يقوم رئيس الوزراء الصيني وين جايباو بزيارة للمملكة يوم السبت المقبل تستمر يومين، وهي الزيارة الأولى لمسؤول صيني رفيع منذ سنوات ، حيث كانت آخر زيارة لرئيس الجمهورية هو جينتاو عام 2009 . وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على مشتري النفط الإيراني وعلقت المملكة على هذا القرار بشكل غير مباشر بأن مقاطعة الواردات البترولية من أي مصدر، هي شأن داخلي يخص كل دولة. تزامن ذلك مع ما تشهده منطقة الخليج من توترٍ عسكري على خلفية المناورات العسكرية التي تقوم بها إيران في مضيق هرمز الذي تمر من خلاله ما نسبته 40% من النفط إلى السوق العالمي في خطوة اعتبرتها دول الخليج والمجتمع الدولي استفزازية. وسبق وأعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن مضيق هرمز خط أحمر وأن الولاياتالمتحدة لن تدع إيران تقدم على خطوة كإغلاق المضيق ، وجاءت بريطانيا لترسل إحدى أكبر وأغلى المدمرات البحرية إلى مياه الخليج . في إشارة عسكرية لجدية الموقف الدولي من أي خطوة تقدم عليها طهران تسهم في إغلاق المضيق ، ويشير المحللون إلى نظرية مفادها أن إيران تسعى لرفع وتيرة التوتر في المضيق من أجل الإسهام في رفع سعر برميل النفط في السوق العالمي الأمر الذي من شأنه إفشال القرار الأميركي بفرض عقوبات على مشتري النفط الإيراني. وينتظر أن يلتقي رئيس الوزراء الصيني وين جايباو كبار المسؤولين في المملكة لبحث ملفات وقضايا تتمحور حول التعاون في مجال الطاقة والنفط حيث تستورد الصين ما يقارب مليون برميل يومياً من المملكة ، كما سيناقش الجانبان ما تمر به المنطقة ، بدءاً من الملف النووي الإيراني وصولاً إلى سورية التي كانت الصين قد اعترضت على قرار في مجلس الأمن يدين النظام السوري لاستخدامه العنف في قمع التظاهرات الشعبية المطالبة بالإصلاحات السياسية. وستكون المملكة إحدى محطات رئيس الوزراء الصيني وين جايباو الذي يزور منطقة الخليج في الفترة ما بين 14- 19 من الشهر الحالي حيث سيحضر فعاليات قمة الطاقة العالمية في أبوظبي على أن تشمل جولته دولة قطر . وتشهد المملكة حركة دبلوماسية مكثفة على خلفية التوترات الإقليمية حيث زار وزير الخارجية الياباني كونشيروا جيمبا الرياض لبحث ضمانات إمدادات بلاده بالنفط حيث تلقى تطمينات من المملكة بهذا الخصوص ، كما يقوم نائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الاقتصادية علي بابا جان بزيارة إلى المملكة ، إضافة إلى عدد من المسؤولين الاخرين.