبوق وخطوات استفزازية تقوم بها إيران التي يبدو أنها بدأت تتخبط في حساباتها السياسية خاصة بعد تشديد العقوبات الأحادية من طرف الولاياتالمتحدة والخاصة بالنفط والمصرف الإيراني المركزي ، حيث تسعى واشنطن لإقناع الدول المستوردة للنفط من طهران ومنها الصين التي تستورد ما نسبته 11 % من احتياجاتها من الخام الإيراني ، لكن بكين التي ترفض العقوبات الأحادية الجانب ، وصفت زيارة وزير الخزانة الأميركي تيموثي جيثنر ولقاءه بالمسؤولين الصينيين وعلى رأسهم نائب الرئيس الصيني شى جين بينغ ورئيس الوزراء وين جايباو " بالهامة لاستقرار وتنمية العلاقات الاقتصادية الصينية الأميركية". الوزير الأميركي حث بكين على التعاون في جهود حظر الانتشار النووي في رسالة واضحة من اجل الحصول على دعم الصين لتشديد العقوبات على إيران من طرف الولاياتالمتحدة ، التي نجحت في إقناع اليابان التي تستورد ما نسبته 9% من النفط الخام من إيران ، وانضمت بذلك إلى العقوبات الأميركية ، وهي التي كان وزير خارجيتها كونشيروا جيمبا قد قام بجولة خليجية شملت المملكة وقطر والإمارات إضافة إلى تركيا ، تحدث فيها عن ضرورة تأمين إمدادات النفط في حال تعرض مضيق هرمز الذي يمر من خلاله 40 % من النفط إلى السوق العالمي ، ويبدو أن المسؤولين في دول الخليج قد طمأنوا الوزير الياباني بهذا الخصوص ، الأمر الذي انعكس على قرارها بشأن تخفيض ما تستورده طوكيو من النفط الإيراني. و ينتظر المراقبون و أسواق النفط على حد سواء الخطاب المنتظر والزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الصيني وين جايباو للمملكة أكبر مصدر للنفط حول العالم يوم غد ، على أن يلقي خطاباً أمام القمة العالمية الخامسة للطاقة المستقبلية التي ستعقد في أبوظبي الأسبوع المقبل. الصين التي سبق أن أيدت وشاركت في مداولات مجلس الأمن بخصوص العقوبات على إيران ترى أن التوتر في مياه الخليج لن ينعكس سلباً على اقتصادها فقط ولكن الاقتصاد العالمي في المجمل . وفي تصريح للسفير الصيني لدى المملكة لي تشينغ وين عن أجندة زيارة رئيس الوزراء وين جياباو أشار الى ان سلامة إمدادات النفط ستكون على رأس الأولويات التي سيبحثها المسؤول الصيني مع القيادة في المملكة. وهو الأمر الذي سيكون مع باقي قادة دول الخليج التي سيزورها رئيس الوزراء الصيني وهي الإمارات وقطر. فما هي المخرجات المنتظرة من هذه الزيارة ، وهل سيخرج الصينيون بقرار تقليص استيرادها من النفط الإيراني ، بعد أن تضمن إمدادات تعويضية من مصادر أخرى ، يبقى ذلك الاحتمال قائماً في حال تنويع مصادر الاستيراد الصينية ، في الوقت الذي تشير فيه التحليلات إلى نية طهران الحفاظ على التصعيد في منطقة المضيق لضمان ارتفاع اسعار النفط الامر الذي من شأنه إفشال القرار الاميركي الأحادي. بقي القول ان الدول الغربية وأميركا ستكون في انتظار ما ستنتجه جولة جايباو الخليجية. في هذا الاطار تشير زميلة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الدكتورة العنود الشارخ في تصريح لها ل" الرياض" إلى صعوبة التنبؤ بنتيجة ذلك، وتضيف ربما تحمل زيارة رئيس الوزراء تطمينات لدول التعاون الخليجي ، كما انه لا يمكن مقارنة ما اسفرت عنه زيارة وزير الخارجية الياباني كونشيروا جيمبا بما سوف تسفر عنه زيارة رئيس الوزراء الصيني، كون طوكيو وبكين تختلفان في تعاطيهما السياسي مع الغرب . من هنا يمكن القول إن قراراً صينياً بتخفيض استيراد النفط الايراني ، ربما يحشد اجماعاً دولياً تجاه العقوبات النفطية التي اقرتها واشنطن على طهران ، ويضيق الخناق على القيادة الايرانية التي ذهبت بعيداً في البحث عن مؤيدين لسياستها وإن كان ذلك في نيكاراغوا .